بدء أعمال المؤتمر العلمي الدولي السابع للجمعية الأردنية للعلوم التربوية

الوقائع الاخبارية : بدأت في جامعة عمان الأهلية اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر العلمي الدولي السنوي السابع للجمعية الأردنية للعلوم التربوية، بعنوان رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في التعليم” التنافسية والعالمية وجودة التعليم في الوطن العربي: الواقع المأمول”، الذي تنظمه الجمعية بالتعاون مع الجامعة.

ويبحث مشاركون في المؤتمر من الأردن، وعدد من الدول العربية الشقيقة على مدار ثلاثة أيام واقع التعليم وجودته في الوطن العربي، وفرص الارتقاء به، وتعزيز تنافسيته العالمية، والتحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية العربية على صعيد التمويل والتشريعات والموارد البشرية.

وفي كلمة في افتتاح المؤتمر مندوبا عن رئيس مجلس الأعيان، قال العين الدكتور عبدالله النسور، إن التعليم هو الركيزة الداعمة لتحقيق التنمية البشرية، والتطور الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة، ويشكل روافعها الأساسية، مؤكدا أن التنافسية في وقتنا المعاصر أصبحت أمرا محتوما تقوم عليه هيئات عملاقة وإدارات تنطلق من سياسات واستراتيجيات مرسومة أصبح تأثيرها واضحا على المؤسسات التي تحتاج إلى النمو.

وأكد أن التعليم في الوطن العربي يواجه تحديا دائما يتمثل في التغيير المستمر الذي يواجه المجتمعات، وخصوصاً التطورات المتسارعة في مجال المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، والتحرك نحو المجتمع المعرفي.

وأشار الى بعض التحديات التي تواجه قطاع التعليم في العالم العربي، وأبرزها العولمة والتنافسية وضمان الجودة، والافتقار الى الأبحاث العلمية في الجامعات، التي تعالج مختلف التحديات الإقتصادية، والاجتماعية، و الأمنية، والصراعات السياسية والعسكرية، إضافة الى التحدي المتمثل في توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة للتطوير الحقيقي للتعليم، وعدم قدرة السياسات التعليمية على سد الفجوة الكبيرة بين الطلب المتزايد على التعليم، وقدرة الأجهزة التعليمية على الاستجابة لهذا الطلب، وعدم الربط بين سياسة التعليم والسياسات العامة للدول.

بدوره، عرض وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، لواقع التعليم في المملكة، مبينا أن أعداد الطلبة في الجامعات الأردنية يزيد على 285 ألف طالبة وطالبة في الجامعات الحكومية، واكثر من 103 الآف في الجامعات الخاصة، تشكل الإناث ما نسبته 56 بالمئة منهم، فيما بلغت التخصصات المطروحة فيها 2171 تخصصا.

وبين أن عدد الطلبة في تخصص الطب/ برنامج البكالوريوس في الجامعات الأردنية، بلغ 22426 طالبا وطالبة، بنسبة زيادة مقدارها 75 بالمئة عن الطاقة الاستيعابية التي تقدر بنحو 12835 طالبا، فيما بلغ عدد الطلبة على مقاعد الدراسة في طب الأسنان 4366 طالبا وطالبة، بنسبة زيادة بلغت 38 بالمئة عن الطاقة الإستيعابية البالغة 3158 طالبا.

وقال إن التعليم العالي في الأردن يمتاز بنقاط قوة منها انخفاض الكلف، وتعدد المؤسسات، والتنوع في التخصصات، ووجود أعضاء هيئة تدريس من خريجي أفضل الجامعات العالمية، والسمعة الإقليمية والدولية الجيدة، بالإضافة الى حصول عدد من البرامج الأكاديمية على الاعتماد من هيئات دولية كبرامج الهندسة، والعلوم الطبية، وادارة الأعمال.

وأشار الى أهم التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم، ومنها تكرار البرامج، والنظام المبني على الشهادات بدل الكفايات، وضعف استخدام التكنولوجيا (الفجوة الرقمية)، وشح الموازنات، وغياب نظام ضمان الجودة، ونظام القبول، والأعداد الكبيرة من الطلبة، وتواضع البحث العلمي، وغياب الريادة والابتكار، وقلة الإيرادات، وعدم تنوع مصادر الدخل للمؤسسات التعليمية.

بدوره، بين رئيس جامعة عمان الأهلية رئيس اللجنة الاستشارية العليا للمؤتمر الدكتور ساري حمدان، أن الجامعة دأبت على التعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي لحل أهم القضايا التي تؤرق مجتمعاتنا، ومنها هذه المؤتمرات التي تهدف إلى فتح المجال أمام المفكرين والأكاديميين والباحثين والتربويين؛ للمساهمة في تقديم أفكارهم واقتراح حلولهم لرفع التنافسية والعالمية وجودة التعليم في الوطن العربي.

وأشاد حمدان بجهود الجمعية، لمساهمتها في إثراء المحتوى العلمي الرصين في مجالات العلوم التربوية المختلفة؛ بما يسهم في سد النقص في الفجوة التعليمية بين الدول العربية والعالم المتقدم.

وكان رئيس الجمعية الأردنية للعلوم التربوية، رئيس المؤتمر الدكتور راتب السعود، أكد أن التوسع الكمي في التعليم لم يعد هاجس الأنظمة التعليمية في بلدان العالم المتقدم، وإنما يتمثل في تحسين جودة التعليم الذي تُقدمه مؤسساتها التعليمية، في ظل الثورات الكبرى التي حملها عصر المعلوماتية، في المجالات العلمية والإلكترونية، وتكنولوجيا المعلومات، والثورة البيولوجية والجينية، والصناعية الرابعة، وما رافقها من تطور تنكنولوجي متسارع في إنترنت الأشياء والبيانات المفتوحة، والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

وقال إن الأنظمة التعليمية العربية، ورغم ما تعانيه من تحديات، حققت إنجازات كمية كبيرة، غير أنها متدنية من حيث النوع والكيف، مبينا أن تنظيم المؤتمر يهدف الى شحذ همم المفكرين والباحثين والتربويين؛ بغية تقديم مقترحات لتحسين أداء الأنظمة التعليمية العربية.

ويناقش المؤتمر من خلال 6 جلسات ما يزيد على 40 بحثا وورقة عمل حول العديد من التجارب العربية في مجال التعليم العالي والعام، تتعلق بالإدارة والحوكمة والسياسات التربوية، والاخلاقيات المهنية، والفاعلية التعليمية، والقدرات القيادية والملهمة، والمساءلة التربوية، والإشراف التربوي، والمعيقات الوظيفية.