محمد منير.. لحظات مؤلمة أبكت الكينج

الوقائع الاخبارية : محمد منير، فنان السهل الممتنع، وصاحب الحدوتة المصرية، التي لا تمل سماعها، أو تتوقف عن متابعة كل تفاصيلها.

خطف المطرب المصري محمد منير الأنظار، في حفله الأخير بمدينة جدة السعودية، برعاية الهيئة العامة للترفيه، والذي حمل عنوان "مشواري".

وشاركت فيه فرقة "الأوركسترا الفيلهارموني" بقيادة "المايسترو" المصري هاني فرحات، وضمت 87 عازفًا من 8 دول.

تألق محمد منير في هذا الحفل الاستثنائي، وأعاد إلى الأذهان ذكريات جميلة مضت، بفضل تقديمه باقة من الأغنيات الرائعة، التي صنعها خلال مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء.

وشهد الحفل العديد من المشاهد والمفاجآت، ومنها مشاركة المطرب أحمد سعد وفرقة كايروكي وظهور الإعلامية ياسمين عز، لتقديم الحفل.

ولد محمد منير في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 1954، بمنشية النوبة بأسوان، وبعد غرق النوبة تحت مياه بحيرة ناصر، هاجر رفقة أسرته إلى القاهرة، والتحق بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، وتخصص في قسم الفوتوغرافيا والسينما.

وخلال فترة الدراسة تعرف على الشاعر الكبير عبدالرحيم منصور، كما نشأت بينه وبين الفنان الكبير أحمد منيب صداقة قوية، وهو الذي ساهم في تدريبه وتعليمه الكثير من قواعد الغناء، وسانده كثيرا بمنحه كثيرا من أغنياته كي يؤديها بصوته.

وعندما التقى محمد منير الموسيقار الكبير هاني شنودة، بدأت ملامح مشروعه الغنائي تتشكل، ونتيجة ذلك أصدر أول ألبوم غنائي والذي حمل اسم "علموني عنيكي" إنتاج 1977.

توالت بعد ذلك أعمال منير الغنائية، وقدم مجموعة متميزة من الألبومات الرائعة منها "شبابيك، الفرحة، اتكلمي، وسط الدايرة، ممكن، من أول لمسة، يا أهل العرب والطرب، الطول واللون والحرية، الليلة يا سمرة".

كما اقتحم منير مجال التمثيل، وتعاون مع المخرج العالمي يوسف شاهين في مجموعة من الأفلام الناجحة منها "المصير، وحدوتة مصرية".

عاش محمد منير، الذي لقبه جمهوره العريض بـ"الكينج"، لحظات مؤلمة، أجبرته على البكاء والتفتيش في وعاء الذكريات كثيرا.

في يناير/ كانون الثاني 2020 انهار محمد منير في جنازة ابن عمه محمود منير، الذي رافقه رحلته الطويلة، وكان يتولى إدارة أعماله، وأثناء تشييع الجثمان وقف الكينج أمام مسجد الحصري بمحافظة الجيزة وسط البلاد، ودخل في نوبة بكاء، بسبب حزنه الشديد على رحيل مدير أعماله الذي عاش معه جميع ذكرياته.

وفي يوليو/ تموز 2022، قدم محمد منير حفلا رائعا بمدينة الإسكندرية، وصاحب هذا الحفل ضجة واسعة، لأنه كان الأول للكينج بعد غياب 10 سنوات عن الغناء في عروس البحر المتوسط، كما بكى منير بحرقة شديدة، لأنها كانت المرة الأولى التي يقف فيها على المسرح بعد وفاة صديقه الملحن الألماني رومان بونكا.

وبأخلاق رائعة اعتذر محمد منير في هذا الحفل لجمهوره بسبب حالته الصعبة، والغناء جالسا بسبب حالته النفسية الصعبة، وإجراء عملية جراحية في قدمه.

ومن اللحظات المؤلمة في حياة محمد منير أيضا، عندما صارح جمهوره بحقيقة حالته الصحية، وحدث ذلك عندما قدم حفلا مباشرا من منزله، برعاية إحدى شركات المحمول، وأثناء غناء "حدوتة مصرية" تملكه البكاء، وانهمرت دموعه وقال إنه عانى كثيرا بسبب إجراء عملية جراحية في مفصل الحوض.