مذكرة تفاهم بين “الأعيان” و”الشيوخ المصري” لتعزيز التعاون
الوقائع الاخبارية : أجرى رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز في العاصمة المصرية القاهرة، مباحثات رسمية اليوم، مع رئيس مجلس الشيوخ في الجمهورية العربية المصرية المستشار عبدالوهاب عبدالرازق.
وتناولت المباحثات العلاقات الأخوية الأردنية المصرية، وسبل تعزيزها والبناء عليها في مختلف المجالات، وخاصة السياسية والاقتصادية والبرلمانية، إضافة إلى مختلف الأوضاع الراهنة في المنطقة، وكل ما من شأنه خدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وقضايا الأمة العربية.
وأشاد الفايز بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الأردنية المصرية، ووصفها بالعلاقات القوية والراسخة المبنية على الاحترام المتبادل والتنسيق المشترك، مضيفا "أن هناك تنسيقا وتشاورا دائمين، بين جلالة الملك عبدالله الثاني، وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي”، حول كل ما من شأنه الإسهام في البناء على علاقات البلدين ويصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، ويخدم قضايا الأمة العربية العادلة.
وأشار إلى ضرورة البناء على العلاقات الأردنية المصرية، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية، والتي تحتاج إلى توحيد الجهود لمواجهة الأخطار والتحديات التي تعترضها، مؤكدا أهمية زيادة التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة بمختلف القطاعات، داعيا رجال الأعمال في مصر إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن، خاصة في قطاعات التعدين والمياه والطاقة والنقل العام والسياحة العلاجية.
وفي إطار التكامل الاقتصادي العربي، قال الفايز إن الأمة العربية تعيش تحديات سياسية وأمنية واقتصادية، أثرت على حياة مواطنيها وزادت نسب الفقر والبطالة في العديد من الدول العربية، وأدت إلى تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم، وقد ازدادت هذه التحديات صعوبة، جراء الأزمات والتحديات التي يمر بها العالم، والتي كان آخرها جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، ولمواجهة هذه التحديات فإن الحاجة ملحة الآن إلى عقد قمة اقتصادية عربية موازية للقمة السياسية، يشارك فيها رجال الأعمال وممثلون عن القطاعات الاقتصادية المختلفة، لبلورة مشروع اتحاد اقتصادي عربي موحد، يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية، فقيام مثل هذا الاتحاد سيمكن الأمة العربية، من أن تكون قوة سياسية واقتصادية، تمكنها مواجهة تحديات التنمية المستدامة في وطن العربي”.
من جانب آخر، أكد الفايز أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية الثنائية بما يخدم العمل البرلماني العربي.
وقال: إننا في مجلس الأعيان نحرص على تفعيل علاقاتنا البرلمانية وتطويرها، بما يخدم أهدافنا المشتركة، ويوحد مواقفنا حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي تبحثها، المحافل البرلمانية العربية والدولية.
وثمن مواقف مصر المساندة للأردن، والداعمة لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة، وإلى حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا، على أساس حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، مقدرا بذات الوقت دعمها للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأكد أن أي حلول سلام لا تحفظ الثوابت الأردنية، أو تعبث بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس، أو تمس الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، هي حلول مرفوضة وسيتصدى لها الأردن بحزم وقوة، مبينا أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، سيواصل دعمه لقضايا الأمة العربية العادلة، والتنسيق المستمر مع بما يعزز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
ودعا إلى تشكيل لجنة أو هيئة برلمانية عربية بهدف التواصل مع البرلمانات الدولية من أجل إطلاع المجتمع الدولي على الممارسات العنصرية والمجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال رئيس مجلس الشيوخ المصري، إن العلاقات المصرية الأردنية علاقات متينة وراسخة تقوم على الاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة، مؤكدا حرص مصر على تعزيزها والبناء عليها في جميع المجالات، خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأعرب عن تقدير بلاده لدور الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في خدمة القضايا العربية والإسلامية، ودعم مصر لمواقف جلالته الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة، وحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا بذات الوقت دعم مصر للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
كما أعرب عن سعادته بزيارة رئيس مجلس الأعيان والوفد المرافق له، والتي تأتى فى ظل علاقات قوية وراسخة بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى وحدة الموقف بين مصر والأردن حول مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، وخاصة فيما يتعلق بعملية السلام.
وأعرب أيضا عن تطلعه في أن تمثل هذه الزيارة أساساً قوياً لتدعيم وتطوير العلاقات الثنائية، قائلا: إن هناك الكثير من أوجه التعاون بين الأردن ومصر، خاصة في مجال الصناعة والتجارة.
ولفت إلى أن التحديات والأزمات التى اندلعت مؤخرا مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية تتطلب التعاون المشترك بين الدول العربية لمواجهتها والتخفيف من تداعياتها.
وجرى خلال المباحثات حوار موسع بمشاركة أعضاء مجلس الأعيان حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على أهمية تعزيز العلاقات في المجالات البرلمانية والتشريعية، وتبادل الخبرات بين المؤسسات التشريعية في البلدين الشقيقين، والبناء على العلاقات الثنائية بمختلف المجالات، إضافة الى ضرورة استمرار تنسيق المواقف لمواجهة التحديات التي تمر بها أمتنا، والتصدي لمحاولات العبث بأمنها واستقرارها.
وحضر اللقاء الأعيان؛ أحمد طبيشات، وأحمد على العويدي العبادي، وخالد أبو العز، ومحاسن الجاغوب، وزهير أبو فارس، إضافة إلى السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايله وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ المصري.
وعقب انتهاء المباحثات الرسمية جري توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الأعيان ومجلس الشيوخ المصري تؤكد أهمية تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين وتفعيل الروابط البرلمانية.
كما تنص المذكرة على العمل معا من أجل تعزير العلاقات السياسية والاقتصادية والبرلمانية بين البلدين وتوحيد مواقف الطرفين في المحافل البرلمانية العربية والدولية حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووقع مذكرة التفاهم رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ونظيره رئيس مجلس الشيوخ المصري عبدالوهاب عبدالرازق.