الصفدي: أليس حرقُ المصحف تطرفاً وإرهاباً؟

الوقائع الإخبارية:دعا رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي دعا إلى ضرورة العمل على تحصين ديننا الإسلامي الحنيف من تهم التطرف التي لصقت بالإسلام زوراً وبهتاناً، مؤكداً أن الإسلام العظيم يدعو للمحبة والتسامح، وعلى العالم أن لا يتعامل بازدواجية في هذا الملف، فالإرهاب لا دين له، ونحذر باستمرار من مغبة أي ممارسات حمقاء تؤجج الكراهية والعنف، "وهنا أتساءل أليس حرقُ المصحف الشريف قبلَ أيامٍ في السويد يعد تطرفاً وإرهاباً؟".

وأضاف الصفدي في كلمته بالدورة البرلمانية (17) لاتحاد الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والتي افتتحها مندوباً عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رئيس المجلس الوطني الجزائري ابراهيم بوغالي: ليكن صوتنا واحد، وموقفنا واحد، في رفض كل ممارسات الاحتلال في الأرض المقدسة من توسع في الاستيطان واقتحام للمقدسات، وعلينا واجب دعم حق الفلسطينيين على ترابهم الوطني وعلى رأس ذلك إقامة دولتهم المستقلة، ودعم الوصاية الهاشمية الإسلامية والمسيحية في القدس، تلك التي يحمل أمانتها صلباً جسوراً ثابتاً، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.

وقال الصفدي، نجدد التأكيد على أهمية الفكرة التي طرحها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم بإعادة ضبط العولمة في مواجهة الأزمات، بمعنى تعزيز العمل الجماعي الدولي المشترك من أجل منفعة الجميع، لافتاً أننا في الأدرن بدأنا بتطبيق هذه الفكرة عبر شراكة وتعاون مع الأشقاء في العراق ومصر، ونأمل أن تنسحب هذه التجربة على باقي أقطار أمتنا.

وتابع الصفدي قوله: وبالحديث عن العراق العظيم، فإن على الجميع واجب دعمه في تعزيز أمنه واستقراه ووحدة أراضيه، بعد أن هزم بإرادةِ وعزيمة أبنائه قوى الشر والظلام، وهو الحال الذي نأمل به للأشقاء في سوريا العروبة واليمن الذي سيعود سعيداً كما كان بإذن الله، وليبيا التي تمتد مجداً على كل ذرة من صحرائها، سائلين المولى أن تنهض هذه الأقطار، مع واجب دعمنا لهم بكل المساعي للحلول السلمية بما يحفظ وحدة أرضهم وشعبهم.

ودعا الصفدي البرلمانات الإسلامية إلى التفكير بصوت واحد، قائلاً: لنضع اليد باليد، من أجل أجيال الحاضر والمستقبل، واليوم أمامنا العديد من فرص التعاون والتكامل الاقتصادي حيث يتوجب إيجاد تشريعات جديدة تفتح المجال أمام تسهيل التبادل التجاري وتخفيف قيود الجمارك والرسوم والضرائب بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، كوسيلة لضمان التنمية لشعوبنا الإسلامية والذين يشكلون ما نسبته ثلث سكان العالم، وتمتد مساحات بلدانهم على نحو ربع الكرة الأرضية.

كما دعا إلى ضرورة العمل على تحصين ديننا الإسلامي الحنيف من تهم التطرف التي لصقت بالإسلام زوراً وبهتاناً، مؤكداً أن الإسلام العظيم يدعو للمحبة والتسامح، وعلى العالم أن لا يتعامل بازدواجية في هذا الملف، فالإرهاب لا دين له، ونحذر باستمرار من مغبة أي ممارسات حمقاء تؤجج الكراهية والعنف، "وهنا أتساءل أليس حرقُ المصحف الشريف قبلَ أيامٍ في السويد يعد تطرفاً وإرهاباً؟".





وتالياً نص كلمة الصفدي كاملة



بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين



معالي المجاهد والمناضل الكبير رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل

الأخ الكبير رئيس المجلس الوطني الشعبي الجزائري معالي ابراهيم بوغالي



الزميلات والزملاء رؤساء وممثلي اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



باسمي وزملائي أعضاء الوفد البرلماني الأردني، نتقدم بعظيم الشكر للجزائر قيادة وحكومة وبرلماناً وشعباً على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.



وبعد، نجتمع نحن ممثلي برلمانات أعضاء اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وحال الأمة لا يخفى على أحد، من انقسامات وحروب وغياب لآفاق التعاون والتنمية، وهو ما لا يرضي شعوب أمتنا ولا ضمائرنا.



السيدات والسادة الكرام

إن فطرة الكرامة تأبى الذل والانكسار، وشعب الأردن وفلسطين في الأرض المباركة، يلتحم اليوم بمواجهة حكومة الاحتلال، ويقبض على جمر المواقف، ويدعوكم إلى وقفة جادة، لكي تكون القضية الفلسطينية على أجندة وأولوية قراركم، وليكن صوتنا واحد، وموقفنا واحد، في رفض كل ممارسات الاحتلال في الأرض المقدسة من توسع في الاستيطان واقتحام للمقدسات

وعلينا واجب دعم حق الفلسطينيين على ترابهم الوطني وعلى رأس ذلك إقامة دولتهم المستقلة، ودعم الوصاية الهاشمية الإسلامية والمسيحية في القدس، تلك التي يحمل أمانتها صلباً جسوراً ثابتاً، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.



الزميلات والزملاء الكرام

إن الحديث عن نهضة أمتنا الإسلامية بقي للأسف مجرد أمنيات وتنظير دون تطبيق، ورغم الممكن بفعل الكثير، إلا أن أحلام الرجال قد ضاقت للأسف، فهذه الأمة التي تمتد على بقعة تشكل ربع مساحة الكرة الأرضية، وتشكل نحو ثلث سكان العالم، هل يرضي أبنائها هذا التشظي والانقسام؟ وكأننا في جزر معزولة، فنرى بلداناً وشعوباً ما زال يأكلُها الفقر، وتعاني نقص الغذاء والماء، في حين نتحدث عن تعاونٍ وتنمية لم نرَ منها سوى مزيدٍ من ارتفاع مستويات الفقر والبطالة.



وهنا أجدد التأكيد على أهمية الفكرة التي طرحها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم بإعادة ضبط العولمة في مواجهة الأزمات، بمعنى تعزيز العمل الجماعي الدولي المشترك من أجل منفعة الجميع، وقد بدأنا في الأردن بتطبيق هذه الفكرة عبر شراكة وتعاون مع الأشقاء في العراق ومصر، ونأمل أن تنسحب هذه التجربة على باقي أقطار أمتنا



وبالحديث عن العراق العظيم، فإن على الجميع واجب دعمه في تعزيز أمنه واستقراه ووحدة أراضيه، بعد أن هزم بإرادةِ وعزيمة أبنائه قوى الشر والظلام، وهو الحال الذي نأمل به للأشقاء في سوريا العروبة واليمن الذي سيعود سعيداً كما كان بإذن الله، وليبيا التي تمتد مجداً على كل ذرة من صحرائها، سائلين المولى أن تنهض هذه الأقطار، مع واجب دعمنا لهم بكل المساعي للحلول السلمية بما يحفظ وحدة أرضهم وشعبهم.



السيدات والسادة الكرام

أرى اليوم أننا كبرلمانيين في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أمام ثلاثة تحديات:



أولاً: علينا التفكير بصوت واحد، ونضع اليد باليد، من أجل أجيال الحاضر والمستقبل، واليوم أمامنا العديد من فرص التعاون والتكامل الاقتصادي، حيث يتوجب إيجاد تشريعات جديدة تفتح المجال أمام تسهيل التبادل التجاري وتخفيف قيود الجمارك والرسوم والضرائب بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، كوسيلة لضمان التنمية لشعوبنا الإسلامية والذين يشكلون ما نسبته ثلث سكان العالم، وتمتد مساحات بلدانهم على نحو ربع الكرة الأرضية، فلا يُعقل أن هذه الدول بمواردها الضخمة والإمكانيات المتواجدة لديها، عاجزة عن إيجاد صيغة تعاون نساعد فيها الدول الأكثر فقراً، بدلاً من تبديد هذه الموارد في التسابق على التسلح والحروب والاقتتال.



ثانياً: ضرورة العمل على تحصين ديننا الإسلامي الحنيف من تهم التطرف التي لصقت بالإسلام زوراً وبهتاناً، فالإسلام العظيم يدعو للمحبة والتسامح، وعلى العالم أن لا يتعامل بازدواجية في هذا الملف، فالإرهاب لا دين له، والمسلمون أنفسهم أكثر من عانى من الإرهاب، وكلنا شاهدنا الأعمال الدموية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والتي مارستها داعش وأخواتها من جماعات التطرف والإرهاب

ونحن في الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم كُنا وسنبقى في طليعة الدول المحاربة للإرهاب، ونحذر باستمرار من مغبة أي ممارسات حمقاء تؤجج الكراهية والعنف، وهنا أتساءل أليس حرقُ المصحف الشريف قبلَ أيامٍ في السويد يعد تطرفاً وإرهاباً؟



ثالثاً: الأردن رغم التحديات والضغوطات التي يواجهها، ورغم موجات اللجوء المتعاقبة، بقي وفياً لأمته، وتحمل الأعباء تلو الأعباء، وبقي على جبهة الحق والثبات مدافعاً عن عدالة القضية الفلسطينية والقدس، وعليه يتوجب هنا في مسألة اللاجئين دعم المجتمعات المستضيفة لهم، وفي ملف القدس يجب استمرار دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين- الأونروا، وتنسيق المواقف البرلمانية في منظمتنا، دعماً للأشقاء الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، وليكن عنوان مؤتمر الجزائر (مؤتمر الدفاع عن القدس)، فالقدس لكل المسلمين، وحقهم مع المسيحيين تاريخي وأبدي، ولا بد من موقف رافض لكل محاولات تهويد الأرض المقدسة.





السيدات والسادة الكرام

نأمل أن يكون هذا المؤتمر فرصة حقيقية لتعزيز التعاون وتوحيد المواقف بما يحقق آمال وتطلعات شعوب الأمة الإسلامية، وهي أمة قادرة على إحداث الأثر والتأثير، وما التجربة القطرية الناجحة في تنظيم بطولة كأس العالم مؤخراً، إلا خير دليل على أننا نستطيع ترك البصمات التي يتغنى بها العالم، فاستطاعت قطر أن تنقل ثقافة أمةٍ للعالم أجمع، فالتحية للأشقاء القطريين على نجاحهم الباهر.



السيدات والسادة الكرام

التقدير الكبير للجزائر وشعبها الأصيل الذي لم يبخل على أمته بقوافل الشهداء، فكانت الجزائر وستبقى عنوان الفداء والصبر والكرامة والإباء، بلد المليون ونصف المليون شهيد، هذه الأرض الطاهرة التي تروت بالدماء الزاكيات الطاهرات، بعد أن أقسم شعبها بالنازلات الماحقات، وقال أبناؤها بالصوت الواحد لحظة الاستقلال: (قد مضى وقت العتاب... وطويناه كما يُطوى الكتاب)، فدفع الجزائريون من أبطالهم جنداً، وصنعوا تاريخ أمة، وعقدوا العزم أن تحيا الجزائر، فحقّ لهم ما أرادوا.

وقد قيل إن الجزائري عنيد، نعم عنيدٌ بالحق، عنيد لكرامة أمته، عنيدٌ بمواقفه التي لا تنُسى فداءً لفلسطين، فالمجد لشعبها الذي رفض الاستعمار والقهر، وستبقى أرضها رمزاً لحرية الشعوب مدى الدهر.

قبل الختام، أقول بصدق لقد كسبتُ في زيارتي أخاً كبيراً وعقلاً راجحاً صاحب رؤية وبُعد نظر، وصاحب نوايا صادقة في تعزيز العمل البرلماني المشترك خدمة لقضايا أمتنا، فتحية التقدير من القلب لأخي معالي ابراهيم بوغالي الأكرم.

حفظ الله فلسطين وسائر أقطار أمتنا، وليحفظ المولى أردن الهاشميين والشعب العظيم، معاهدين أمتنا أن نبقى خلف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في حمله لأمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته