كيف يستخدم "العلق" في العلاج الطبي؟

الوقائع الاخبارية:يعد العلق نوعا من الحيوانات يتبع جنس العلقة، فصيلة العلقيات، وتوجد في جميع أنحاء العالم عدا القارة القطبية الجنوبية، تفضل المياه العذبة الموحلة، ويوجد منها أنواع بحرية، وأخرى أرضية، كما أن بعض العلقات آكلة للحوم وتبتلع فريستها بالكامل، ولكن معظمها طفيلي

وتطلق العلقات الممتصة للدم (العلق الطبي) مواد كيميائية مخدرة ومضادات تخثر حتى لا يشعر المضيف باللدغة، ويستعمل العلق الطبي منذ القرون الوسطى بغرض التداوي من بعض الأمراض

الوصف المورفولوجي للعلق الطبي

العلق الطبي من الحيوانات ذات الجسم الأملس، لا يحمل الجسم أشواكا، يصل طول النوع البالغ منها إلى 20 أو30سم، ويتركب الجسم من 34 حلقة متداخلة مع بعضها البعض ومجزأة، ويمكن أن تطول وتتقلص، ويختلف لونها، فهناك بعض الأنواع ذات لون بني مخضر وأخرى ذات لون أسود رمادي، وتكون أكثر قتامة من منطقة الظهر، كما يوجد خط أحمر دقيق على منطقة الظهر

وتحتوي العلقة على ممصين أحدهما في مقدمة الجسم والآخر في المؤخرة ويكون أصغر حجمًا، وتقوم بتثبيث نفسها على جسم العائل والضغط عليه من خلال الممص الخلفي، وتستخدم الممص الأمامي للتغذية، حيث، إنه يحتوي على ثلاثة فكوك قرنية مسننة تشبه المناشير والتي تتقابل مع بعضها البعض مكونة مثلثا صغيرا

وتحمل مقدمة الجسم تركيب صغير يسمى (رؤيس)، وهو يضم الممص الأمامي وعين مركبة تحمل عددًا من العيون البسيطة، ومع ذلك، فإن قوة إبصار العلق الطبي ضعيفة، ولكنه يميز بين الضوء والظلام، متجنبًا الضوء ومبتعدًا عنه، ويعتمد على حاسة اللمس والاهتزازات داخل الماء ليشعر بالإنسان أو أي حيوان برمائي بمجرد نزوله إلى الماء، وتساعده على ذلك الخلايا الحسية المنتشرة على سطح الجسم

آلية الحركة عند العلق الطبي

أثناء تواجدها في قاع البحيرات أو الأنهار، فإنها تزحف على الصخور أو على أرض البركة، حيث تثبت جسمها بواسطة الممص الأمامي، ثم بمساعدة انقباض الألياف العضلية وانبساطها تتحرك زاحفة على الأرض، وكذلك أثناء السباحة في الماء فإنها تتحرك بواسطة الانقباضات والانبساطات العضلية

طبيعة تغذية العلق الطبي

يصنف العلق الطبي على أنه من الحيوانات دموية التغذية (Hematophagy)، فبمجرد نزول الإنسان/ الحيوان البرمائي إلى الماء تشعر به العلقة وتقترب من أي جزء في الجسم، وتبدأ بتثبيت الممص الأمامي، ثم إدخال الفكوك الثلاثة المسننة، حيث تحدث الخدوش داخل الجسم، وتقوم بعد ذلك بإفراز اللعاب الذي يحتوي على ثلاثة مركبات كيميائية وهي:

1. مادة Vasodilator

هذه المادة تعمل على توسيع الأوعية الدموية ليسهل تدفق الدم

2. مادة Hirudin

وهي مادة العلقين المانعة للتجلط وكذلك لها صفات مخدرة للجلد

3. إنزيم Hyaluronidase

وهو إنزيم يعمل على زيادة نفاذية الجلد

وبمجرد إفراز هذه المركبات الثلاثة ينطلق تيار من الدم عبر الخدش، وتبدأ العلقة في امتصاصه وشفطه عن طريق جدران البلعوم العضلية، ومنها على تركيب الحوصلة، حيث تخزينه وهضمه، ومنها إلى المعدة ثم الأمعاء ثم المستقيم

تستطيع العلقة الامتناع عن التغذية مدة تصل إلى ستة أشهر، وذلك لأن العلقة تمتص كمية كبيرة من الدم تفوق وزنها 5 مرات، وتقوم بتخزينها في الحوصلة، حيث يتم هضم هذه الكمية ببطء شديد للاستفادة منها خلال فترة الصيام، وذلك لعدم توافر وجبة دم يومية وبصفة دورية

توجد بداخل الحوصلة نوع من البكتيريا، والتي تقوم ب بوظائف عدة، مهمة للعلقة هي:

هضم البروتينات المعقدة الموجودة داخل الدم وتحويلها إلى مركبات بسيطة يسهل امتصاصها والاستفادة منها

تزويد العلقة بفيتامين B12 الذي تفتقر إليه وجبة الدم

منع دخول الأنواع الأخرى من البكتيريا الضارة إلى داخل جسم العلقة

- الحفاظ على الدم داخل الحوصلة لمدة تصل إلى ستة أشهر من دون أن يتلف، وذلك عن طريق إفرازها لبعض الإنزيمات التي تمنع تلف الدم وتحافظ على كفاءته

أساليب الدفاع عن النفس

عند وجود مفترس في الماء، تقوم العلقة بتكوير الجسم وتسقط في القاع، وتظهر لأعدائها كالميت، والبعض الآخر يختبئ بين الصخور، بحيث لا يستطيع المفترس الوصول إليها، وبعضها الآخر يدفن نفسه في طين البحيرة بعيدًا عن الأنظار

الاستخدامات الطبية للعلق الطبي

استخراج مادة العلقين Hirudin من لعاب العلقة وتستخدم أدوية مانعة للتجلط

استخراج مادة Vasodilator من لعاب العلقة وتستخدم في إنتاج أدوية توسيع الأوعية الدموية

صنفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية العلق علاجا في العام 2004، وذلك لوجود مادة الهيرودين في لعابه، ولكن يتم إفرازه بكميات قليلة جدًا، لذا تم تصنيعه باستخدام تقنيات لإعادة التركيب الجيني تشبه الاستنساخ الجزئي (تقنيات المؤتلف)، فقد تم تطوير أجهزة تسمى العلق الميكانيكي، حيث تقوم بتوزيع الهيبارين، وتؤدي وظائف العلق الطبي نفسها، ولكنها ما تزال غير متاحة تجاريًا

يستخدم العلق الطبي حاليًا في بعض البلدان للتداوي من بعض الأمراض المزمنة مثل، إلتهاب المفاصل بديلا للحجامة