أوبك+ يرسم ملامح سوق النفط العالمية في 2023

الوقائع الإخبارية: أثناء محاولات أوروبية لفرض سقف سعر للنفط الروسي، يحسم تحالف أوبك+ الجدل بخفض إنتاج النفط، وسط استجابة من سعر البرميل المرتفع.

انخفاض الطلب الصيني على النفط وزيادة الإنتاج الأمريكي كان لهما أثراً طفيفاً على أسعار النفط عالمياً، التي سرعان ما قفزت بنحو دولارين وتخطى سعر البرميل خام برنت حاجز 85 دولاراً.

ونجحت مجموعة أوبك+ في رسم ملامح سوق النفط خلال عام 2023، والتي من المتوقع أن يتخطى خلاله سعر برميل النفط حاجز 90 دولاراً، في ظل فشل مفاوضات وضع سقف لسعر النفط الروسي عند مستوى يتراوح بين 65 و70 دولاراً للبرميل، واحتمالية حظر أوروبا للواردات الروسية النفطية بدءًا من منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2022، حال استمرار فشل المفاوضات.

وقالت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء إن مقترح الدول الغربية لوضع سقف لأسعار النفط الروسي إجراء "مضر بالسوق" من شأنه تعطيل سلاسل الإمداد وزيادة الوضع في أسواق الطاقة العالمية سوءا.

وأضافت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا "قولنا مرارا إن وضع ما يسمى بسقف لأسعار النفط الروسي ليس آلية لا تمت للسوق بصلة فحسب، ولكنه إجراء مضاد للسوق".

وأكملت أن موسكو لن تصدر النفط إلى الدول التي ستفرض سقفا على الأسعار.

أوبك+ تحسم الجدل في 4 ديسمبر
تقول مصادر إن قرار أوبك+ عقد اجتماعها في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول افتراضيا، يشير إلى ضعف احتمال تغيير السياسة في الوقت الذي تجري فيه المجموعة تقييما لتأثير تحديد سقف لسعر النفط الروسي على الأسواق.

وسيركز الاجتماع الافتراضي على اتفاق الاتحاد الأوروبي الوشيك بشأن وضع سقف لسعر النفط الروسي قبل الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد لفرض حظر كامل على مشتريات الخام الروسي المنقول بحرا في الخامس من ديسمبر كانون الأول.

وقال المصدر "تفضل أوبك+ الانتظار في هذا الوقت وتقييم نتيجة ما سيحدث يوم الإثنين".

خطوات ثابتة نحو خفض إنتاج النفط

مسح حديث يكشف تراجع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من النفط في نوفمبر/ تشرين الثاني بقيادة السعودية وأعضاء خليجيين آخرين بعد أن تعهد تحالف أوبك+ بتخفيضات كبيرة في الإنتاج لدعم السوق وسط تدهور التوقعات الاقتصادية.

ووجد المسح أن أوبك أنتجت 29.01 مليون برميل يوميا هذا الشهر بانخفاض 710 آلاف برميل يوميا عن أكتوبر تشرين الأول. وكان إنتاجها في سبتمبر أيلول هو الأعلى لها منذ عام 2020.

وعززت أوبك وحلفاؤها، فيما يعرف باسم أوبك+، الإنتاج لمعظم عام 2022 مع تعافي الطلب، لكن في نوفمبر/ تشرين الثاني، ومع ضعف أسعار النفط وسط مخاوف من الركود، قامت المجموعة بأكبر خفض لها منذ الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19 في عام 2020.

ودعا أوبك+ في قرارها لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني إلى خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، منها نحو 1.27 مليون من المفترض أن تأتي من الدول العشر الأعضاء في أوبك.

وكان الإنتاج أقل من الحجم المستهدف في ظل افتقار العديد من المنتجين، لا سيما أنجولا ونيجيريا، للقدرة على ضخ المزيد من النفط بسبب عدم كفاية الاستثمار، وفي حالة نيجيريا، سرقة النفط الخام.

ووجد المسح أن إنتاج الأعضاء العشرة انخفض 720 ألف برميل يوميا على أساس شهري، مما ترك الإنتاج الفعلي عند 800 ألف برميل يوميا دون المستوى المستهدف للمجموعة في نوفمبر تشرين الثاني. وبلغ النقص في أكتوبر تشرين الأول 1.36 مليون برميل يوميا.

ووجد المسح أنه نتيجة لكون الإنتاج دون المستوى المستهدف، فقد تجاوزت أوبك التخفيضات التي تعهدت بها بنسبة 163 بالمئة في نوفمبر تشرين الثاني.

وتعقد أوبك+ اجتماعا عبر الإنترنت الأحد المقبل لمراجعة سياسة الإنتاج ولا يُتوقع إجراء أي تغييرات على سياستها الإنتاجية الحالية.

السعودية تخفض إنتاجها وخلص المسح إلى أن السعودية خفضت إنتاجها في نوفمبر/تشرين الثاني بواقع 500 ألف برميل يوميا عن أكتوبر/ تشرين الأول، ملتزمة بالكامل تقريبا بالخفض الذي تعهدت بها. وتلتها الإمارات والكويت من حيث أكثر كمية خفض.

وأظهر المسح أن الجزائر خفضت نحو نصف الكمية التي تعهدت بها فيما قلص العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك والذي يطالب بزيادة حصته، بالكاد الإنتاج في نوفمبر تشرين الثاني.

ووجد أن أنجولا ونيجيريا عززتا الإنتاج في نوفمبر تشرين الثاني لكن كلتيهما تضخ أقل بكثير من حصتهما. وسجلت نيجيريا أكبر زيادة في أوبك مدعومة بارتفاع صادرات خام فوركادوس.

وكان هناك تغيير طفيف في الإنتاج في ليبيا وإيران وفنزويلا، وجميعها معفاة من تخفيضات إنتاج أوبك.

خام برنت يقفز دولارين

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولارين الأربعاء وسط مؤشرات على نقص المعروض وتراجع الدولار والتفاؤل بانتعاش الطلب الصيني.

لكن احتمال أن تبقي مجموعة أوبك+ على الإنتاج دون تغيير في اجتماعها الوشيك قلص المكاسب.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.34 دولار أو 2.82% إلى 85.37 دولار للبرميل بحلول الساعة 1455 بتوقيت جرينتش. وزاد أكثر عقود خام برنت نشاطا لشهر فبراير/ شباط 3.04% إلى 86.81 دولار.

كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي زيادة بلغت 2.43 دولار، أو 3.11% لتصل إلى 80.63 دولار.

جاءت زيادة أسعار النفط بعد توقعات بانخفاض المعروض من النفط الخام.

وانخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية 7.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقا لمصادر في السوق نقلا عن بيانات لمعهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء.