دراسة: الطاعون سبب إدمان الوجبات السريعة

الوقائع الإخبارية : اعتبر علماء تغذية أمريكيون أنّ التغييرات الغذائية والصحية، التي تعرّض لها البشر على مر العصور، وتسببت بإدمانهم للوجبات السريعة، ناجمة عن تفشّي مرض "الطاعون الأسود" خلال القرون الوسطى، قبل 700 عام.

دراسة تربط الإدمان على الوجبات الصحية بالتغييرات الغذائية والصحية للمجتمعات في القرن الرابع عشر

وبحسب دراسة نقلتها صحيفة "نيويورك بوست" عن مجلة "نايتشر مايكروبيولوجي"، حدثت هذه التغييرات لأن الطاعون، الذي قضى على 60% من أوروبا في القرن الرابع عشر، غيّر بشكل كبير البكتيريا الموجودة في أفواه البشر حالياً.

سبب التوصل لهذا الترابط
قارنت البروفيسورة لورا ويريش وفريق عملها من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، بين مجموعات أسنان يغطيها "الكلس" لـ235 شخصاً دُفنوا في إنجلترا واسكتلندا منذ حوالى العام 2200 قبل الميلاد إلى 1835 بعد الميلاد.

ووجد العلماء 954 نوعاً من البكتيريا في العيّنات، التي أجروا الدراسة عليها، يندرج الكثير منها تحت إسم "بكتيريا العقدية"، الشائع انتشارها في أفواه البشر في عصرنا الحالي.
أهمية الدراسة الجديدة
هي المرّة الأولى التي تتوصل فيها دراسة إلى هذه الخلاصة من خلال الربط بين العادات الغذائية وأحداث تاريخية، مثل الأوبئة السابقة، لاسيما منها البكتيريا التي أطلقوا عليها "ميثانوبريفيباكتر Methanobrevibacter"، والتي تشكّل عاملاً مساعداً في نشر الأمراض، وهي غير موجودة في أفواه وأجسام الأشخاص الأصحاء، وفقاً للبروفيسورة لورا ويريش.
واعتبرت في بحثها أن هذه الميكروبات الحديثة ترتبط بمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السمنة، أمراض القلب، الأوعية الدموية وضعف الصحة العقلية.
تحليل العادات الغذائية من ميكروبات الفم
أكدت أن الكشف عن أصول هذه التجمعات الميكروبية في أجسام الإنسان، قد يساعد في فهم هذه الأمراض، لاسيما الترابط بين وجود البكتيريا في بقايا أسنان الهياكل العظمية، والأنظمة الغذائية منخفضة الألياف وعالية الكربوهيدرات، وهي إضافات شائعة في الوجبات السريعة.

واعتبرت أن "الطاعون الأسود" قد أدى إلى عودة ظهور هذه الميكروبات، التي تتسبب بأمراض المناعة والقلب والدماغ، فيما تسبب الطاعون بأمراض مؤلمة، مثل الحمى والقيء والتعب والتورم.

الأثرياء نجوا من الطاعون

توصلت الدراسة إلى خلاصة أن الأشخاص الذين نجوا من الطاعون في العصور الوسطى، كانوا أكثر ثراءً وكان لديهم دخل أعلى، حيث كانوا قادرين على شراء الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والأطعمة اللذيذة التي لم تكن متاحة للفلاحين والجماهير.

ورأت أنه من المحتمل أن يكون الطاعون قد أحدث تغييرات في النظام الغذائي للمجتمع، ما أثّر بدوره على تكوين الميكروبات الموجودة في الفم.