طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه

الوقائع الاخبارية : الثقة بالنفس وتقدير الذات أعظم ما يمكن للآباء أن يقدموه بأسلوب تربيتهم لأطفالهم، ويتركونه أرثاً ثميناً؛ فإن ملك الطفل الثقة فهو يشعر بالحب والقبول والسعادة، وتزيد إنتاجيته ويتطور أسرع من أطفال آخرين لا يشعرون بنفس مقدار الثقة، وهي لا تبنى بين يوم وليلة، وإنما تبدأ نبتة صغيرة تنمو وتزدهر بالرعاية والاهتمام وهو دور الآباء وسط بيئة الطفل الأولى المنزل. تقرير اليوم يستعرض أسباب عدم الثقة، وأعراضها وتأثيرها، ثم يعرض طرقاً لتقوية ثقة طفلك بنفسه، وذلك وفقاً لرأي الدكتورة فاطمة الشناوي استشاري شؤون الأسرة وأستاذة علم النفس.

ابتعدي عن أسباب ضعف الثقة
صعب على الطفل أن يشعر بأن لديه ثقة كاملة في قدراته، عندما لا يعطيه والداه اهتماماً كافياً، ما يجعله يشعر بأنه غير مرغوب فيه.

مبالغة الآباء في رد فعلهم تجاه أخطاء الأطفال، والتي تجعلهم يخشون تجربة أشياء جديدة في المستقبل، رغم أن الأخطاء أداة تعليمية.
لا تضع طفلك في مقارنة مع أقرانه وأصدقائه، خاصة إذا حصل أحد المقربين على درجات أعلى من طفلك.

حيث تشير الدراسات إلى أنه من أسباب ضعف ثقة الطفل بنفسه، عدم شعوره بالكفاءة الذي تصدره له الأسرة.

الآباء والمعلمون ليسوا الوحيدين المتسببين في ضعف ثقة الطفل بنفسه، ولكن التنمر من خلال أصدقائه في المدرسة أو النادي كذلك.

الخوف لدى الطفل بسبب العقاب يفقده احترام الذات، وفي بعض البيئات يتفاقم بسبب الضرب والإهانة والقواعد غير الواضحة.

ويمكن أن يصبح الضغط من أجل الأداء المثالي أو الإفراط في الإنجازات، هو أحد أسباب تدني احترام الطفل لذاته.

ومنها يتعلم الطفل، أن تقييم نفسه من خلال الدرجات والجوائز فقط.

علامات عدم ثقة الطفل بنفسه
يتجنب القيام بأي مهمة أو تحدٍ جديد، خوفاً من الفشل أو الشعور بالعجز وذلك لعدم ثقته بنفسه.

دائماً ما يعلّق بشكل سلبي عن نفسه، ويكذب أو يبرر عند الخسارة، أو يلقي اللوم على الآخرين.

يساعد بشدة أو لا يساعد أبداً في الأعمال المنزلية، ما يدل على تقلب مزاجه وتذبذب ميوله.

لا يرغب في تكوين صداقات جديدة، ويبتعد عن أصدقائه القدامى، ويصبح قلقاً وحساساً بشدة تجاه تصرفات وكلام الآخرين.
تأثير الثقة بالنفس على الطفل

لا شك أن الأطفال الذين يشعرون بالثقة وبالرضا عن أنفسهم، يشعرون بالفخر لما يمكنهم فعله، ويمكنهم التعامل مع الأخطاء والمحاولة مرة أخرى.

عكس الأطفال الذين يفتقدون الثقة في أنفسهم، فهم يشعرون بأن الآخرين لن يقبلوهم ولن يرضوا بانضمامهم إليهم، وقد يعرضهم ذلك لسوء المعاملة.

يشعر الأطفال بالرضا عن أنفسهم عندما يكونون قادرين على القيام ببعض الأمور بشكل مستقل، وينمو تقديرهم لذاتهم عندما يلاحظون انتباه الوالدين لهم.
طرق لبناء الثقة لدى أطفالنا

يمكن أن تبدأ الثقة بالذات في وقت مبكر من الطفولة، وتعزز ببطء مع مرور الوقت، فهي تبدأ عندما يشعر الطفل بالأمان والحب والقبول، والرعاية والاهتمام.

يحتاج الأطفال إلى الارتباط عاطفياً بالأشخاص المهمين في حياتهم، من خلال العناية بصحتهم الجسدية وسلامتهم وقضاء الوقت معهم، وإظهار المحبة.

راعي الفروق الفردية بين الأطفال، ولا تتجاهلي أن لكل طفل شخصيته وقدراته، لتفادي الأضرار التي تصيب طفلك عندما تقارنيه بالأطفال الآخرين.

وعندما يخرج الأطفال لعالمهم الجديد، يجب أن تؤكدي لهم أنك ستكونين موجودة لدعمهم وحمايتهم في البيئات والأنشطة التي سيختارونها.

علمي أطفالك كيف يتواصلون أو يعبرون عما يحتاجون إليه، واعرفي أن استجابتك لاحتياجات الأطفال وهم صغار تنمي الثقة لديهم.

من الجيد مدح الأطفال، لكن لا تبالغي، وكوني متوازنة وهادئة، والأفضل أن يكون معظم الثناء على الجهد والتقدم والسلوك، وليس على الصفات الثابتة.

تجنبي الانتقادات والكلمات القاسية، فالرسائل التي يتلقاها الأطفال عن أنفسهم من الآخرين -وأنت منهم- تترجم داخلهم إلى آراء ثابتة عن ذواتهم.
انتبهي لما يفعله طفلك جيداً ويستمتع به

وركزي على نقاط القوة أكثر من نقاط الضعف، امنحي فرصة لطفلك من أجل تقديم المساعدة والعطاء، بالمنزل أو عمل تطوعي أو أية مساعدة لأخواته.

عندما يتعثر طفلك ويكافح من أجل أمر ما، تأكدي من أنه يحتاج إلى دعمك ليثق في أن أسرته تقف إلى جانبه وتوجهه، وشجعيه على تحسين أدائه.

أكثري من عبارات الاستحسان والتقدير والتشجيع، حتى تعززي من شعوره بقيمة نفسه، وامدحيه على تفوقه في أي تصرف.

أنصتي لحديث طفلكِ بكل حواسكِ، ولا تقاطعيه، وأفسحي له المجال كي يعبر عن نفسه ويتكلم ويوضح ما يدور بعقله.

لا تسرفي في العقاب واللوم والوعظ، إذا انحرف عن الكمال أو واجه مشكلة معينة، حتى لا يشعر طفلكِ بأنه مذنب دائماً.

لا تمنعي طفلك دائماً من التصرف بمفرده، حتى في الأساسيات البسيطة، حتى يثق بنفسه، ولا يعتاد على الاتكالية دائماً.

اصقلي مواهبه وشجعيها، ووفري له الظروف الملائمة والأدوات التي تساعده على إظهار ميوله، كأدوات الرسم والكتب.

علميه أن يتحمل مسؤولية تصرفاته

امنحيه الفرصة للتعبير عن ذاته من خلال التجربة والمحاولة بعد الخطأ، حتى يتعلم تصحيح السلوك غير المرغوب لسلوك مرغوب.

امنحي طفلك واجبات ومسؤوليات، وكافئيه عند أدائها، لتدعيم ثقته بنفسه، وحتى يشعر بأنه شخص مؤثر وبما يتناسب مع عمره.

ساعدي طفلك على كسب الصداقات، وشجعيه على اللعب الجماعي مع أطفال آخرين، ولا تتدخلي بينهم إلا عند الضرورة.

شجعي طفلك على إبداء الرأي، وخذي رأيه في أمر من الأمور من حين لآخر، ودعيه يعبر عن مشاعره دون خوف أو تردد.

امنحيه فرصة تحديد ما يريده، ولا تختاري له دائماً الملابس والألعاب والكتب التي تعجبكِ أنتِ، واحترمي خصوصياته.

لا تبالغي في خوفك عليه، ما يخيفه في التعامل مع الآخرين، وخوض أي تجربة جديدة، فيضعف وتقل ثقته في نفسه.

عبري له دائماً عن حبكِ، وأحسني معاملته، ولا تقللي من قدره أو تسخري منه أمام الآخرين، حتى يشعر بالأمان.