علاج اكتئاب ما بعد التقاعد ونصائح للعناية بالصحة العقلية

الوقائع الاخبارية:مرحلة التقاعد قد تكون صعبة جداً على الأشخاص الذين اعتادوا الذهاب إلى عملهم كل يوم وممارسة المسؤوليات والمهام المطلوبة منهم أو حتى ممارسة السلطة؛ لذلك قد يؤدي الوصول إلى هذه المرحلة بعض المشكلات النفسية الحقيقية لدى كثيرين.

اكتشفي هذه المشكلات وطرق علاج اكتئاب ما بعد التقاعد، ومجموعة من النصائح التي قد تساعدك على استعادة عقلك، وتجعل أيامك مشرقة:

عوامل تؤثر سلباً في صحتك العقلية عن التقاعد

يمكن أن يؤدي سوء الصحة العقلية، في بعض الحالات، إلى تحويل بضعة أيام سيئة إلى اكتئاب سريري، وهو أمر لا ينبغي الاستخفاف به، وعلى الرغم من أنه ليس له دائماً سبب محدد؛ فإن الاكتئاب أو سوء الصحة العقلية بشكل عام، يمكن أن ينشأ من عدة عوامل عند التقاعد، وهي:

الظروف الصحية والأدوية: قد يكون المرض والإعاقة والألم المزمن من العوامل. بعض الأدوية الموصوفة التي تهدف إلى مساعدتك جسدياً قد تضرك عقلياً؛ لذا تأكدي من أنك تعرفين الآثار الجانبية لأدويتك.

الوحدة والحزن: لسوء الحظ، يمكن أن تكون الوحدة جزءاً من الشيخوخة، إما لأن الأصدقاء أو أفراد الأسرة يعيشون بعيداً أو يموتون، أو لأنك تواجهين صعوبة في السفر لزيارة أحبائك.

المخاوف المالية: التأكد من أن لديك ما يكفي من المال لدعم نفسك في التقاعد يمكن أن يكون مصدراً كبيراً للقلق.

الافتقار إلى الهدف: بالنسبة للعديد من الأشخاص، يتم تحديد النجاح إلى حدٍّ كبير من خلال حياتهم المهنية، وحتى لو كنت تتراجعين عن حياتك المهنية؛ فإن الذهاب إلى العمل يمنحك روتيناً، ويُعتبر بمنزلة مقياس لاحترامك لذاتك. قلة العمل يمكن أن تخلق فراغاً كبيراً في حياتك.

كيف تعرفين إذا كنت مصابة بالاكتئاب؟

من المهم معرفة أعراض الاكتئاب. يعتقد الكثير من الناس أن الشعور بالحزن هو مجرد جزء من الشيخوخة، في حين أنه لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك.

وفقاً لمركز الإدمان والصحة العقلية (CAMH) في تورونتو، إليك بعض الأشياء التي يجب الانتباه إليها إذا كنت تعتقدين أنك أو أي شخص تعرفينه قد يكون مصاباً بالاكتئاب، مثلاً:

لا تهتمين بارتداء ملابسك.

لا تجيبين على الهاتف أو الباب.

فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت توفر المتعة في السابق.

التعبير عن الشعور بعدم القيمة أو الحزن.

البكاء أو الانفعال أو الغضب أو إظهار القليل من الانفعال بطريقة غير معتادة.

النوم بشكل سيئ أو لفترة طويلة جداً.

تناول طعام أكثر أو أقل من المعتاد.

الشكوى من أعراض جسدية ليس لها سبب واضح.

نقص الطاقة، والتعب المستمر.

الارتباك.

صعوبة في التركيز.

مشكلات في الذاكرة.

صعوبة في اتخاذ القرارات أو الوفاء بالالتزامات.

قضاء وقت أطول بمفردك أكثر من المعتاد.

إذا تفاقمت، فحتى الأعراض الجسدية لمشكلة صحية موجودة مسبقاً مثل التهاب المفاصل أو الصداع، يمكن أن تكون علامة على الاكتئاب لدى الشخص المتقاعد.

ما علاج الاكتئاب في مرحلة التقاعد؟

رغم عدم وجود حل سحري للتغلب على مشكلات الصحة العقلية؛ فإليكِ بعض الطرق التي ستساعدك على الشعور بالتحسن:

تحدثي مع طبيبك: إذا كنت تعتقدين أن لديك علامات الاكتئاب، تحدثي مع طبيبك. إذا كنتِ تعانين من الاكتئاب السريري؛ فهناك أدوية يمكن أن تساعدك، وقد ينصحك طبيبك بالتحدث إلى طبيب نفسي. يمكنك أيضاً العثور على خدمات الصحة العقلية عبر الإنترنت.

ابحثي عن طرق للبقاء على اتصال مع الأشخاص: عندما تشعرين بالإحباط، تذكري أنك لست وحدك. هناك أشخاص يريدون مساعدتك والتواصل معك، وحتى أشخاص يمكنك مساعدتهم. على سبيل المثال، يمكنك الانضمام إلى مجموعة الدعم. أو يمكنك التطوع لمساعدة الآخرين؛ ما يزيد من احترامك لذاتك. الانضمام إلى النادي يمكن أن يمنحك أيضاً شعوراً بالانتماء، حتى تناول وجبة بسيطة مع صديق أو أحد أفراد العائلة يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً.

اخرجي من المنزل بمفردك أو مع شخص مميز، اذهبي إلى الحديقة أو إلى مصفف الشعر أو إلى السينما أو إلى المسرح أو حتى إلى المتحف.

بحثي عن هواية: لم يفُت الأوان بعد لتعلم شيء جديد؛ خذي دروساً في الموسيقى أو تعلمي رسم المناظر الطبيعية أو تعلمي الحياكة. مهما كان اختيارك؛ ابحثي عن شيء يحفز عقلك ويمنحك إحساساً بالهدف والشعور بالرضا.

اضحكي؛ فالضحك هو أفضل دواء، حيث يمكن أن يزيد الضحك الجيد، ثم يخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم؛ ما يجعلك تشعرين بالاسترخاء. استمتعي بمشاهدة أفلامك الكوميدية المفضلة، أو ألقي النكات مع الأصدقاء، أو استرجعي الذكريات المضحكة، أو شاهدي العروض الكوميدية الخاصة.

الوقوع في حب حيوان أليف: سواء كنت تحبين الكلاب أو القطط أو الببغاوات؛ فإن الاعتناء بكائن حي أو التحدث إليه أو احتضانه يمكن أن يحسِّن مزاجك بشكل كبير. في استطلاع حديث، قال 97% من الأطباء إنهم لاحظوا تحسناً في الصحة العقلية لمرضاهم الذين تبنوا حيواناً أليفاً.

السفر: أحد الأشياء التي يحب المتقاعدون القيام بها أكثر هو السفر. لسوء الحظ، أصبح السفر أقل سهولة في الوقت الحالي، ولكن من المتوقع أن يتحسن الوضع قريباً. عندما يحين الوقت المناسب؛ فإن الهروب من الحياة اليومية ورؤية آفاق جديدة من خلال زيارة جزء جديد من العالم أو استئجار شاليه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يفيدك كثيراً.

اعتني بصحتك: النظام الغذائي وممارسة الرياضة مهمان للغاية، ليس فقط لصحتك الجسدية، ولكن أيضاً لصحتك العقلية. عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة، ليست هناك حاجة لاختيار التدريب المكثف؛ حتى المشي لمسافة قصيرة أو البستنة يمكن أن يساعد. أما بالنسبة لنظامك الغذائي؛ فإن تقليل السكر والكربوهيدرات المكررة عن طريق دمج المزيد من البروتين والكربوهيدرات المعقدة والدهون الجيدة يمكن أن يساعد.

الحصول على مزيد من النوم: مع تقدمك في السن، قد يكون من الصعب الحصول على نوم مريح، لذلك يتطلب ذلك بعض الجهد. حاول الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم إن أمكن. ولزيادة فرص نجاحك، اتبعي جدول نوم منتظماً، ونامي في غرفة مظلمة وهادئة، وتجنَّبي الكافيين، خاصة في المساء.