العرموطي: ألبست صدام حسين "روب المحامين الأردنيين" وأرسل تحية خاصة لهاني الخصاونة وخليل عطية

الوقائع الإخبارية : - أكد المحامي النائب صالح العرموطي، أنه لم يكن طالبا لمنصب ولم يسعَ لإسترضاء المسؤولين، مشيرا الى ان صوته يرتفع للدفاع عن حقوق الناس والمصلحة الوطنية العامة.

وتحدث العرموطي أن حياته وبداياته حيث انه من مواليد قرية منجا قرب محافظة مأدبا عام 1950 والده كان مزارعا وامه السيدة الفاضلة بنت نزال العرموطي وحياته كانت قاسية خلال فترة الطفولة حيث كان يحصد ويزرع مع والده وتحمل المسؤولية باكرا اضافة الى وفاة 12 اخا اخرهم كان ضابطا في القوات المسلحة .

دراسته وتحصيله العلمي وعمله

درس في مدرسة منجا الاساسية والاعدادية في المدرسة العباسية والتي يتبع جزء منها لعائلة العرموطي حيث قدم ارضها جده نزال

الذي كان عضوا في المجلس البلدي وهو احد الشخصيات الذين ساهموا بوضع أساس الجامعة الاردنية برفقة عدد من الخبراء، حتى انهاء التوجيهي فرع الأدبي في مدرسة الاردن.

تزوج في سن مبكرة "17 عاما" من رفيقة دربه ام عماد والتي آلمه جدا رحيلها ولم يفكر بالزاوج بعد وفاتها، منوها الى أن الحطة او الغترة والعقال لم تفارقا رأسه منذ وفاة زوجته احتراما ووقارا واخلاصا لها، مستذكرا أنها دفعت رسوم اشتراكه في انتخابات عام 2016 .


والتحق العرموطي بجامعة بيروت لدراسة الحقوق عام 1971 وتوظف خلال فترة دراسته في دائرة مراقبة الشركات وبعدها تعين في وزارة البلديات عن طريق الفقيد الراحل مروان الحمود ووصل الى منصب مستشار قانوني للوزارة حتى تقديمه استقالته نتيجة خلاف لأمر قانوني.

مسيرته النقابية والسياسية
بعد تخرجه اصبح عضوا في مجلس نقابة المحامين وحصل على اعلى الاصوات في دوريتين، وبعد ذلك اصبح نقيبا للمحامين عام 1999 حيث نافسه 7 مرشحين وبقي نقيبا لاربع دورات، واصفا نجاحه بانه محصلة لانفتاحه على الجميع "يساريين وقوميين واسلاميين وليبراليين وغيرهم.." وقبل الجميع ولم يشعر اي احد انه معه او ضده، اضافة لتطويره قانون النقابة ومكتسبات الاعضاء مثل رفع التقاعد لحد 20 الف دينار المعونة العاجلة الى 30 الف دينار، وكما أصبح للمحامين بطاقة تأمين صحي ولاسرهم كذلك من خلال ربطه مع شركة وبنسبة تحمل 20% فقط، بالاضافة الى العديد من الخدمات لمصلحة اعضاء النقابة .

واعتبر العرموطي انه خلال تلك الفترة كان سقف الحريات أعلى ودور النقابات كان واضح ولها حضور خاصة في ظل غياب الأحزاب، منوها الى ان كل نقيب كان يلتقي مع الملك مباشرة وكان هذا عرف وبروتوكول معمول به، مستحضرا اول لقاء مع جلالة الملك بعد تسلمه سلطاته الدستورية عام 1999 وكان وقتها قد فاز بمنصب نقابة المحامين وذهب برفقة مجلس النقابة لتهنئة الملك، ووصف اللقاء بالودود وقال الملك وقتها: "أي شيء تحتاجونه نحن مستعدين ورئيس الديوان موجود"، ليقول العرموطي:" نريد التواصل مع جلالتك مباشرة".. ليرد الملك: "معي مباشرة ولتقل ما تريد".

علاقته بصدام حسين
وبرأيه أن الرئيس العراقي الراحل كان أحد الرموز العربية القومية، وكان متدينا زاهدا في الحياة نهاية ايام حكمه، ومن ذلك انه كان يبني المساجد ومن بينها مسجد ام المعارك حيث يوجد على مدخله مجسما لمصحف مكتوب عليه بدمه وبخطه، معتبرا انه كان آخر من وحد العراقيين على اختلاف طوائفهم ومنابتهم.

وعن رغبة الاردن بكسر الحصار عن العراق، قال العرموطي إن النقابة سيرت بالتعاون مع الصحفيين وفدا ترأسه آنذاك رئيس الوزراء علي ابو الراغب، والقى العرموطي كلمة الوفود العربية في بغداد، مشيرا الى انه كان ضمن فريق المحامين المدافعين عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رغم ورود عدة تحذيرات بوجود خطر على حياته الى انه اصر ان يدافع عن الرمز العربي.

وأكد أنه إلتقى بصدام خلال فترة محاكمته أكثر من مرة ولساعات طويلة وألبسه رداء المحامين الاردنيين "الروب" ليقول له صدام حسين: "يعني انا الان محامي" ليرد عليه: "الحمد الله "، وقال ان المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا عدنان سعد الدين قد ارسل معه كتابا للرئيس صدام ولطه ياسين رمضان فلما قدمه شكر صدام ذلك وقال: " الناس بتقدر..والدنيا بخير".

وزاد لما اراد الدخول الى المحكمة طلبه موظف السفارة الامريكية وقال له: "لو سمحت لا تلبس الروب الاردني .. ليرد عليه انا نقيب المحامين الاردنيين واعتز بالروب الرسمي لمهنتي ونقابتي ويجب ان ارتديه"، معتبرا ان الموقف كان مخططا له مسبقا وأصر على الدخول "بالروب" الى قاعة المحكمة وترافع عن صدام حسين، مشيرا الى ان من كان يدير الجلسة ويرفعها ممثل السفارة الامريكية

حيث تم دعوته للدخول على السفير على اعتبار انه كان يحرض صدام واخوه برزان التكريتي ورد عليه الرئيس الراحل على موظف السفارة في المحكمة : "تأدب مع نقيب الأردن ".. وقال الموظف ان رئيس المحكمة يريد ان يعتذر للعرموطي بشكل شخصي ليرد عليه الأخير انه تمت الاساءة في قاعة المحكمة وعليه يتوجب الاعتذار في نفس المكان.

وعندما سأله صدام ماذا اراد منك موظف السفارة؟ أخبره بما حصل.. ليسأله وكيف رددت عليه؟.. قال له رفضت حتى لو ارادوا ان يمنعوني من الدخول للترافع عنك.. ليقول له صدام كلمته الشهيرة "عفية عليك ".

وصرح العرموطي انه مستفقد رحيله في هذا الوقت الصعب الذي تشهده الحرب على غزة، معتبرا انه لو كان صدام موجود لكان دك العدو الصهيوني بصواريخ، كما اشاد بمواقفه تجاه الاردن حيث كان داعما لنا باستمراروخاصة في موضوع النفط بأسعار تفضيلية، معتبرا انه كان زعيما عربيا قوميا، ورغم شخصيته الجدلية الا انه ضد قراره بالحرب ودخوله للكويت.

وتابع انه طلب من الرئيس صدام ان يحاكم خارج العراق لدى المحكمة الدولية او غيرها الا انه رفض ذلك قائلا : " ولدت بالعراق وعشت فيها وسأموت فيها ".

ونوه العرموطي الى ان الملك عبدالله الثاني يقدم لنحو 1500 يتيم في غزة مساعدات منذ سنوات طويلة وهذا ما أسر له به الفقيد المرحوم عبدالمنعم أبو زنط منذ زمن، مشددا على ان هذا لم ينشر في اي جانب حتى عبر وسائل الاعلام.
وعن رحلة العودة من بغداد قال ان صدام حسين أرسل معه تحية وسلاما خص بهما هاني الخصاونة والنائب خليل عطية، مؤكدا ان هناك الكثير من السنة والشيعة يترحمون على ايام صدام حسين .
إنتماءاته السياسية وعلاقته بالإخوان المسلمين
أكد العرموطي في حديثه أنه لم ينتسب لاي حزب اسلامي او غيره، معتبرا انه شرف لم ينله، حيث كانت نصيحة من والدته أن يبتعد عن الأحزاب ، منوها الى ان كتلة الاصلاح هي تيار مؤلف من جميع المنابت والاصول الاردنية وفيها المسلم والمسيحي وابناء العشائر
والتحاقه بالكتلة ابان الانتخابات السابقة كان باجماع ابناء منطقته وألزم بدخول الكتلة بعد حضور وفد من المعارف والاصدقاء وقرأووا الفاتحة على نية انضمامه اليهم، مشيرا الى ان الاخوان المسلمين كانوا داعمين له عام 1999 عندما ترشح الى انتخابات النقابة والتحاقه بالكتلة هو "رد للجميل".

وعن ترشحه للانتخابات النيابية القادمة 2024 ، أكد العرموطي انه اكتفى بدورتين نيابيتين رغم انه كان هناك محاولات لاسقاطه والتشويش عليه قبل ذلك، معتبرا ان ثقة الناس هي مكسب أكرمه الله بها.
وأضاف أن علاقه بالحكومات جيدة الى جانب تشابكه وتداخله مع جميع الاطياف، منوها الى ان قرار الاخوان المسلمين على الساحة الاردنية مختلف تماما عما يجري خارج الوطن.

ويعتبر العرموطي نفسه زاهدا في الموقع او المنصب، حيث سرد لقاء مع صحيفة العرب اليوم برئاسة طاهر العدوان وفهد الخيطان وسميح المعايطة، ليؤشر له العدوان ان صوته دائما عالٍ واصحاب الصوت العالي "مستوزرين".. ليرد عليه :"انا نقيب محامين واتيت بانتخابات حرة ونزيهة ومثقفة وواعية ومنصبي لا يقل عن رئيس الوزراء".. ليكتب العدوان "العرموطي يقول إن موقعه أهم من رئيس الوزراء" .. وبعدها التقى برئيس الوزراء علي ابو الراغب ليرحب به قائلا: " اهلا بدولة النقيب" .
فضل النقابة على الوزارة
وكشف العرموطي ان رئيس الوزراء الأسبق علي ابو الراغب عرض عليه ان يكون وزيرا في حكومته الى انه رفض ذلك، مفضلا النقابة على الوزارة، وقال انه يسجل لدولة عون الخصاونة عند تسلمه الحكومة لاختيار اعضاء الهيئة المستقلة للانتخاب وقال له احدهم ان العرموطي اخوان مسلمين ليتصل مع مدير المخابرات الراحل فيصل الشوبكي وعند سواله عنه بانه اخواني ام لا اجاب بانه ليس كذلك.. وقال الخصاونة على كل حال سأختار العرموطي رئيسا للهيئة وعند عودتي من تركيا سأختار باقي الاعضاء.. الا انه قدم استقالة من رئاسة الحكومة من هناك.

وبين العرموطي انه لا يوجد تواصل بينه وبين المخابرات رغم انه مدافع عن الحقوق والحريات، مؤكدا انه لا يسيء لشخص بعينه انما ينتقد لما فيه المصلحة العامة، والتواصل الوحيد مع الدائرة كان عند ترشحه لاول مرة لانتخابات النقابة عام 1999 واعتذر عن الحضور كون اللقاء غير رسمي وقال عندها اذا فزت فالنقابة للجميع وتستقبل الكل، وبالفعل حضر وفد من الدائرة وهنأه ، وبعد سنوات حضر مدير المخابرات سميح عصفورة الى النقابة للتسجيل بعضوية النقابة ليتفاجئ به ولم يسبق ان التقاه وطلب ملفه فورا ووقعه وقبل محاميا بعد ذلك، ولاحقا دعاه مدير المخابرات الى حضور زفاف ابنته من باب المشاركة والمجاملة .

محاولة اغتيال خالد مشعل وخروج حماس من الأردن
وإعتبر العرموطي حماس حركة مقاومة ولها حضور وثقل سياسي، اضافة الى انه كان لها مكاتب في عمان ابان فترة حكم فقيد الوطن الملك الحسين بن طلال، وعام 1997 تعرض رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل لمحاولة اغتيال مشهورة وعندها قال الملك حسين عبارته المشهورة: " حياة ابننا خالد مشعل بكفة واتفاقية وادي عربة بكفة "، مما اضطر رئيس كيان الاحتلال انذاك بنيامين نتنياهو الى الحضور الى الاردن وجلس مع مدير المخابرات سميح البطيخي ليدخل الملك حسين عليهما ضاربا الباب بقدمه ليوجه حديثه الى نتنياهو : "نريد الترياق لننقذ خالد مشعل"، وهذا ما حدثه به الدكتور عادل الشريدة عندما كان مديرا للخدمات الطبية الملكية آنذاك.

وبعد ذلك صعد نجم خالد مشعل في الساحة الاردنية، وفي عام 1999 تعرضت الحركة لاتهام بأنها تملك اسلحة وتم توقيف 14 عضوا بالمكتب السياسي لحماس وكان العرموطي وكيلهم والسلاح الوحيد الذي كان موجود هو هدية من وزير الداخلية لخالد مشعل، ولم يثبت سوى ذلك، ووقتها كان خالد مشعل وموسى ابو مرزوق وابراهيم غوشة في ايران وساد اعتقادا لدى الجهات الامنية انهم لن يعودوا من هناك وخلال ذلك كان هناك مفاوضات وتم اعتقالهم عند عودتهم الى عمان وتم تحويل قضيتهم الى محكمة امن الدولة وتم الترافع عنهم من فريق محامين كبير من ضمنهم هاني الخصاونة وفاروق الكيلاني وهاني الدحلة وترأس "صالح العرموطي" هيئة الدفاع كونه نقيبا للمحامين.

وتابع : شاءت الاقدار أن يكون هناك مفاوضات مع دولة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة بمغادرتهم خلال اسبوع وانهاء القضية وترتيب عودتهم لاحقا، وخلال اجتماع مجلس النقباء تحدث العرموطي الى نقيب الصحفيين سيف الشريف وذهبا سويا

الى المحكمة والتقينا بخالد مشعل وباقي الموقوفين الا انهم رفضوا العرض بالمغادرة وتدخل الوسطاء القطريين وتواصلت معه وكالة الانباء الفرنسية وسألته عن القضية ليجب بأن هناك توجها لابعاد قادة حماس لينتشر الخبر بعد ذلك والحكومة لم تؤكد ذلك وقتها، وفي اليوم التالي نزلت طائرة قطرية لاجلائهم من الاردن وبداية لم يريدوا الخروج الا ان الوسطاء اقنعوهم بعد مفاوضات بذلك وكان وقتها وزيرا للخارجية عبدالاله الخطيب الذي لعب دورا مهما بذلك اليوم.. وطويت الصفحة وحفظت الاوراق..

ويعتقد العرموطي ان بقاء حركة حماس كان مصلحة اردنية لما لها من ثقل شعبي بالداخل الفلسطيني وحتى مع بعض الدول، وأكبر دليل انهم يديرون المعركة الان مع العدو الصهيوني واليوم السياسيون الاردنيون يصرحون بأن حماس فكرة والفكرة لا تموت
والموقف الاردني الرسمي واضح تجاه ما يجري سواء برفض اي توجه لتهجير الفلسطينيين او فصل الضفة الغربية عن غزة او اعادة احتلال اجزاء من القطاع، والجهود الاردنية بقيادة الملك متقدمة على جميع دول العالم.

وقال العرموطي ان دعم المقاومة ليس جريمة، متمنيا ان يتم اطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية دعم ومساندة المقاومة.

عون الخصاونة أفضل الرؤساء الذين عاصرهم

وعن تقييمه لرؤساء الحكومات الذين عاصرهم قال انهم " لا يفشوا الغل " فالفقر يزداد والديون العامة تزداد ولا يوجد وظائف وفرص عمل للشباب، محذرا الى انه ليس هناك خطة محكمة لتسديد فوائد الديون وأصولها، بالاضافة الى ان الأمور تتجه نحو الأسوأ.

وكان يتمنى ان يعطي اي حكومة الثقة الا انه لم يمنح أيا منها ذلك، مؤكدا ان يقف مع حقوق الوطن والمواطن.

وإعتبرا العرموطي أن رئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونة الأفضل بين رؤساء الوزراء الذين عاصرهم على اعتبار انه شخصية قوية وصاحب قرار وولاية عامة وله خلفية قانونية دولية قوية ابان ترأسه لمحكمة لاهاي، وبرأيه فإن رئيس الوزراء بشر الخصاونة متواضع لكن المرحلة حرجة وحساسة تحتاج الى شخصيات ورموز وطنية ونواب قوين منتخبين من جميع القواعد الشعبية، مشددا على ان الحكومة يجب ان تشكل من جميع الاطياف السياسية، مشيرا الى ان هناك وزراء لا يعرفهم وبعضهم لم ينطق بكلمة تحت القبة.