130 ألف شجرة تلطف أجواء الحج .. مبادرة مناخية تاريخية في السعودية
الوقائع الاخبارية : لم تنس المملكة العربية السعودية دورها في مواجهة التغير المناخي، حتى في موسم الحج، وكانت حريصة على مواجهة الاحترار العالمي.
وقامت السعودية بزراعة 130 ألف شجرة، بهدف الارتقاء بخدمة الحجاج، وتمكينهم من تأدية مناسكهم بيسر وسهولة، وتلطيف الأجواء، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وودّع حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس هذا اليوم مشعر عرفات الطاهر، ليكملوا رحلتهم الإيمانية إلى مشعر الله الحرام "مزدلفة"، وتعد طرق المشاة في المشاعر المقدسة الممتدة من منطقة جبل الرحمة بمشعر عرفات وحتى مشعر منى مرورا بمزدلفة بطول 25 كيلو متراً، أطول ممر مشاة في العالم، ويشهد سنوياً في موسم الحج أكبر حركة سير بشرية في العالم.
أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية اليوم أن إجمالي أعداد الحجاج هذا العام 1444 هجريةـ بلغ (1,845,045) حاجًّا، منهم (1,660,915) حاجًّا قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل (184,130) حاجًّا من مواطنين ومقيمين.
ولم تكن زراعة 130 ألف شجرة في موسم الحج، هي الخطوة الأولى للسعودية تجاه الحفاظ على الكوكب من التغير المناخي، فقد أطلقت المملكة قبل ذلك، "مبادرة السعودية الخضراء" والتي تحمل في مستهدفاتها تأكيداً لدور المملكة الريادي وعملها على أحداث نقلة نوعية داخلياً وإقليمياً تجاه التغير المناخي لبناء مستقبل أفضل وتحسين مستوى جودة الحياة.
ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030 في عام 2016، بذلت المملكة جهوداً فاعلة لحماية البيئة وتقليل آثار التغير المناخي، وتحقيق الاستدامة في المملكة، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتخفيض انبعاثات الكربون ومكافحة التغير المناخي..
وتجمع مبادرة السعودية الخضراء بين حماية البيئة، وتحويل الطاقة، وبرامج الاستدامة لتحقيق ثلاثة أهداف شاملة ترمي إلى بناء مستقبل مستدام للجميع من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتشجير مساحات من المملكة، وحماية المناطق البرية والبحرية.
وفي جانب الطاقة يُعد خفض انبعاثات الكربون أمراً بالغ الأهمية لإبطاء آثار التغير المناخي وإعادة التوازن البيئي, حيث تبذل المملكة جهوداً حثيثة لتعزيز وتوحيد جهود مكافحة أزمة المناخ تحت مظلة مبادرة السعودية الخضراء من خلال تنفيذ مجموعة متنامية من مشاريع الطاقة المتجددة، وتقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهام العالمي من خلال توفير 50% من إنتاج الكهرباء من خلال مشاريع الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
بالإضافة إلى إزالة حوالي 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية من خلال تنفيذ العديد من المشاريع في مجال التقنية الهيدروكربونية النظيفة، ورفع نسبة تحويل النفايات على المرادم إلى 94% وتزويد المباني، والصناعات المختلفة ووسائل النقل بالطاقة اللازمة بكفاءة وفعالية التقدم والإنجاز من خلال مشاريع الطاقة المتجددة الحالية التي ستنتج طاقة كافية لتزويد 600 ألف منزل بالكهرباء، ما يعني تخفيض غازات الاحتباس الحراري بما يعادل 7 ملايين طن سنويا.
وسيتم استثمار 7 مليارات دولار سنوياً في الحلول التي تساهم بتخفيض نسبة انبعاث الكربون من قبل مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ(OGCI)، والتي تمثل أرامكو السعودية عضواً مؤسساً لها.
وسيتم تخصيص أكثر من 35 مبادرة لتعزيز كفاءة الطاقة في جميع أنحاء المملكة وتقليل استهلاكها وهدرها, وفي إطار الخطة الاستراتيجية لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية سيصل طول السكك الحديدية إلى 9,900 كم، بما سيساهم في التقليل من الازدحام المروري وانبعاثات الكربون الصادرة عن المركبات.
وسيحظى الجانب البيئي بزراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة لتحويل الصحراء إلى أرض خضراء وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي خلال العقود القادمة والتي تعد بمثابة حجر الأساس لمبادرة السعودية الخضراء، حيث يسهم التشجير في تحسين جودة الهواء، وتقليل العواصف الرملية، ومكافحة التصحر، وتخفيض درجات الحرارة في المناطق المجاورة التقدم والإنجازات.
وتسعى السعودية إلى توفير حلول مبتكرة تدعم مكافحة تغير المناخ، وفي وقت أصبح فيه الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ضرورة حتمية، فيما ستدعم مبادرة السعودية الخضراء جهود المملكة لتصبح رائدة في مجال الاستدامة على المستوى العالمي.
العين