أبورمان: المسافة بين عمّان وغزة "صفر" .. وتدحرجات هامة

الوقائع الإخبارية : - قال الوزير الأسبق محمد أبو رمان، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد مرور 100 يوم، بات يشهد تحولات عديدة؛ إذ كان تدحرجًا هامًا في الأيام الأخيرة.

وأوضح أبورمان  أن التطورات على الصعيد السياسي تتمثل بمحاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، معتقدًا لها تداعيات كبيرة هزت "إسرائيل".

ويقول الوزير الأسبق إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح يعاني من حالة انكار ومحاولة عدم إدراك، "أي كيف تحولت الرواية من إسرائيل المظلومة وداعش والنازية إلى رواية حرب إبادة".

وتحدث عن تدحرج الأزمة في "إسرائيل" بصورة كبيرة، ويتضح من خلالها أن الخناق يضيق على نتنياهو، فضلًا عن التحول الهام لموقف الإدارة الأمريكية داخل المعادلة الإسرائيلية، وبمعنى هنالك قناعة بدأت تتولد لدى الإدارة الأمريكية، تتمثل بأن الإبقاء على الحكومة الإسرائيلية بصيغتها الراهنة، ستكون مشكلة كبيرة لدى واشنطن فيما يتعلق بأجواء الانتخابات.

وعن الصعيد الإقليمي للحرب، بين أن تطورات كبيرة حدثت في الآونة الأخيرة، على صعيد الأمن الإقليمي والبحر الأحمر والضربات التي وجهت للحوثيين.

لكن في ذات الوقت لا يعتقد أبورمان أن يكون هنالك تدحرج أكبر في هذه الأزمة، على مستوى حرب إقليمية كبرى؛ وذلك كون الرغبات والإرادات السياسية لدى الإدارة الأمريكية وإيران، لا يران أنها تخدم مصالحهما.

وأكد أن إيران لا تريد الدخول في الحرب، "وجهت لها ضربات ولحزب الله ولقياداتها.. ولم تخدم. يتضح من ذلك، أنه ليس لها مصلحة التورط في حرب مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى استمرار المأساة في الوضع الميداني في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية تتفاقم، منوهًا إلى أن القطاع يشهد أجندات متصارعة حول اليوم التالي في غزة، ما بين اليمين الإسرائيلي الذي يصر على سيناريو التهجير والحصار والاحتلال بشكل غير معلن، وبالإضافة إلى مواقف دولية تحاول التلطيف من هذه الأجندات.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية تبحث عن حلول سياسية يمكن الاستناد إليها في الوصول إلى وقف إطلاق النار، وبالتالي تربط وقف النار بالحلول السياسية في المرحلة القادمة.

وعن موقف البلاد حيال غزة، تطرق إلى أن التداعيات السياسية الاستراتيجية لما يحدث في الحرب على غزة، بدأت منذ 7 أكتوبر، أي أن الأردن بدأ يتأثر منذ ذلك الوقت، موضحًا أنه خلال الحرب كان هنالك تداعيات أيضًا وبعد الحرب كذلك.

ويرى أن الموقف الأردني لديه مفهومين رئيسيين مركزيين، ومن خلالهما يتوجب علينا التفرع وفهم تداعيات هذه الحرب إزاء الموقف الاستراتيجي الأردني.

ووفقًا لأبورمان، فإن "المفهوم الأول، مفهوم الأمن القومي الأردني، وهو مفهوم رئيسي ومركزي في إدراكنا لأبعاد الموقف الأردني في غزة، فنحن لا نتحدث عن حرب نتدخل فيها اما لا، ونحن نتحدث عن حرب ملزمين أن نكون جزءً منها، والتي تؤثر بشكل رئيسي على الأمن القومي الأردني".

ويقول: المسافة ليست فقط بين عمّان والضفة صفر، والمسافة بين عمّان وغزة صفر أيضًا.. وهذا قدر الأردن، حيث أن تاريخيًا وتقليديًا وضعه في هذا الموقع.

ويلفت النظر إلى أن الحرب تؤثر على صعيد أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة إلى الأردن وعلى صعيد ما يحدث من تهجير وحلول سياسية في قطاع غزة.

اما المفهوم الثاني، وهو الدور الإقليمي للأردن، حيث أن العالم بعد بدء طوفان الأقصى ليس هو ذاته والمنطقة كذلك الأمر، والسياسات الإقليمية سوف تتغير بشكل كبير.