الفايز: الموقف الأردني في إدانة ورفض العدوان على غزة واضح وقوي وصريح
الوقائع الاخبارية: قال رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، إن مساعي جلالة الملك عبدالله الثاني وتحركاته أثّرت في الرأي العام الغربي وعلى مواقف كثير من الدول الأوروبية من العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية.
وأشار الفايز، خلال استضافته في برنامج "ستون دقيقة"، الذي يبث على شاشة التلفزيون الأردني، إلى جهود جلالة الملك في التأثير على الرأي العام الدولي بشأن الحرب على غزة، مؤكدًا أن هناك تناغما بين الموقف الرسمي والشارع الأردني في رفض العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أن هناك دورًا فاعلًا لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ضد العدوان الإسرائيلي، منوهًا إلى "أن الخطاب الإعلامي والسياسي والدبلوماسي للدولة الأردنية، كان واضحًا وقويًا وصريحًا في إدانة ورفض العدوان الإسرائيلي".
وبين الفايز أن دور جلالة الملك أسهم بشكل متفاوت في تغيير الكثير من السياسات الأميركية تجاه إسرائيل، لافتًا إلى آخر تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، التي قال فيها إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، وطالب بإجراء تغييرات عليها.
ووصف موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بـ"الواضح والقوي"، عندما تحدث عن المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة، وقال إن استمرار العدوان الإسرائيلي يشكل خطرًا على السلم العالمي.
وأوضح الفايز أن خطابات جلالة الملك في مؤتمر القاهرة والمؤتمر العربي الإسلامي في المملكة العربية السعودية، كانت واضحة وقوية في رفض العدوان وإدانته، حيثُ استعمل جلالته مفردات غير مسبوقة مثل "جرائم حرب، وحرب إبادة، وتقتيل جماعي"، وذلك لشرح وجهة نظر الأردن لما يجري في غزة.
ولفت الفايز إلى أن جلالة الملك كان موقفه واضح في موضوع التهجير، حيث أعلن جلالته رفضه واعتبره بمثابة إعلان حرب، منوهًا إلى أن الموقف المصري موقف مشرف وداعم للأردن، فعندما أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني أن التهجير خط أحمر، وقفت مصر أيضًا بقوة ضد التهجير، باعتبار ذلك يؤثر على الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كلا البلدين.
وبين أن "العرب يدركون أن الأردن عنوان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وجلالة الملك هو صمام الأمان للأردن وللمنطقة"، مشيرًا إلى تصريح الرئيس بادين بعدم السماح بالتهجير لأن ذلك يوسع دائرة الصراع، وسيؤدي إلى خلل في المعادلة الإقليمية والدولية، ولن يكن ذلك في مصلحة أميركا والاتحاد الأوروبي.
وجدد الفايز دعوته حيال إيجاد موقف عربي إسلامي مُساند لجهود جلالة الملك، وأن يكون هناك تحركًا عربيًا فاعلًا في المنطقة، مؤكدًا أن مواقف جلالة الملك واضحة وأن الأردن سيواصل دعمه للقضية الفلسطينية والعمل على وقف العدوان.
وثمن "دعم إخواننا في الخليج العربي على الدعم التاريخي الذي قدموه للأردن، وهذا لا يمكن لأحد إنكاره، لكن الأردن يحتاج إلى دعم سياسي واقتصادي الآن".
ومضى الفايز قائلًا: "لا أطالب بقطع العلاقات الاقتصادية للدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة، لكن المطلوب إفهامهم بأن لهم مصالح في العالم العربي والإسلامي، فالتجارة البينية بين العالم العربي وأميركا تقدر بمليارات الدولارات، ويستطيع العرب أن يكون لهم موقف أقوى من خلال طرح الموضوع مع أميركا والاتحاد الأوروبي".
ولفت إلى أن "هناك مصالح اقتصادية تربط أميركا والدول الغربية مع عالمنا العربي والإسلامي وليس النفط والغاز فقط، إذ تُقدر التجارة البينية بين أميركا والاتحاد الأوروبي مع دول الخليج بمليارات الدولارات، وهناك استثمارات بالغرب بمليارات الدولارات، والمطلوب من أميركا والدول الأوروبية مراعاة مصالحها معنا، فلا يجوز هذا الانحياز الكامل لإسرائيل، عليهم وحفاظا على مصالحهم أن يوقفوا العدوان، ويمكنوا الشعب الفلسطيني من حقوقه، فلا يجوز أن تبقى مصالحهم فقط مع إسرائيل".
وبخصوص الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وقيام اللجنة القانونية في مجلس النواب بمراجعاتها، بين الفايز أن "المطلوب هو النظر في الاتفاقيات ودراستها بعناية فائقة". وتابع قائلًا: "نحن جميعا مع مشاعر الشعب الأردني، القوية والمقدرة"، لكن "لا يمكن للدولة أن تأخذ أي إجراء إلا بعد أن يدرس بعناية، والوقوف على حقيقة تبعاته"، و"تفادي أي أثر مالي تتكبده خزينة الدولة".
وبخصوص اتفاقية المياه والطاقة التي جرى تجميدها في الوقت الراهن، قال الفايز إنه "لا يمكن أن تتفاوض مع دولة الاحتلال في ظل هذه الظروف الراهنة"، مرجحًا أن يتم "الغاؤها نهائيًا، بحد تقديره.
وحول إلغاء معاهدة السلام، أوضح الفايز أنها هناك وجهتا نظر، تقول أولهما أنها "وضعت على الرف"، فيما تؤكد الثانية أهمية وجود تواصل مع حكومة الاحتلال، على أساس الحفاظ على القدس وعروبتها وعدم تهويدها.
وفيما يتعلق بالدعوات إلى الإضراب العام، دعا الفايز إلى "عكس المعادل"، عبر التبرع بيوم عمل وتقديم مردوده كمساعدات لأهلنا في غزة بدلًا عن الإضراب، الذي تقدر خسائر اليوم الواحد منه من 50 إلى 80 مليون دينار، وفقًا لجهات حكومية.
ونوّه الفايز إلى أنه جلالته كان واضحًا، خلال مشاركته في منتدى جنيف للاجئين، في عرض معاناة اللاجئين وأسبابها، حيثُ أصبحت اليوم مشكلة عالمي، مبينًا أن عدد اللاجئين في العالم وصل اليوم إلى 109 مليون لاجئ، وزاد عدد اللاجئين بشكل غير مسبوق 18 مليون خلال الأربع سنوات الأخيرة، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وأضاف أن "هناك فرقا بين اللاجئ في دول العالم واللاجئ الفلسطيني، فاللاجئ في دول العالم يهاجر لأسباب سياسية واقتصادية، أما اللاجئ الفلسطيني فقد سلب منه وطنه واغتصب عام 1948 بشكل كلي، وعام 1967 بشكل جزئي، واليوم لا يوجد له وطن، ولا يوجد له هوية في وطنه".
ونوه الفايز إلى أن جلالة الملك أشار بوضوح خلال المنتدى حول الأعباء، التي يتحملها الأردن جراء استضافة عدد كبير من اللاجئين على أرضه، مشيرًا إلى أن جلالته أكد أن المنح المقدمة لدعم اللاجئين لا تغطي سوى 22% من الكلفة الحقيقة التي يتحملها الأردن، الذي تتحمل خزينته باقي الكلف.
وقال إن البيانات الرسمية الصادرة على الجهات الدولية تشير إلى أن الأردن في مقابل كل 3 مواطنين يوجد لاجئ واحد، بينما أميركا كل 1265 مواطنا يقابله لاجئ واحد، وبريطانيا لاجئ واحد مقابل كل 319 بريطانيًا، وفي تركيا كل لاجئ واحد يقابله 4944 مواطن تركي.
وبين أن الأردن أكثر بلد في العالم وفق النسبة والتناسب يُعاني من مشكلة اللاجئين، منوهًا إلى أنه يوجد في الأردن 4 مليون لاجئ مسجل وغير مسجل، منهم 2 مليون لاجئ فلسطيني، ومليون و400 ألف لاجئ سوري، ولاجئين من جنسيات أخرى، مستائلًا: "كيف يستطيع الأردن تحمل هذا العبء، في ظل عدم تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه قضية اللاجئين في الأردن"، واستدرك قائلًا: "نحن كمواطنين أردنيين ندفع ثمن هذه المشكلة، لكننا لا نشكوا وصدرنا واسع وقلبنا يتسع للجميع".
ولفت إلى حديث جلالة الملك عندما أكد "أنه لا نستطيع إلا ندعم اللاجئين، حتى لو زادت الكلفة والأعباء على خزينة المملكة".
كما أشار إلى أنه منذُ بداية الأزمة السورية قال جلالته: "لا يمكن إلا إن أفتح الحدود فهولاء يتعرضوا للطخ، وأنا كملك هاشمي لا أقبل إغلاق الحدود في وجه أي لاجئ سوري، هذه قيمنا وأخلاقنا ومواقفنا العروبية والإسلامية".
وأكد الفايز أن المجتمع الأردني بعشائره ومختلف أطيافه، موقفهم مشرف ومتقدم في نصرة أهلنا في فلسطين ورفض العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وفيما يتعلق بتشكيك البعض في الموقف الأردني وبالجهود الأردنية تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية والاسلامية العادلة، قال "إن الأردن مستهدف، وهناك منصات خارجية وحسابات وهمية تعد بعشرات الآلاف، يريدون التمهيد للوطن البديل، والسؤال من الذي يغذي هؤلاء ويدعمهم ويمولهم؟ ما حد عارف؟ يقال إسرائيل وأنا لا أستبعد ذلك، لأنه توجد لديهم منصات تعمل ليل نهار على زعزعة الاستقرار بالأردن".
وتابع الفايز قائلًا: "رغم ذلك فإن الأردن قوي، قوي بمليكه، وقوي بقواته المسلحة، وقوي بأجهزته الأمنية، وقوي بشعبه، فالشعب الأردني من كافة الأصول والمنابت شعب واع ويُساند جلالة الملك، ويلتف حول قيادة جلالة الملك".
واستعرض الفايز في حديثه أبرز التحديات التي مر بها الأردن منذُ التأسيس، والتي تمكن من تجاوزها وخرج منها أكثر تماسكا وقوة، بفضل حكمة قيادته الهاشمية ووفاء شعبه، ما مكن الأردن من بناء مؤسساته الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة الأردنية، التي كانت بمثابة نواة لتشكل الهوية الوطنية الأردنية.
ودعا "الجميع إلى مساندة جلالة الملك وأن يكونوا عونًا له، والخروج إلى الناس والحديث معهم، فنحن نمر بوضع خطير، لكنني بذات الوقت مطمئن على مستقبل تحت الراية الهاشمية، وأؤكد بأنني لست خائفًا على مستقبل الأردن، ولا على أمنه السياسي والاقتصادي، لكن علينا أيضًا أن نركز على حل المشكلات الاقتصادية".
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، أكد الفايز "عزم جلالة الملك على الإصلاح السياسي، الذي لا رجعة عنه بهدف الوصول إلى برلمان حزبي"، مرحجًا أن تُجرى "الانتخابات البرلمانية عام 2024"، لكنه قال إن هذا "الأمر يعود إلى جلالة الملك عبدالله الثاني وفق الدستور".