الشهيد الرحاحلة...ارتقى في سبيل الوطن

الوقائع الإخبارية: محمولاً على اكتاف رفاق السلاح ليلتحق بركب الشهداء الأبرار،بعد ان زفه الاهل والعشيرة قبل 100 يوم في حفل زفافه،سطر الشهيد النقيب غيث الرحاحلة ملحمة بطولية سيذكرها اهله وذووه ورفاقه كلما نروي سير الفداء والشجاعة والتضحية .

الشهيد المقدام غيث الرحاحلة كان له من اسمه نصيب فكان رصاص بندقيته منهمراً على اعداء الوطن وكان مقبلا على الموت غزير البأس،على القتلة والمجرمين وعلى كل من سولت له نفسه العبث بامن الوطن الى ان ارتقى شهيدا الى جوار ربه بكل شموخ واصرار وكرامة.

الشهيد غيث كان على العهد والوعد كما فرساننا الاشاوس كلما تعلق الامر بالوطن وامنه واستقراره نقدم الغالي والنفيس ونفديه بالمهج والارواح فقدم روحه بكل إقدام قربانا لوطن يعشق ترابه،لا يرضى بان يمسه خطر مهما كان الثمن.

شهيد الواجب غيث الرحاحلة زف على اكتاف الفرسان الى مثواه الاخير امس وفي مقدمتهم رفيق السلاح سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد،ورغم الم الفقد حق لنا ان نفاخر الدنيا بابطالنا الاشاوس،رحمهم الله جميعاً

الشهيد البطل كان ابن المدرسة العسكرية فهو نجل العميد الراحل قاسم رحاحلة، آمر كلية العلوم الشرطية في جامعة مؤتة،نشأ وترعرع في اسرة عسكرية، ديدنها الولاء والانتماء للوطن وقيادته،والذود عنه بكل حرفية واقتدار،لم تهن لهم قناه،بقيوا على العهد والوعد كما هم جنودنا البواسل في كل ميادين المعارك.

عريس الوطن وشهيده،، فارس من فرسان «مؤتة» المكان والزمان والفكرة،حملة الراية والجندية والفروسية،غُرس فيهم حب الوطن وفداؤه مهما كان الثمن، اقسموا على ان يبقى الوطن عزيزا شامخا آمنا، هدفاً سامياً لطالما كان قبلتهم الاولى.

يذكر رفاق الشهيد غيث الرحاحلة التزامه ومهنيته وانضباطيته وحرفيته وشجاعته واقدامه وشخصيته المحببة لكل من عرفه،رحم الله الشهيد كان انموذجا للفارس النبيل القوي في الحق،ترى في قسمات وجهه البشوش انه مقبل على الحياة متفائل ومتفان في اداء واجبه السامي.

برغم كل المخاطر لم يتردد البطل الرحاحلة ورفاقه من المضي والاستمرار في معركة شرسة ضد الوطن واعدائه والاخذ بثار رفيقهم الشهيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح الذي طالته ايادي الغدر والجبن في الحسينية قبل ايام.

الحزن كبير والم الفقد اكبر غير ان عزاءنا بما قدمه الشهيد البطل غيث ورفاقه من ملحمة بطولية هدفها تحقيق الغاية الاسمى بحفظ امن الوطن ومواطنيه والقبض على المجرمين الذين لا يريدون بالوطن خيراً.

حالة الحزن دخلت بيت كل اردني عقب استشهاد ثلاثة من مرتبات الأمن العام وإصابة خمسة آخرين خلال مداهمة مشتبه به بمقتل الشهيد الدكتور العميد عبد الرزاق الدلابيح،لكن هذا قدر الوطن ان يقدم قوافل الشهداء دحراً لكل خطر او شر .

هذه عزيمة الاردنيين البواسل وهذا ديدنهم سطرها شهيد الوطن والواجب غيث الرحاحلة ورفاقة دونما تردد وبكل اقدام ورجولة غير آبهين بالموت، واضعين نصب اعينهم ان الوطن وامنه واستقرارة يسمو على كل شيء ولا يدانيه مكانة.

هنيئا للوطن بأبطاله وفرسانه الاشاوس الذين لم ينفكوا يوما عن الذود عنه بشراسه قاطعين الطريق على كل مخرب ومجرم ومتصيد لا يريد بالوطن وابنائه الخير،هم السد المنيع في وجه كل هؤلاء المرتزقة والخوارج اصحاب الاجندات الظلامية.

لنا ان نفخر بالشهيد غيث ورفاقه فلن يكونوا آخر أبطالنا في قوافل الشهداء الذين سينتقلون الى جوار ربهم رافعي رؤوسهم،حق لاسرهم ولذويهم وللاردنيين ان يفخروا بهؤلاء البواسل الذين شقوا طريق الموت دونما خشية او خوف.

رحم الله الشهيد البطل غيث الرحاحلة ورفاقه وطيب الله دماءهم الزكية الطاهرة التي رسمت فسيفساء العزة والبطولة وألهمنا وذويه والاردنيين جميعا الصبر والسلوان،حمى الله الوطن من كل شر وجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن...