الصرايرة: خصخصة الاتصالات كانت خيار دولة ولو عاد الزمن لرفضت خصخصة التعدين

الوقائع الإخبارية :  أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق العين جمال الصرايرة أنه نادم على حجبه للثقة عن رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري خلال عضويته في مجلس النواب، وكذلك امتناعه عن منحها لرئيس الوزراء الأسبق عبدالسلام المجالي.

وكشف الصرايرة عن أسرار وخبايا مسيرته الحياتية والمهنية وصولا إلى عضوية مجلس الأعيان بعد ان بدأ تعليمه في أحد مساجد قرية جنوبي الكرك قبل أن تبنى أول مدرسة ابتدائية فيها بعهد الرئيس الشهيد وصفي التل.

وقال الصرايرة، إنه ينتسب إلى عائلة امتهنت الفلاحة، فكانت الزراعة عملها الرئيسي وترعى بعض الاغنام، ما يجعلها ميسورة الحال، وتعيش في جنوب محافظة الكرك، وبعد بناء مدرسة "الدويخلة" والتي اصبح اسمها الهاشمية لاحقا انتقل من المسجد إليها لدراسة الابتدائي فتدرج حتى الثانوية في مدرسة المزار والتي كانت تبعد 15 كيلومترا عن مسكنه، فيسير يوميا 30 كيلومترا ذهابا وايابا..

الصرايرة كشف سر انتقاله لدراسة الثانوية في محافظة الزرقاء رغم أنه يسكن الكرك، قائلا إنه رفض دراسة تخصص العلمي هو ومجموعة من الطلبة فتم نقلهم تأديبيا لينقل هو غلى الزرقاء بعد أن اوقف عن الدراسة شهرا كاملا، إلا أنه تخرج من الثانوية من اوائل المحافظة، ليتوجه إلى الكويت لدراسة آدب الانجليزي ثم يباشر عمله في شركة ارامكو السعودية..

وأضاف، أنه تمكن من جمع 18 ألف دينار من عمله مدربا في ارامكو، وبناء على ذلك حاول تحقيق رغبته بدراسة "الدراسات الاستراتيجية" في جامعة لندن، لكن اشترط عليه اولا دراسة الدبلوم العالي في القانون والعلاقات الدولية، وهو ما بدأ به في بريطانيا، لكنه تعرض للمرض بعد 12 شهرا من الدراسة فيها ما الزمه المستشفى لمدة شهر وعاد على إثرها إلى مسقط رأسه الكرك..

يزيد الصرايرة، "عدت مجددا للعمل مع ارامكو واسمريت بذلك حتى اخترت مديرا لمكتب لشركة في الأردن، وقبل الانتخابات البرلمانية عام 1989 اجمع العائلة على ترشيحي فشكلنا كتلة وفا، والتي كانت ذات طابع إسلامي إلا أنها لم تكن جزءا من الاخوان المسلمين، فتمكنت من دخول البرلمان، وفي احداث حرب 1990 قررت الاستقالة من ارامكو دون أن يطلب مني أحد ذلك".

وبين الصرايرة أنه تعلم من مجلس الـ 89 الكثير، مشيرا إلى أن معظم من تولى مناصب في الدولة بعد ذلك كانوا اعضاء في مجلس عام 1989، وذلك لانه كان قويا جدا.

وعن توليه الوزارة قال الصرايرة إنه تولى الوزارة 3 مرات خلال نيابته، الأولى في حكومة مظر بدران ثم حكومة الشريف زيد بن شاكر والثالثة في حكومة عبدالكريم الكباريتي، على خلاف ما كان عليه في حكومتي عبدالرؤوف الروابدة وهاني الملقي، مشيرا إلى أن بدران عرض عليه دخول وزارة الثقافة أول مرة في الـ 89 لكنه اعتذر عنها لأنه لم يكن مهيئا لذلك، لكنه كان قد يقبل لو عرضت عليه وزارة اخرى، لكن عين بدران بقيت عليه فعرض عليه وزارة النقل والبريد والاتصالات عام 1991 ليصبح وزيرا لها.

وعن أفضل الرؤساء الخمس الذين عمل معهم الصرايرة قال إن كل منهم كانت له ميزات وخصائص، فالشريف زيد كان يتعامل بصداقة وله نكهة قيادية خاصة ويربي بنظراته وعيونه، وبدران كان يحيط وزرائه بهالة كبيرة، اما الكباريتي فكان ذكي جدا ونشط جدا، والروابدة كان مدرسة سياسية وفكرية وعلمية.. وكذلك كان الملقي ذكي ونظيف وأردني حتى النخاع، أما انا فكنت من مدرسة مضر بدران.

وأكد أنه كان يحب الانتاج دوما، وله دور باستمرار فلا يصمت على شيئ، مشيرا إلى أنه امتنع عن منح الثقة لعبدالسلام المجالي لأن الوضع كان خطرا.

وعن المصري قال إنه اتصل به بعد حجبه الثقة عنه، وقال له أريد ان اتغدى عندك في قريتك بالهاشمية، واصفه بأنه كان رجلا كبيرا.

ويرى الصرايرة أنه رأى نفسه في وزارة الاتصالات بشكل جيد رغم أن بدايته فيها كان يجلس على الأرض ويحيط به المهندسون ويطلب منهم ان يشرحوا له ثم يعيدوا الشرح فيقول لهم "عيدولي انا بطيء التعلم".

* خصخصة الاتصالات كانت خيار دولة ولو عاد الزمن لرفضت خصخصة التعدين

وعن خصخصة شركة الاتصالات الأردنية في عهده، قال إنها كانت خيار دولة وليست خياره الشخصي، موضحا أن بعض المستثمرين تركوا البلد لعدم وجود خدمات اتصالات.

وأوضح أن الاجراء الأول كان خصخصة 40% فقط وبيع 8% للضمان الاجتماعي، لكن الحكومات التي جاءت لاحقا خصخصته بالكامل.

وأكد أن الدولة نجحت في خصخصة الاتصالات، وكذلك في شركة البوتاس، مشيرا إلى أنه كان لا بد من خصخصة الاتصالات في المرحلة الأولى.

وأوضح أنه لو عاد الزمان لرفض خصخصة التعدين "البوتاس والفوسفات"، لكن الخدمات كانت ضرورة.

وعن عمله في البوتاس قال الصرايرة إنه تمكن بالتعاون مع جهات معينة من تخفيف وطأة الربيع العربي في الأردن.

* حكومة الملقي ومظاهرات الرابع

الصرايرة أكد أن ما خذل الحكومة هو مرض رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، مشيرا أنه لو كانت صحته أفضل لاستطاع انهاء المظاهرات الشعبية ولما استقالت الحكومة جراء هذه الاحتجاجات.

وقال الصرايرة، إن الملقي كان يعمل بجد، وكان يعمل بمجلس الوزراء والمغذيات الطبية في يده فيوقع بيد ويتلقى العلاج باخرى، وهو ما ثبت شعور داخلنا بأنه على الرئيس المغادرة من أجل إنقاذ صحته.

وأضاف، أنه لو كانت صحة الرئيس الذي يدير المشهد خلال الثورة الشعبية جيدة لتمكن من علاج هذه الثورة الشعبية.

وأوضح أنه بالتأكيد كان هناك من يقف خلف هذه الثورة، مشيرا إلى وجود مستفيدين، وكان هناك من يعمل ضد الحكومة، رغم أن من جاء بعد حكومة الملقي مرر قانون الضريبة.

* اتفاقية السلام مع الاحتلال الاسرائيلي

الصرايرة يرى أن من وقع السلام مع الأردن من الطرف الاسرائيلي ماتوا، لكن الجيل الحالي الذي يقود المشهد غير مؤمن بالسلام ولا يريده.

وقال إن رابين وحده كان مؤمنا بالسلام مع الأردن، لكنه مات.

وأكد أن الأردن حافظ على اتفاقية السلام مع الاحتلال الاسرائيلي لأن من مصلحته الحفاظ عليها، مشيرا إلى أن الاحتلال يتمنى ومنذ زمن بعد أن ينقض الأردن اتفاقية السلام.

ودعا الصرايرة إلى السماح لشركات القطاع الخاص بادخال الصناعات العسكرية، مشيرا إلى أن الأردن لديه الأدمغة والشباب القادرين على ذلك، وبذات الوقت يجب أن لا يبقى الوضع على ما هو عليه بعد حرب غزة.

* الصوفية

الصرايرة أكد أنه بدأ بالتصوف قبل 50 عاما، مشيرا إلى أنه نهج من أشرف العلوم، يؤثر في المعرفة والسلوك وتربية النفس، لكن ليس على الجميع أن يكون صوفيا، وهي ليست دعوة ولا قرأ في الككتب بل شعور روحاني.

وقال إنه عندما نقل تأديبيا للدراسة في الزرقاء، كان يمر قرب زاوية الشيخ مصطفى الفيلالي في الزرقاء، وهو مغربي الأصل لكنه عاش في الأردن، وكان صاحب طريقة، ويشاهده ويشاهد ضيوفه عند دوامه في الفترة المسائية وكان منهم شخصيات وامراء وضباط وشيوخ، وتردد على الزاوية أكثر من مرة لتنطلق شرارة الصوفية داخله.

وأضاف، أن الطريق هو قراءة الورد في الصباح والمساء، وهو الاستغفار 100 مرة وولا اله الا الله 100 مرة والصلاة على الرسول 100 مرة والحمد والشكر 100 مرة وقراءة سورة الصمد 3 مرات، موضحا أنه ملتزم بالطريقة الشاذلية هذه منذ 50 عاما.

وبين أن الصوفية لا علاقة لها في السياسة والصوفيون لا يتناولوها في جلساتهم او ممارساتهم واجتماعاتهم، ولذلك الحكومات لا تتدخل ولا تضيق على صوفي او صاحب طريقة او من اتباعهم.

وعن الحضرات التي كان يقيمها في منزله، قال ينه يسكن في المزار قرب مقام جعفر، فعندما يأتي زوار من خارج المملكة يسألون عن عين المنطقة ويدلونهم علي، فاستقبلهم وأقيم لهم الحضرة، وهذا شرف لي.

وكشف الصرايرة عن سبب الخلاف مع العين سمير الرفاعي خلال مناقشة قانون الاستثمار، مشيرا إلى أنه خلال مناقشته في اللجنة التي يرأسها الصرايرة، طلب الرفاعي التصويت على القانون مباشرة وهو ما لا يحق له.