أحمد حلمي باكيا: أنا كتلة من التناقضات

الوقائع الإخبارية : بكى الفنان أحمد حلمي أثناء الحديث عن الفقدان المبكر لوالده، وطفولته "الفقيرة” بعد ضياع "تحويشة العمر” في شركات توظيف الأموال، كما كشف سر استمرار علاقته بزوجته النجمة منى زكي لأكثر من 20 عاماً بنفس المشاعر الفياضة، وأشار إلى أسباب ابتعاده حالياً عن تقديم أعمال فنية جديدة، وفي موقف مؤثر تخيل حلمي أنه في اللحظات الأخيرة من حياته ووجه رسالة لكل أفراد أسرته.

أحمد حلمي استسلم سريعا لطقوس برنامج AB TALKS الذي يقدمه الإعلامي أنس بوخش، وتحدث ببساطة وصراحة عن ذكريات طفولته كاشفا في لحظة نادرة عن مشاعره الحقيقية، وقال: أنا عمري ما عرفت أنا مين بحس أني تكويني كتلة من التناقضات كلها.. وسألت نفسي كتير مين أنا وموصلتش لحل.

وعن طفولته، أوضح حلمي: طفولتي لم تكن كما أحب وكان نفسي أكون بعرف لغات وأكون بسافر كتير وأنا صغير، وحبيت خالة صاحبي وأنا عندي 6 سنين وكانت ست كبيرة وفكرت ازاي أقوله، والواحد لما بيكبر كان نفسه يصغر.. وفي حاجات بتبقى عايز تعيدها تاني.

وأضاف أحمد حلمي: عمري ما كنت أحلم في يوم من الأيام أن يكون معايا فلوس.. ومتخيلتش أني أنجح في ثانوية عامة وأني هبقى مشهور وعمري ما سعيت للحكاية دي.

رحيل والد أحمد حلمي مبكرا، كان السبب وراء انهمار دموعه، وأشار إلى أن من أصعب الفترات التي مرت عليه هي فترة مرضه، حيث شعر بالعجز الشديد خلالها، وأنه مازال يفتقده بشدة.


وأضاف: أنا كتبت إهداء لوالدي في الكتاب الوحيد اللي عملته، وقلتله أبي هل تراني كما أراك دوما في منامي، أنا دايما بحلم بيه وببقى عارف إنها رسالة ليا.


وتابع قائلا: «والدي زي الشجرة اللي ماتت، بس جذوره لسا جوايا، وبيصعب عليا لأنه تعب وهو كان أكتر شخص صانع أمل في حياتي بسبب معاناته، وأن مفيش حاجة اسمها مستحيل، وبعد ما مات أنا اكتشفت أنه كان بيعمل خير كتير، ومكانش قايل لحد عليه غير لأخوه وأنا ملحقتش أشبع منه».


وتحدث حلمي عن الصعوبات التي واجهته بعد وفاة والده قائلا: كنت معتمد على نفسي من زمان لأن الظروف المادية بتاعتنا كانت صعبة، مكنش معانا فلوس قعدنا في السعودية 10 سنين وحوشنا فلوس وجاء أبويا بحسن نية وطيبة قلب حط كل فلوسه في شركات توظيف الأموال فراحت الفلوس كلها، قالك لو عايز تيجي تاخد فلوسك تعالى خدها غسالات ومشابك غسيل، وابويا كان عنده رضا كبير”.


وتابع: "دراستي كانت في القاهرة ومكنتش عايز احمل أهلي فلوس، قلت اشتغل بقى وقعدت مع واحد في شقة صغيرة عبارة عن ربع أوضة عملوها أوضتين وطرقة ومطبخ فيه بوتاجاز وشاي وسكر وبس والحمام كله كان 3 في 1 يعني الدوش بيصب في الحوض والحوض لازق في الحيطة واللي يحاول يغسل وشه لازم يوطي والحنفية كانت قد ربع صباع، واللي يدخل يعمل حمام يدخل بضهره، واللي عايز ياخد دوش ياخده وهو بيعمل حمام فكنت باخد دوش وانا قاعد، والسخان كان برة الحمام، قعدت في الشقة دي كتير ومكنتش بعرف انام من صوت القهوة اللي تحت ولا بعرف اعمل حمام ولا استحمى والشقة كانت سجن بالنسبة لي وكنت كاره نفسي وقتها”.


ولفت أحمد حلمي:”كنت زمان بحس ان ناقصني حاجة فكنت ممكن أهرب من خروجة لإني مش معايا فلوس واهرب من خروجة علشان مش هعرف اقرأ المنيو اللي بالإنجليزي، لكن بحمد ربنا ان عمر ده ما قلب عندي حقد، انا لما عملت برنامج الأطفال زمان خالص مكنتش بظهر بوشي بس ده اداني نور في حياتي خلاني ابقى عندي ثقة في نفسي، انا كنت هاخرج البرنامج بس سناء منصور رئيسة القطاع وقتها، قولتلها انا هاخرج البرنامج مين هيقدمه. فقالت لي محدش هيعرف ده غيرك لازم انت الى اتقدمه وعملته فحسيت بتميز ان عندي حاجة محدش يعرف يعملها غيري، وده فرق في اختياراتي للأعمال الفنية ودايما اروح اختار الحاجات اللي محدش يعرف يعملها غيري”.


أحمد حلمي وصف زوجته الفنانة منى زكي، بـ «البلورة» التي يرى فيها نفسه، وقال: قصتي مع منى زكي هي قصة مجنونة بكل تفاصيلها، والناس لما بتغير في بعض مبيكملوش، لكن اكتشفت انا ومنى أننا لما غيرنا في بعض حاجات كتير، التغيير طلع صحي لينا احنا الإتنين ولعلاقتنا، ومكنش في شيء مهم اوي بالعكس كان شيء معطل جدا.
واستكمل: منى هي السبب في مراحل كتير ليا على المستوى الإنساني والمهني كمان، وفعلا وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم منه، عندها كمية من الصدق في عالم مجامل فإزاى تكون شخص صادق مع نفسك ومع الآخرين ومش مجامل وتقول الحقيقة بشكل لطيف ودة اللى اتعلمته منها.


وتابع حلمي: احنا متجوزين من 2002 وأهم شيء في نجاح الزواج وجعل العلاقة سعيدة إن الاتنين يوصلوا للغة تالتة مشتركة يفهموا بعض من خلالها، وأنا أشوف نفسي كأب كويس وأنا مش الأب العصبي ولا العنيف الجامد الناشف في تعامله مع أولاده


واختتم حديثه قائلا: منى زكي وهي سند حقيقي ليا وتمثل البلورة اللي أنا عايش فيها وبشوف نفسي من خلالها.
وكشف حلمي سبب غيابه عن المشهد الفني حاليا، وقال: أنا عايز أروح لحاجة مش الناس تقول عليها تقيلة لكن نفسي أبقى مبسوط وفرحان أوي بعملها، حاجة بتؤرقك نفسك تتكلم عنها شايفة آفة في المجتمع نفسك توصلها وتغيرها، ولو الوقت بيروح والدنيا زنقت هجيب عمل خفيف ورسالته الناس تضحك وتنبسط وهعمله.



الجزء الثاني المؤثر في الحوار كان رد أحمد حلمي على سؤال افتراضي عن كلماته الأخيرة، وقال حلمي: مبدئياً هقولهم أي حد مش موجود في اللحظة دي اوعى تحس بالذنب إنك مش حاضر ده مش مضايقني خالص لأن أكيد في ما يمنع، أما لو كنتوا كلكم موجودين فأحب أقول لـ "لي لي” حسي بقيمة نفسك على قد ما تقدري اوعى حد يجي عليكي في يوم من الأيام ملوش حق إنه يجي عليكي خليكي قوية على قد ما تقدري، اعملي كل اللي تحبيه و متتنازليش عن أي حاجة علشان خاطر حد ولما تتجوزي و تخلفي مش لازم خالص تسمي العيل على اسمي عادي سميه أي إسم إنتي عايزاه



ووجه حلمي رسالة لابنه الأوسط سليم قائلا:عايزك تشغل عقلك عن مشاعرك عايزك تعرف إن الدنيا فيها حلو وفيها وحش و فيها وحش يبدو حلو، حب نفسك شوية متتأثرش من أي حاجة، متقعدش تحس إن العالم المفروض يكون عالم مثالي لأن في شيـ!طين ربنا خلقهم زي ما خلق الملائكة… أجمد شوية بس اي وقت تحس فيه انك عايز تعيط عيط اوعى تحبس دموعك



وقال لابنه الأصغر يونس: يا يونس انت جيت في وقت كان نفسي أبقى فيه أصغر من كده شوية، أنا بحاول أبدو و أنا معاك في السنين دي إن أنا اصغر و الحقيقة أنا عوضت أو عرفت ارتاح شوية في النقطة دي إن أنا حاسس فعلاً إن أنا اصغر من سني وأنا معاك وأنا بلعب معاك… لما تشوف الكلام اللي أنا قولته في الحلقة جايز تقول علشان أنا ملحقتش أعيش مع أبويا في السن الصغير ده في الوقت ده فعوضته فيك… أه.. لأن الواحد بيستفيد من خبرات عدت في حياته إنه يقدر يعوضها في أولاده، نفسي متبقاش عصبي تقلل من عصبيتك شوية.. واكتر حد عايزك تحبه وهيكون سندك بعدي هو أخوك الكبير مش معنى إنه طيب فإنك تفتكر إنك ممكن ايه تديله كتف.. خد بالك منه واعتمد عليه.

وأضاف: فاضل مين؟، اللي هقوله هي حاجة صحيح فيها أنانية شوية و لكن… هبقى مبسوط إن أنا اللي نايم هنا مش انتي و إن أنا اللي همشي مش انتي لأنه أنا متخيلش أو أحب اتخيل أبداً اللحظة اللي ممكن نبدل فيها الاماكن دي و دي أناnـية أنا عارف إنه ( أنا مش عايز أعيش المشاعر دي لكن انتي تعيشيها عادي ) بس من كتر ما هي فيها قىىىـوة فأنا مش متخيل أبداً إنو أنا ممكن أشوفها… يا إما تعالي نامي جنبي وخلاص ومحدش يشوف حد وهو رايح في حته وآخر حاجة هطلبها إني أقابل أبويا.. دي حاجة هتهون عليا الرحيل ده إنه أكيد هشوف أبويا.