باي باي طبريا.. فيلم وثائقي فلسطيني مرشح للأوسكار
ثم جدتها التي كانت مضطرة إلى تربية 10 أبناء في غرفة واحدة داخل بيت صغير، وهي التي كانت تمتهن مهنة التدريس لتتمكن من إعالة أطفالها.
ثم والدتها التي اضطرت للهجرة وسلك طريق مختلف من أجل تحقيق أحلامها بعيداً عن وطنها الأم، الذي حملت رسالته معها أينما حلت وارتحلت.
الأم والابنة وفكرة فيلم "باي باي طبريا"
حسب تصريحات المخرجة لينا سويلم، على هامش مشاركتها في مهرجان مراكش الدولي للسينما، قالت إن فيلم "باي باي طبريا" عبارة عن دليل لوجود دائم لدولة فلسطين في الأراضي المحتلة، من خلال الأرشيف المصور بالصوت والصورة، وهو الشيء الذي يتم إنكاره بعد الاحتلال الغاشم.
وأضافت أنها دائماً ما تفكر في أن أبناء قطاع غزة هم في الواقع أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين، الذين تم تهجيرهم إلى مخيمات اللجوء هناك، ليكونوا مجبرين على إيجاد مكان لهم في هذا العالم.
أما الممثلة هيام عباس فقالت في لقاء لها عبر الجريدة الإلكترونية المغربية "العمق"، إن ابنتها لم تكن تفكر سابقاً في إخراج فيلم عن القضية الفلسطينية، لأنها كانت ترى أنه موضوع معقد يحتاج عمقاً كبيراً في الطرح.
إلا أن تقديمها فيلماً عن المهاجرين الجزائريين في أوروبا، والمشاكل التي يعانونها هناك، جعلها تفكر في تقديم شيء عن أصولها الفلسطينية، وذلك من خلال عمل يعكس الواقع من خلال أرشيف حي.
وأشارت هيام عباس إلى أنها كانت رافضةً تصوير فيلم يحكي عن حياتها الشخصية، إلا أن فكرة الفيلم التي تصور واقع المرأة الفلسطينية بعد النكبة جعلتها توافق على المشاركة فيه، وتقديم أرشيف واسع عن عائلتها ليكون أساس الوثائقي.
فيما أكدت على أن مشاركتها في الفيلم لا تعني أنها كانت تقدم دوراً تمثيلياً، وإنما كانت تجسد شخصيتها الحقيقية، من خلال العودة إلى سنوات الطفولة، والمعاناة التي كانت تواجهها نساء عائلتها، اللواتي يمثلن أربعة أجيال مختلفة.
وعما يحصل في فلسطين حالياً، وقطاع غزة على وجه الخصوص، قالت إن هناك ترابطاً كبيراً بين النكبة واليوم، بسبب التهجير والتنكيل وقتل المدنيين، مشيرة إلى أنها كانت محظوظة لأن والدتها عاشت في مكان سَمح لها بأن تكون ما هي عليه اليوم، وهي الفرصة غير المتاحة أمام سكان قطاع غزة.
مسلطةً الضوء على فكرة أن الفلسطينيين لم يتركوا أرضهم أبداً، وإنما أُجبروا على ذلك، وأنها قررت الهجرة خارج أرض الوطن للبحث عن طريق يساعدها في تحقيق أحلامها.
"باي باي طبريا" ينافس على الأوسكار
يشار إلى أنه من المقرر عرض الفيلم الوثائقي الطويل "باي باي طبريا" في القاعات السينمائية الفرنسية ابتداءً من بداية موسم الربيع المقبل.
فيما
سيكون الفيلم الوحيد الذي سيمثل دولة فلسطين في المنافسة على جوائز
الأوسكار 2024، عن فئة أفضل فيلم دولي للسنة.إضافة إلى مشاركته الحالية في
مهرجان مراكش الدولي للسينما، حيث تم عرضه لأول مرة أمام جمهور دولة عربية،
وذلك في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة.