المواقف الأردنية الداعمة لفلسطين.. أولوية ثابتة

الوقائع الاخبارية:خرجت المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد تجاه القضية الفلسطينية من الطابع التقليدي لجهة المواقف العملية الملموسة بإجراءات يعيشها الفلسطينيون سياسيا واقتصاديا وصحيا وإنسانيا، لتبقى القضية أولوية أردنية بثوابت متجذرة تاريخيا على مبدأ السلام وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وحل الدولتين، فضلا عن تقديم يد العون على مدار أيام السنة للأهل في فلسطين.

واختلفت الأشهر الأخيرة بتفاصيلها وتحديدا منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حيث بدأت معركة "طوفان الأقصى" التي أعلن الأردن بقيادة جلالة الملك عن موقفه منها منذ يومها الأول، معلنا في حينه أن ما يتعرض له أهلنا في غزة جرائم حرب، لتأخذ العلاقة منحى جديدا أكثر قربا وتضامنا مع الأهل في غزة، فيما لم تتوقف أشكال العون للأهل في الضفة الغربية، حيث بادر الأردن تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك بحزمة من المساعدات الإنسانية والإغاثية حتى يومنا هذا، ورافق ذلك جهود دبلوماسية ضخمة لوقف الحرب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للقطاع.

الموقف الأردني من الحرب على الأهل في غزة هو الأكثر وضوحا وحسما، هكذا يقرأه الغزيون ويرون أنه الأكثر قربا ودعما، ويجدون في المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك الداعم الأساسي لصمودهم وثباتهم، فالأردن الأكثر تلمسا لحاجاتهم وأوجاعهم، والأسرع في توفير كل ما يحتاجون من خلال كافة المعابر، التي كان أحدثها معبر كرم أبو سالم الذي تم فتحه بعد جهود أردنية بقيادة جلالة الملك، لتصبح المساعدات مستمرة دون توقف لهم.

اليوم، والأردنيون يحتفلون بعيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني، يشارك الفلسطينيون والغزيون أفراح الأردن، وحب جلالته، القائد الذي لم تغب عن أولوياته القضية الفلسطينية، والذي أبقى القضية أولوية على كافة المحافل الدولية وفي عواصم صناعة القرار في العالم، القائد الوصي الهاشمي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ليكون يوما مميزا أردنيا وفلسطينيا.

وفي متابعة خاصة لأهمية الدور الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في تقديم يد العون للأهل في غزة، والمواقف الاستثنائية لوقف الحرب ومرور المساعدات، أكد سياسيون أردنيون وفلسطينيون أهمية الدور الأردني حيال الأهل في غزة، والحرب الدبلوماسية التي يخوضها الأردن لإحلال السلام، وإيصال المساعدات للغزيين.

وأكد المتحدثون أن المواقف السياسية والجهود الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تقف بموازاة الإنسانية في دعم الأهل في فلسطين وقطاع غزة، فلم يغمض عينه للحظة عن الهم والحق الفلسطيني مدافعا ومساندا، مؤيدا لحقوق أولها الإنسانية وآخرها سلام عادل وشامل بدولة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

ورأى السياسيون في حديثهم عن المواقف الأردنية من القضية الفلسطينية والحرب التي تدور على الأهل في غزة، وتسلبهم كل حقوقهم الإنسانية بأنه موقف يؤكد دعم الأردن بشكل عملي للأهل في غزة وفلسطين، وأن الأردن يكمل مسيرته في هذا الشأن سواء كان في غزة أو في سائر فلسطين، ولا سيما في القدس بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشددين على أن فلسطين ستبقى أولوية عند جلالة الملك.

الدكتور مهند المبيضين

وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور مهند المبيضين، قال إن الأردن دعم الأشقاء الفلسطينيين منذ بداية الحرب على غزة، إذ خصصت الحكومة بتوجيهات ملكية سامية مبلغ 3 ملايين دينار لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، للقيام بدورها في دعم الأشقاء في قطاع غزة، إضافة إلى تخصيص مجلس الوزراء 45 ألف طن من القمح والحبوب لدعم الأهل في الضفة الغربية، حيث جرى تسيير هذه الشحنة من خلال الشاحنات عبر جسر الملك حسين، إضافة إلى تسيير 133 شاحنة من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وشركائها إلى قطاع غزة، إذ بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الإغاثية والإنسانية التي أرسلتها الهيئة وشركاؤها إلى داخل القطاع نحو 48 ألف مستفيد.

وأضاف المبيضين أن طائرات سلاح الجو الملكي التابعة للقوات المسلحة الأردنية نفذت 10 عمليات إنزال جوي للمستشفيين الميدانيين في قطاع غزة غزة 76 والمستشفى الميداني الخاص 2 بخان يونس، والإنزال الجوي عشية عيد الميلاد، كما بلغ عدد طائرات الإغاثة التي أرسلتها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية مع شركائها سواء من القطاع الخاص والمنظمات الدولية إلى مطار العريش في مصر 38 طائرة من ضمنها طائرات الإنزال الجوي، ليصار لإيصال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح من خلال الأونروا.

وحول المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة والضفة الغربية، قال المبيضين إن المستشفى الميداني الأردني الخاص/ 2 بخان يونس جنوبي غزة أجرى لغاية 7 من الشهر الحالي، 5734 عملية جراحية، وبلغ عدد حالات الإدخال إلى المستشفى 521، بينما بلغ العدد الكلي للمراجعين 33 ألفا و395 مراجعا، لافتا إلى أن العدد الكلي للمراجعين في المستشفى الميداني الأردني / غزة 76 بلغ 6308 مراجعين.

وتابع المبيضين أن المستشفى الميداني الأردني في نابلس أجرى لغاية السابع من الشهر الحالي، 406 عمليات جراحية، و88 حالة إدخال للمستشفى، بينما بلغ العدد الكلي للمراجعين 17 ألفا و568 مراجعا.

وأشار المبيضين إلى أن مركز الحسين للسرطان استقبل 11 مصابا بمرض السرطان من غزة لتلقي العلاج خلال العام الماضي، وسيستقبل المركز نحو 300 مريض بالسرطان من قطاع غزة خلال العام الحالي، لافتا إلى أن عدد مرضى السرطان من فلسطين الذين يتلقون العلاج في المركز بلغ خلال آخر عامين 652 مريضا.

وحول التبرعات النقدية لدعم صمود الأهل في غزة، بين المبيضين أن مجموع تبرعات "تيليثون" الذي نظمته مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لدعم الأشقاء في القطاع بلغ نحو 11 مليونا و200 ألف دينار أردني، إضافة إلى نحو 12 مليونا وأكثر من 500 ألف دينار حصيلة التبرعات النقدية والعينية في نهاية اليوم المفتوح الذي نظمته عدد من الإذاعات الأردنية لذات الغاية.

وأوضح أن حصيلة التبرعات النقدية في نهاية اليوم المفتوح الذي نظمته عدد من الإذاعات المحلية لإنقاذ مرضى السرطان من غزة بلغت نحو 507 آلاف دينار.

الدكتور محمد المومني

الوزير الأسبق العين الأمين العام لحزب الميثاق الوطني الدكتور محمد المومني قال "بالنسبة للموقف الأردني ووصف الحرب وكيفية التعامل معها، أولا نحن لسنا أمام حرب، نحن أمام حروب لما يحدث في غزة، هناك حرب عسكرية بدأت في السابع من تشرين الأول الماضي، الجميع شاهدها ونتابعها يوميا من عمليات عسكرية، وهناك حرب سياسية ودبلوماسية، حرب بالمعنى الحرفي للكلمة، وحرب إعلامية، وحرب إغاثية إنسانية، فنحن نتعامل مع مجموعة حروب وليست حربا واحدة".

وعلى صعيد الحرب العسكرية التي يتابعها الجميع، من خلال محللين عسكريين، أكد المومني أن ما حدث يوصف بأنه صفعة لإسرائيل، وبأنه إخفاق عسكري واستخباري على المستوى الدولي، وهذا دلالته تأكيد على ما يقوله الأردن دائما أنك مهما كنت قويا ولديك ترسانة فأنت أمام هذه الشجاعة والمبادرة التي حصلت تقف عاجزا".

وعلى صعيد الحرب السياسية والدبلوماسية، أكد المومني أن التاريخ سيذكر للأردن وسيسجل له أنه الأشجع والأقدر والأقوى والأكثر تقدما في خطابه السياسي وخطابه الدبلوماسي. وقال "وصلنا إلى كل الخطوط الحمراء، ولا أحد يعتقد أن الموقف الأردني سيكون دون أي تكلفة، فهناك تكلفة تترتب علينا، وهناك من يعارضنا، وهناك من يتساءل لماذا نتحدث بهذه اللهجة، وبالتالي فإن حجم التكلفة الكبير نحن نتحمله بشجاعة، فخطابنا المتقدم والدبلوماسي ترفع له القبعة".

وأشار المومني إلى أن "خطابنا السياسي والدبلوماسي كبير ومتقدم، وفيه كم كبير من الجرأة والشجاعة، وفيه لغة يحترمها العالم ويقدرها حتى لو اختلف معها، ومن يرى نبرة جلالة الملك وهو يلقي هذه الخطابات يدرك كم أن الكلام يخرج من قلبه".

ريم بدران 

النائب الأسبق ريم بدران قالت إن خطابات جلالة الملك واتصالاته ولقاءاته في الدول العربية وفي الاتحاد الأوروبي والعالم كان لها وقع كبير ومهم على المستوى الدولي، وأدت إلى تغيير مواقف بعض الدول الأوروبية.

وأضافت "إذا قرأنا خطاب جلالة الملكة التي كانت رأس الحربة في مخاطبة الجماهير الغربية بلغتهم، نرى أنها بينت وجهة نظر أخرى كان لهم قناعات فيها من خلال الإعلام الغربي، ونحن نعلم اليوم أهمية دور الإعلام في القضايا العامة، وفي هذه القضية بشكل خاص".

وأشارت بدران إلى مشاعر الألم والحسرة والوجع جراء ما يتعرض له الأهل في غزة، ما انعكس من خلال المسيرات القوية والمؤثرة في الشارع الأردني، في حالة انسجام نموذجية رسميا وشعبيا.

وأكدت "موضوع القضية الفلسطينية أصبح الشأن الأول على مستوى العالم، بينما كان دوما أولوية أردنية بقيادة جلالة الملك".

واصل أبو يوسف 

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك من الحرب على غزة مهمة جدا تكمل الجهود الأردنية المهمة لإسناد الفلسطينيين ودعم صمودهم ونضالهم، وتكمل الجهود التي يبذلها الأردن بقيادة جلالة الملك سياسيا ودبلوماسيا، ودعم حق العودة والحق في الدولة الفلسطينية وغير ذلك من مواقف سياسية أساسية في دعم الصمود الفلسطيني.

وبين أبو يوسف أن جهود جلالته متعددة سياسيا وإنسانيا ودبلوماسيا، وبرزت بالكثير من الإجراءات العملية من أهمها المستشفيات الميدانية، في غزة ونابلس، وأن هذه الخطوة من شأنها مساعدة المستشفيات في غزة وفلسطين لاستقبال المرضى والجرحى.

وقال أبو يوسف إن وجود المستشفيات يدعمنا لمواجهة حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وهي خطوة بالاتجاه الصحيح ومبادرة مهمة لتخفيف العبء عن قطاع الصحة في فلسطين.

فيليب جهشان 

ومن داخل كنيسة القديس بيرفيريوس، التي تم قصفها من الاحتلال خلال الحرب على غزة، تحدث الصحفي في تلفزيون فلسطين فيليب جهشان، المقيم ضمن الفلسطينيين الموجودين داخل الكنيسة، ناقلا على لسان من يرافقه في الكنيسة حجم المعاناة والمأساة والكوارث التي يشهدها قطاع غزة، ومؤكدا أهمية المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك في دعم الأهل في غزة، وقال "فخرنا وانتماؤنا لشرف الأمة العربية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين".

وشدد على أن مواقف جلالته هي السند والدعم الأساسي لصمود الفلسطينيين، مشيرا إلى أهمية إجراءات وكلمات جلالته في كافة المحافل العربية والدولية.

كما شدد جهشان على أهمية المستشفى الميداني الأردني في غزة، الذي جاء بتوجيهات من جلالة الملك وما قدمه ويقدمه من خدمات حيوية توفر العلاجات اللازمة للمواطنين في غزة، والجرحى، شاكرا توجيهات جلالة الملك ببقائه وإنشاء ميداني خان يونس.

وأشار جهشان إلى وحدة المصير بين الأردن وفلسطين، وقال "نقدر عاليا جهود جلالة الملك ونعتز ونفتخر بعروبته".

الدكتورة تمارا حداد

ومن مدينة رام الله الفلسطينية، أكدت الكاتبة والباحثة الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد أن الأردن وقف بالفعل صفا واحدا مع الفلسطينيين، وأن كل ما يقدمه من مساعدات يعد جانبا مهما في سياق عدم ترك غزة والضفة الغربية في هذه الأزمة، حيث يتم بشكل مستمر إرسال المساعدات للأهل في غزة، ما يشكل فسحة أمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تحديدا فيما يخص إيصال الدواء والغذاء، وهو أكثر ما يحتاجه الغزيون اليوم.

ولفتت الدكتورة حداد إلى أن هذه المساعدات التي تأتي بتوجيهات من جلالة الملك ضرورية وأساسية جدا للفلسطينيين، مثمنة هذه الجهود وشاكرة الأردن، وعلى رأسه جلالة الملك، الذي يقف الى جانب الفلسطينيين ودائما يرسخ مفهوم العدالة والإنسانية في تعامله مع القضية، والتشبث بحماية الحق الفلسطيني وتحقيق إقامة دولته، لتأتي هذه المساعدات مكملا لهذه الجهود والثوابت التي لم تعرف يوما أي تغييرات وهي جزء لا يتجزأ من المواقف الأردنية في السياقات السياسية والاقتصادية والإنسانية، وأكدت أن تقديم المساعدة أمام هذه المجازر هو أكبر داعم للفلسطينيين وتعزيز للمواقف الأردنية التي لم تتغير، بالتحديد في موضوع التهجير الذي اعتبره خطا أحمر.