أميركا تدخل الكفيل الخاص على برنامج قبول اللاجئين
الوقائع الاخبارية : أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إطلاق برنامج رعاية خاص جديد سيمكن الأميركيين من رعاية اللاجئين الذين يصلون من خلال برنامج قبول اللاجئين الأميركي.
وأطلق على البرنامج الجديد اسم "Welcome Corps” أو "هيئة الترحيب”، وسيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية.
وقال بلينكن إن هذا البرنامج سيدعم إعادة توطين اللاجئين بشكل مباشر ويحدث فرقا من خلال الترحيب بهؤلاء الجيران الجدد في مجتمعاتهم.
ويدعو البرنامج الجديد الأميركيين ليكونوا شركاء ومرشدين للاجئين أثناء قيامهم ببناء حياة جديدة في الولايات المتحدة ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وأضاف بلينكن في بيان أن البرنامج "يعد أجرأ ابتكار في مجال إعادة توطين اللاجئين منذ أربعة عقود”.
وتابع أنه "مصمم لتقوية وتوسيع قدرة برنامج قبول اللاجئين الأميركي من خلال تسخير طاقة ومواهب الأميركيين من جميع نواحي الحياة الراغبين في العمل كرعاة خاصين، ومن بينهم أعضاء الجماعات الدينية والمدنية والمحاربين القدامى ومجتمعات الشتات والشركات والكليات والجامعات وغيرهم”.
وأشار الوزير الأميركي إلى أنه "في السنة الأولى من البرنامج هدفنا حشد ما لا يقل عن 10 آلاف أميركي للمضي قدما كراعٍ خاص وتقديم يد الترحيب لما لا يقل عن خمسة آلاف لاجئ من جميع أنحاء العالم”.
وبين أن "هيئة الترحيب” ستبنى انطلاقا من الاستجابة غير العادية للشعب الأميركي خلال العام الماضي في الترحيب بحلفائنا الأفغان والأوكرانيين الذين شردتهم الحرب والفنزويليين وغيرهم ممن فروا من العنف والقمع”.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه "في مواجهة النزوح العالمي غير المسبوق ستواصل الولايات المتحدة قيادة المجتمع الدولي في الاستجابة الإنسانية بما في ذلك إعادة توطين اللاجئين”.
وختم بلينكن بيانه بالقول إنه "من خلال إطلاق هيئة الترحيب فإننا نبني على تقليد فخور بتوفير الملجأ وإظهار روح وكرم الشعب الأميركي بينما نلتزم بالترحيب باللاجئين المحتاجين إلى دعمنا”.
بدورها وصفت صحيفة "نيويورك تايمز” الخطوة بأنها تمثل "جهدا كبيرا” لفتح الباب أمام المزيد من عمليات إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة، وأنها تمثل "أبرز تغيير” يشهده نظام قبول اللاجئين منذ اطلاقه قبل أكثر من أربعة عقود.
ومنذ عام 1980، تم تكليف تسع منظمات غير ربحية ممولة فيدراليا، بإدارة جميع عمليات إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة، بما في ذلك العثور على سكن وعمل للعائلات القادمة، بالإضافة إلى تسجيلهم في فصول اللغة الإنكليزية ومساعدتهم على تأمين المواعيد الطبية وغيرها.
لكن بموجب البرنامج الجديد، سيتولى المواطنون العاديون الآن أيضا المسؤولية اللوجستية والمالية لمساعدة آلاف اللاجئين على بدء حياتهم في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن هذه العملية تشبه تماما نموذجا "ناجحا” متبعا منذ سنوات عديدة في حوالي 15 دولة، بما في ذلك كندا.
الصحيفة لفتت إلى أن السماح للمواطنين الأميركيين المساعدة في توطين اللاجئين يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد القادمين من أفريقيا والشرق الأوسط ومناطق مضطربة أخرى من أجل إعادة التوطين في الولايات المتحدة.
تشترط سياسة الرعاية الخاصة الجديدة، وجود خمسة كفلاء على الأقل يحملون الجنسية الاميركية، من أجل كفالة أي عائلة لاجئة، على أن يجمعوا مبلغ لا يقل عن 2275 دولار لكل لاجئ.
الهدف الأولي من البرنامج، كما تحدث بلينكن، هو جمع 10 آلاف أميركي لكفالة خمسة آلاف لاجئ على الأقل.
وتبين الصحيفة أن واشنطن تخطط لتوسيع نطاق البرنامج وجعله سمة دائمة لنظام اللاجئين، مشيرة إلى أنه من المتوقع وصول الوجبة الأولى من اللاجئين الذين سيساعدهم كفيل خاص في أبريل المقبل.
سيكون على الأميركيين الراغبين بكفالة اللاجئين التقديم عبر الإنترنت على موقع "welcomeecorps.org” من أجل التحقق من خلفياتهم وقدرتهم المالية.
لن يحصل الكفلاء على أموال حكومية، لكن الأموال الخيرية قد تصبح متاحة في المستقبل للمواطنين العاديين الذين يرغبون في المشاركة وليس لديهم المال للقيام بذلك.
بمجرد توافقهم مع الشروط، سيكون الكفلاء الأميركيين مسؤولين عن تقديم المساعدة الأساسية للاجئين خلال الأيام التسعين الأولى من حياتهم في الولايات المتحدة.
تشمل هذه المساعدة، العثور على سكن وعمل وتسجيل الأطفال في المدارس وربط اللاجئين بالخدمات الأساسية في المجتمع.
يشار إلى أن الولايات المتحدة جلبت أكثر من 3.2 مليون لاجئ منذ إقرار قانون اللاجئين لعام 1980، وأغلبهم أصبحوا مواطنين في الوقت الحالي، حيث يمكنهم التقدم للحصول على الجنسية بعد خمس سنوات من وصولهم.