{clean_title}

شفافية الخصاونة وسوداوية المتشائمين !! كفى استعراضاً وروايات ساذجة غير مقروءة ..ادحضوا الحجة بالحجة لا بالجعجعة

الوقائع الاخبارية:الكلمة مطية الوصوليين للوصول،طلباً للشهرة أو قتلاً للفراغ أو هرباً من معاناة شعور بالعدمية.يلجأ الوصولي للقنص بالعتمة،اوالصيد بالمياه العكرة،أو الطخطخة بمناسبة ليست ذات قيمة. فراغ قاتل يقتله،وإحساس بأنه خارج اللعبة،فلا بد من عمل شيء لشد الانتباه إليه،،، المشكلة انه لا يتقن أي فن من فنون الحياة،وهنا الطامة الكبرى.عندئذ لا يجد سوى المسخرة أو النقد الفاقد لأي أسس علمية أو أرضية واقعية.

بهذه اللعبة يعتقد الساخر أنها اقرب الطرق للدخول إلى دائرة الضوء واثبات الوجود. الشق الثاني،أن يكون الهدف ثمينا والاسم معروفا والمكانة عالية.يقع الاختيار حُكما، على رئيس الوزراء المتربع على سلم السلطة التنفيذية،الشخصية الصريحة،المتسامحة،الطيبة،المتسامية على الصغائر،والمتعالي على حديث الأرصفة،وثرثرة المقاهي،وتصفية حكواتية الزوايا المعتمة وصالونات الحلاقة.رموه بسهام ظالمة بعيدة عن النقد البناء والمصلحة العامة وخدمة الدولة،حتى تكسرت النصال على النصال،وأثخنوه بالجراح،دون حق وبلا سبب موجب اللهم الا انه رئيس وزراء.

بشر الخصاونة قبل أن يكون رئيساً للوزراء ،هو إنسان ومواطن مارس حياته كأي واحد فينا،لعب الكرة،وعاش حياته مثلنا.والحق مارس في أحاديثه منتهى الشفافية،وصرح بمكنونات قلبه،وقال بالفم الملآن حباً لوطنه :ـ غداً سيكون أجمل،فانقلبت عليه الدنيا. فهل يريد الناقدون أن يقول :ـ بكرة اظلم،والجاي اسخم،والمستقبل أسوأ.ومعروف لدى من لديه القليل من الثقافة والوطنية،أن الناقد هو الظهير للمسؤول،يصحح أخطاءه ويلفت نظره إلى مواطن الضعف،ويساهم في وضع الحلول لا الهدم وإضاعة الوقت. في الآونة الأخيرة لا حظنا إشكالية خطيرة بين المواطن والمسؤول وهي فقدان الثقة ولو آتى بمعجزة،وهذه الظاهرة غير صحية ومدمرة،ناهيك ان المواطن لم يعد يرى غير الأخطاء والسلبيات.

ما زاد الطين بلة،دخول مجلس النواب المأزوم على خط المواجهة. مجموعة عريضة منهم كما اعترف بعضهم انهم مضغوطون ـ على الآخر ـ وفقد ثقة قواعدهم،وراحوا يعوضون عن ذلك بالتعريض للحكومة وشن حملة ظالمة عليها،والتعرض للرئيس بشر الخصاونة للبحث عن شعبوية فقدوها بين كوادرهم.هذه المعركة النيابية فاشلة،وكسر عظم لا يستطيع احد يجبره على المدى القريب والمتوسط،،،، بشر الخصاونة بصفته الرسمية والمطلع على أحوال البلد وخزينة البلد وكل الظروف الداخلية والخارجية المحيطة به قال لا املك ترف دفع دعم المحروقات،والنواب يعرفون أحوال الدولة المالية. هو قال الحقيقة المُرة،ومن عنده غير ذلك فليتكلم بالعلن من أعلى منصة من تحت القبة،لدحض الحجة بالحجة لا بالجعجعة أو الصراخ،فالأصوات العالية لا تطعم خبزاً .

الحق أن الشخصية الانتقادية كثيرة النقد،تعاني من صراع نفسي عميق.شخصية مليئة بالسلبيات والعيوب،وللتخفيف يلجأ اللا وعي عنده،إلى رمي معاناته إلى الآخرين.لذلك تراه شخصية صعبة،وعند مواجهته بأي نقد ينفعل ويثور كأنه منزه أو انه ملاك لم يمسسه عيب. معلوم أن النقد البناء ايجابي وطبيعي بل ضروري في كل مناحي الحياة من سياسة،أدب،فن، صناعة ،تجارة. لا شي فوق النقد بشرط أن يكون على أسس علمية وعملية،هدفه تجويد العمل وتحسينه وتلافي أخطاءه.لكن الشخصية الانتقادية المرضية،تسعى للتخريب والإحباط حيث أنها تثير المتاعب أينما حلت في المنزل ،العمل،الشارع.وكما يقول العوام :ـ " رجل فاضي ويعمل نفسه أبو العُريف ".في المنزل يفتعل المشكلات مع زوجته لكثرة انتقاداته،في المتجر،في الشارع.السبب وراء ذلك جنوحه المرضي لإثبات وجوده بأنه ذكي ومثقف وملم بالعلوم كافة.والحقيقة انه مزعج وموذٍ أينما حلًّ كفيروس الكورونا.

ظاهرة معيبة انتشرت في الآونة الأخيرة،من لدن شريحة واسعة لا تفهم بالاقتصاد ولا السياسة،تنتقد أهل العلم والاقتصاد من ذوي الشهادات العالية والخبرة المتراكمة،الذين يعتمدون الأرقام، الحقائق على ارض الواقع.قاعدة تعيش في فراغ قاتل،همها الانتشار بأي طريقة ولو على حساب الكبار،بعد أن فشلت في الحياة وسقطت في عملها،فلجأت إلى النق كالضفادع أو ما يشبه حديث النسوة اللواتي يتحلقن حول فنجان القهوة،ولا يتقنّ الا الغيبة والنميمة وفي حقيقة الامر يأكلهن الحسد والغيرة على حظوظهن البائسة في حياتهن الخاوية إلى درجة البؤس والإحباط حتى تصل إلى حدود الكآبة المرضية.

لا احد من هؤلاء يستطيع أن يتكلم في الفيزياء،الكيمياء،الفلك،الذرة،لأنها بحاجة إلى أهل علم ومعرفة،أما السياسية فالكل يهجم عليها لان "حيطها واطي"،فالكل يتسلقه ويتاجر على ظهرها،مع أنها أي ـ السياسة ـ من أصعب العلوم وأخطرها وأكثرها حساسية.الجاهل عدو نفسه،يتكلم كالببغاء بما لا يفهم ولا يفتي بما لا يعلم،خصوصا في ظل ارتفاع سقف الحريات في الأردن وتساهل المسؤول مع الدخلاء على السياسة الاقتصاد،.خصوصا عندما يكون بحجم دولة رئيس الوزراء بشر الخصاونة خريج أرقى الجامعات الأمريكية،وناقده لم يقرأ كتاباً في عمره او أعاد فحص التوجيهي عدة مرات، فراح إلى السوشيال ميديا ليعوض نقصه ويغطي فشله،فيضربها " علاوي " كما يقول العامة،يريد ان يناطح رئيس الوزراء باختصاصه،وينافسه بعلمه رغم انه لا يجيد القراءة ويخطئ بالإملاء...أية مفارقة هذه...واية نكتة سوداء مبكية جارحة.

أينما تجد الخجل والأدب،تجد الشخصية المحترمة المتوازنة المتزنة،وتجد العلم.فالأخلاق هي تاج العلم وتعكس بيئة الإنسان،ومدى ما بلغ من رقي وحضارة. يختصر تاريخه ويختزل مسيرته بسلوكه الحسن،حيث ان أحسن الحسن الخلق الحسن.بينما قلة الأدب وتجريح الناس بلا سبب واتخاذها حرفة،تشي بان صاحبها يحمل شخصية هشة مدمرة،بحاجة إلى عيادة نفسية وبصورة أدق إلى مصحة نفسية للإقامة الدائمة.فاللعلم ناسه،وللفكر أهله كذلك للفارغين ميادينهم في المقاهي وناسهم الذين هم على شاكلتهم.فهذا الناقد الجاحد لا يتقن الا ساقط الكلام وبذيء الاقوال.ورحم الله امرىء عرف قدره فوقف عند حده.

كفى استعراضاً يا سادة ،، فالوطن بحاجة إلى جهد كل واحد فينا والى رص الصفوف لا إلى المشاحنات وتأليف الروايات الساذجة غير المقروءة،ولو كنتم تتقون المشي السليم لما مشيتم " حنجلة "،ودخول دوائر الشهرة والنور والمكانة، لايكون بالصعود على أكتاف الكبار،وانتهاز الفرص بانتهازية لقنص فرصة او اصطياد " المناسبات ".أهل العلم والثقافة والفكر حريصون على الرأي والرأي الآخر،والنقاش يلزم مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة أما الطارئون فلهم الله لان أفكارهم لا تساوي في سوق الخضار قشرة بصلة،ولا في سوق الحرامية انتيكة مصدية.اتقوا الله في ما تقولون فعلى أكتاف كل واحد منا رقيب وعتيد.

نقول عن علم ومعرفة :ـ ان الحالة النفسية عند الأفراد متناقضة،وتشي بالغضب من أي سبب.ومعروف ان الحالة الاقتصادية سبب رئيس في أرجوحة الدوخة،وما يستتبع ذلك من بطالة وضيق ذات اليد.لكننا نسأل هل الانتماء يكون بالنقد الجارح أم بالعمل البنّاء؟!،وهل صار عالم السوشيال ميديا عالما بديلاً للواقع ؟!. أم ان النقد بأسماء مستعارة وبألفاظ جارحة سوقية وغير مقبولة صار عزاء تجار الكلمة وباعة المواقف العفنة الذي لا يسلم احد من شرهم حتى اقرب المقربين لهم.الإنسان السوي يشعر بقيمته الحقيقية بالعمل والانتقاد الايجابي،وتوجيه الدفة إلى شط الامن والآمان،نُعلي من مكانة الوطن، لا إلى تفجير الوضع وتأليب الناس وتبخيس الانجازات.هذه ليست حياة إنما حياة مزورة يجب التحلل منها،لذلك علينا ان نضع أيدينا معا لرفع بنيان الوطن،ليعود كما كان وأحسن بإذن الله .