رغم انخفاض أسعار الغذاء عالميا.. ارتفاعات بمؤشراتها محليا

الوقائع الاخبارية:قال خبراء زراعيون، انه برغم انخفاض مؤشر اسعار الغذاء عالميا في حدود الـ10 %، إلا أنها بقيت مرتفعة محليا، وهو ما يفسره خبراء بوجود محزونات من السلع المستوردة مسبقا لديهم، جلبت قبل بدء انخفاض الاسعار عالميا، وأن هذا المخزون جرى استيراده خلال فترة ارتفاعها.

واشار هؤلاء الخبراء الى ان توقيع الاتفاقيات الاوكرانية والروسية، بشأن مسار الغذاء العالمي، ساعد في استقرار نسبي للاسعار حتى الآن.

وزير الزراعة الاسبق عاكف الزعبي، بين ان الأسعار لكي تنخفض محليا، تتطلب فترة من الوقت.

مساعد الأمين العام الأسبق في وزارة الزراعة جمال البطش، بين ان اسعار الغذاء عالميا، شهدت ارتفاعا قياسيا في آذار (مارس) الماضي، بسبب اندلاع الازمة الاوكرانية الروسية، لكنه سجل تراجعا نسبيا في الأشهر الثمانية الاخيرة.

وساهم تمديد اتفاق بواسطةالامم المتحدة لتصدير الحبوب منأوكرانيا لمدة 120 يوما أخرى الشهر الماضي، في تراجع المخاوف بشأن تعطيل الحرب للتجارة الضخمة عبر البحر الأسود.

من ناحية اخرى، دعا برنامج الغذاء العالمي، قادة العالم المشاركين في قمة المناخ "كوب 27” الذي عقد في شرم الشيخ بمصر، للاستثمار في تعزيز قدرة المجتمعات الضعيفة على الصمود أمام التغيرات المناخية، بخاصة التي تعيش على الخطوط الأمامية في مواجهة هذه التغيرات.

ولفعل ذلك، يتوجب استنباط أصناف من المحاصيل الزراعية المقاومة لارتفاع درجة الحرارة والعطش، وحماية الأراضي الزراعية من التصحر، والبحث عن موارد مائية جديدة، لمواجهة موجاتالجفاف ونقص المياه، ما يتيح زراعة مساحات جديدة، علما بان تنفيذ ذلك قد يساعد في إنتاج الغذاء حتى العام 2050، ومنع ارتفاع أسعاره بشدة.

مديرة مديرية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتورة مسنات الحياري، بينت ان الأسعار في الأردن ارتفعت في الأشهر الماضية بشكل غير مسبوق، وطالت قطاعات عريضة، وتزامن ذلك مع موجة الغلاء التي تضرب العالم منذ جائحة كورونا، بسبب ارتفاع أسعار الشحن العالمية، بعد تعطل سلاسل الإنتاج والتوريد جراء الجائحة وتداعياتها، وما نتج عنها من ارتفاع كلف وأجور نقل، بالإضافة للأزمة الروسية الأوكرانية التي كان لها أثر مباشر على الأسعار في الأسواق العالمية.

وأضافت الحياري، أن الأردن دولة اقتصادها صغير ومفتوح، يعتمد على الدول الخارجية من حيث الاقتراض والاعتماد على المساعدات بشكل كبير، ولأن انتاجها الأساسي، هو القوى العاملة التي تصدرها للدول العربية والأجنبية، الى جانب صادراتها للفوسفات والبوتاس والمنتجات الزراعية.

كما كان للتغيرات المناخية اثر سلبي على الإنتاج الزراعي والأسعار، بحيث أدى ارتفاع درجات الحرارة لحدوث صدمات كالجفاف والفيضانات وتفشي الآفات والأمراض وانخفاض الانتاجية، ما ادى لارتفاع الاسعار، مع العلم ان الاردن يستورد غذاء تبلغ قيمته نحو 4 مليارات دولار سنويا.