عهد سياحي جديد يضع الأردن على الخارطة العالمية

الوقائع الاخبارية:دخل الأردن منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، عهدا سياحيا جديدا وفق رؤية استشرافية وضعت المملكة على خارطة السياحة العالمية، مستندة على إرث حضاري جذوره ممتدة بعمق التاريخ.

وسار الأردن بخطى ثابتة نحو تحقيق طفرة فريدة من نوعها في مجال السياحة والآثار، بفضل التوجيهات الملكية المستمرة للحكومات لتحقيق التنمية والازدهار، فجاءت الخطط واضحة المعالم وشملت مشروعات وبرامج كبيرة أسهمت بذلك.

وبالرغم من الصعوبات والتحديات والأحداث الاستثنائية التي واجهت البلاد خلال السنوات الماضية جراء أزمات إقليمية ودولية، تمكنت المملكة عبر خطط واستراتيجيات ذكية من تجاوز نفق الأزمات وعبورها إلى بر الأمان وحصد نجاحات لافتة وتاريخية من حيث الأرقام التي سجلها الدخل السياحي خلال العام الماضي.

وعلى مدار ربع قرن مضى، سعى جلالته إلى تعزيز مسيرة الإنجاز والتقدم، حيث كانت التنمية السياحية المستدامة أحد الركائز التي حث جلالته الحكومات المتعاقبة عليها بمختلف كتب التكليف السامي، ما يعكس التزام قائد البلاد ببناء مستقبل مشرق ومزدهر للمملكة وتحقيق الحياة الفضلى للمواطنين.

وحظي القطاع السياحي باهتمام ملكي كبير، وركزت توجيهات جلالته على ضرورة توفير الإمكانات والتسهيلات اللازمة للنهوض بصناعة السياحة وجعلها متقدمة ومتميزة وجاذبة، تعكس ما يمتلكه الأردن من مقومات تاريخية وبيئية وثقافية.

وقال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الوزارة وفي ضوء التوجيهات الملكية السامية عملت على مواءمة خططها بما يتوافق وينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي (2023-2033)، والتي تم التركيز فيها على أكثر القطاعات ذات الأولوية الاقتصادية ومنها القطاع السياحي، ضمن محور "الأردن كوجهة عالمية".

https://petra.gov.jo/upload/Files/main_image63a44abeb1f49.jpg

وأكد سعي الوزارة لتحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي خلال الفترة (2023-2033) لتوفير 99 ألف فرصة عمل في قطاع السياحة، وتحفيز الاستثمار في القطاع وزيادة الدخل السياحي.

وبحسب نتائج تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي فيما يتعلق بأولوية الرؤية (الأردن كوجهة عالمية)، بين القيسي، أن قطاع السياحة حقق دخلاً سياحياً يعادل 116 بالمئة من المستهدفات خلال العام الماضي 2023، ووصلت نسبة أعداد الزوار إلى 122 بالمئة من مستهدفات الرؤية، في حين بلغت مساهمة الدخل السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للعام 2023 نحو 15.6 بالمئة، وهي الأعلى منذ 24 عاما.

وأكد أن القطاع السياحي حقق نمواً ملحوظاً في عهد جلالة الملك بحجم فاق المستهدفات الموضوعة سنوياً، حتى وصل في عام 2023 إلى العديد من الإنجازات، منها وصول عدد الزوار الدوليين خلال عام 2023 إلى 6.354 مليون زائر، كما بلغ الدخل السياحي لنفس الفترة نحو 5.254 مليار دينار، في حين وصل عدد الزيارات للمواقع السياحية والأثرية في عام 2023 إلى 6 ملايين زيارة.

وبين القيسي، أن عدد العاملين بالقطاع السياحي بلغ حتى الآن 54856 فردا يعملون بدوام كامل، محققا بذلك ارتفاعا بنسبة 169 بالمئة مقارنة بعام 1999، حيث كان عددهم نحو 20369، لافتاً الى أنه ضمن جهود الوزارة في إدماج المرأة في القطاع السياحي جرى العمل على زيادة عدد الإناث العاملات في القطاع حتى وصل إلى 7197 سيدة.

وقال "في عهد جلالته ارتفعت أعداد المنشآت السياحية حتى وصلت إلى 3324 منشأة سياحية، حيث بلغ عدد الفنادق 638 فندقا في عام 2023 بنسبة ارتفاع بلغت 51 بالمئة مقارنة بعام 1999 الذي بلغ عدد الفنادق فيه 422 فندقا، كما ارتفعت أعداد الغرف الفندقية في مختلف أنحاء المملكة بنسبة 89 بالمئة حتى وصلت في عام 2023 إلى 30505 غرف مقارنة في عام 1999 التي بلغت فيه 16181غرفة".

وتابع "ارتفعت المطاعم السياحية بنسبة 268 بالمئة، حيث وصلت في عام 2023 إلى 1233 مطعما، مقارنة بعام 1999 حيث كان عددها نحو 335 مطعما، أما المكاتب السياحية فارتفعت بنسبة 119 بالمئة لتصل إلى 873 مكتبا سياحيا في عام 2023، في حين كان عددها في عام 1999 نحو 398 مكتبا، كما ارتفعت أعداد الأدلاء السياحيين بنسبة 97 بالمئة ليصل عددهم في عام 2023 إلى 1381 دليلا، في حين كان عددهم في عام 1999 نحو 700 دليل".

ولفت إلى أنه جرى تحديث الإستراتيجية الوطنية للسياحة بالأردن للأعوام 2021-2025، بما يتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي، كما قامت الوزارة خلال عام 2023 بتدريب 950 من الباحثين عن العمل والعاملين بالقطاع السياحي ومزودي الخدمات السياحية.

وفيما يتعلق بمحور الاعتراف العالمي في عهد جلالة الملك، قال القيسي، إنه في عهد جلالته تم تسجيل 4 مواقع من أصل 6 مواقع في المملكة على قائمة التراث العالمي وهي، أم الرصاص في عام 2004، وادي رم في عام 2011، موقع المغطس في عام 2015، والسلط في عام 2021.

https://petra.gov.jo/upload/Files/IMG_1017.jpg

وأضاف "جرى في عهد جلالته أيضاً، إدراج 14 موقعا على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي (UNESCO World Heritage Sites): ، حيث تم في عام 2001 إدراج موقع القسطل، وملاذ أجيوس لوط، وقلعة الشوبك، وقصر بشير، وطبقة فحل، وقصر المشتى، ومدينة حرثا، وأم قيس، وفي عام 2004 تم إدراج مدينة جرش الأثرية، وفي عام 2007 أدرجت محمية ضانا، والأزرق، ومحمية الموجب، وفي عام 2018 أم الجمال، وفي عام 2019 الحرة الأردنية، وفي عام 2023 محمية العقبة البحرية".

وتابع أنه تم أيضا تسجيل 5 عناصر على قائمة التراث العالمي غير المادي "عناصر ثقافية أردنية"، وهي المنسف في عام 2022، والسامر عام 2018، والبدو في البترا ووادي رم عام 2008، وفيما يخص العناصر الثقافية المشتركة مع الدول العربية فقد تم تسجيل الخط العربي في عام 2021، وملف النخلة في عام 2022.

وأشار إلى أنه تم إدراج "البترا" كأعجوبة من عجائب الدنيا السبع عام 2007، واعتماد موقع المغطس كموقع حج مسيحي عالمي، إلى جانب اعتماد 5 مواقع حج مسيحي من قبل الفاتيكان وهي: (المغطس، جبل نيبو، مكاور، كنيسة سيدة الجبل، وتل مار الياس)، كما تم اختيار قرية أم قيس وقرية السلع ضمن أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2023.

وأوضح القيسي، أنه في عام 2023 تم اعتماد الأردن مقصداً إقليمياً للسياحة العلاجية والاستشفائية من قبل منظمة السياحة العالمية، وفي عام 2022 حصلت مادبا على لقب عاصمة السياحة العربية، كما حصلت اربد على لقب عاصمة الثقافة العربية لعام 2022، وفاز الأردن برئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية لمدة عامين.

https://petra.gov.jo/upload/Files/IMG_3894.jpg

وفيما يخص محور العلاقات الدولية، قال "إنه جرى توقيع 26 اتفاقية تعاون و13 مذكرة تفاهم و28 برنامجا تنفيذيا مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز التعاون في المجال السياحي، كما استضافت المملكة الاجتماع الــ49 للجنة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية، الذي أقيم في حزيران الماضي من 2023.

وبين القيسي، أن الأردن ترأس مجلس جامعة الدول العربية للقطاع السياحي والذي انبثق عنه خطة عمل وبرنامج سيتم تنفيذه خلال الفترة القادمة، وتم تنفيذ مشروع (محط الأنظار 2022) مع منظمة السياحة العالمية، إلى جانب المشاركة في قمة الشباب التي تقيمها منظمة السياحة العالمية في إيطاليا سنويا.

وبشأن محور التحول الرقمي في عهد جلالة الملك، أوضح القيسي، أن الوزارة عملت على إطلاق لوحة تحكم المؤشرات السياحية، وتفعيل التذكرة الإلكترونية في المواقع السياحية والأثرية، وإطلاق منصة التذكرة الموحدة (Jordan Pass)، وإطلاق منصة أردننا جنة للسياحة الداخلية، وإطلاق منصة الترخيص الإلكتروني، وبناء نظام الإحصاء السياحي الإلكتروني لربط جميع بيانات القطاع مع الوزارة.

وضمن محور تطوير المنتج السياحي خلال عهد جلالته، قال القيسي "تم استحداث وتطوير 11 مركزا للزوار في جميع أنحاء المملكة، واستحداث مركز سياحة للاستكشاف والتحدي في الشوبك، وتأهيل المواقع السياحية لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن مشروع السياحة الميسرة، وإعادة تأهيل عدد كبير من المواقع السياحية مثل أم الرصاص وأم الجمال ومكاور".

ولفت الى أن الوزارة وضمن محور تطوير المنتج السياحي، أطلقت برنامج "أردننا جنة" لتشجيع السياحة الداخلية، إضافة الى إنشاء مراكز تدريب الحرف اليدوية في عدة محافظات، وتسويق وترويج منتج السياحة الدينية المسيحية في الاسواق العربية والاجنبية.

وفيما يتعلق بمحور التشريعات خلال عهد جلالته، أوضح الوزير، انه جرى تعديل قانون السياحة الصادر عام 1988 وتم تعديله 3 مرات وانبثق عنه 15 نظاما، و4 تعليمات، والعديد من القرارات، إضافة الى تعديل قانون حماية التراث العمراني والحضري لسنة 2005، وتعديل قانون الآثار وتعديلاته لسنة 2005.

من جهته، قال مدير دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي، إن الدائرة عملت على إنشاء العديد من المتاحف وهي: آثار عجلون، ودار السرايا، وأخفض مكان أثري، وقصر الحلابات، وفينان، وأم الجمال، والطفيلة، والأردن، بالإضافة الى صيانة وترميم 21 موقعا أثريا، وترميم 16 كتابا من الكتب النادرة.

وأضاف ان الدائرة قامت بإنشاء وتطوير قواعد البيانات للمواقع الأثرية؛ منها موقع "ميغا جوردان"، الذي يوثق إحداثيات أكثر من 15 ألف موقع أثري، اضافة الى العمل على مشروع حماية التراث الثقافي لتوثيق القطع الأثري في المتاحف الأثرية، وإطلاق نظام الكتروني لمكتبة دائرة الآثار، ومشاركة المملكة ممثلة بالدائرة في إعداد المواثيق الدولية ومنها ميثاق حماية الآثار البيزنطية (ميثاق سالوليكي) عام 2017.

ولفت بلعاوي الى أن الدائرة عملت على تأسيس المركز الإقليمي لحفظ المقتنيات (نويجيس) في عام 2023، وتأسيس المركز الإقليمي للصيانة والترميم في جرش عام 2023، وتأهيل وتطوير المسار السياحي للسفح الجنوبي في موقع جبل القلعة الذي يربط بين المدرج الروماني وموقع جبل القلعة الأثري في عام 2023، ووضع قلعة العقبة على المسار السياحي في محافظة العقبة من خلال الانتهاء من مشروع صيانة وترميم وتطوير قلعة العقبة الأثرية في عام 2023.

وبين أن الدائرة عملت على تأهيل وترميم وصيانة بيت فلاح الحمد التراثي في محافظة البلقاء ليكون أكاديمية متخصصة للتدريب على اعمال الحفاظ والترميم للمباني التراثية في المملكة، وتطوير موقع قرية مكاور الأثرية لتكون منتجا سياحيا وأثريا مميزا في محافظة مادبا، حسب توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، اضافة الى تجهيز متحف متخصص بعرض القطع الاثرية في محافظة الطفيلة في عام 2023، وربط مواقع درب الحج المسيحي ضمن مسار يمتد من جبل نيبو الى المغطس في عام 2023.

وقال بلعاوي "قامت الدائرة بتطوير المتاحف الأثرية في مختلف محافظات المملكة مثل متحف أم قيس الأثري، متحف العقبة، متحف جرش الأثري، متحف الآثار الأردني، متاحف الساحة الهاشمية، وتطوير وسط مادبا "كاتدرائية مادبا، كنيسة النبي إيليا، القصر المحترق، كنيسة الرسل، الأرضيات الفسيفسائية في متحف مادبا" من خلال التعاون مع الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي وجامعة بيروجيا الإيطالية في عام 2023.

وأضاف "عملت الدائرة ايضا على صيانة وترميم وإعادة تأهيل النفق الأثري في قلعة الشوبك للخروج بمنتج سياحي يستهدف الشرائح المهتمة بسياحة المغامرة، والبدء بتنفيذ مشروعات تعاون نوعية مع المركز الأميركي للأبحاث مثل مشروع تأهيل الكنيسة البيزنطية بالعقبة، ومشروع صيانة وترميم موقع بيت راس الأثري، ومشروع صيانة وترميم أبراج الكرك".

وتابع بلعاوي أنه ضمن جهود الدائرة تم اكتشاف الكنيسة البيزنطية داخل حدود مقام الصحابي الجليل (عبد الرحمن بن عوف) في عام 2023، واكتشاف أقدم منشأة أثرية فريدة بالبادية الجنوبية الشرقية مرتبطة بالطقوس الدينية في عام 2023، والعثور على أقدم عينات دم في العالم (الأزرق) وأقدم رغيف خبز 2018، والعثور على أقدم تماثيل بشرية، ومدفن بيت راس، والحمام الروماني.

وقال إنه تم اعتماد استراتيجية الإرث الأثري الأردني (2023-2027) التي تحدد اهداف وأولويات إدارة الإرث الأثري الأردني والتحديات المتوقعة وآلية التعامل مع هذه التحديات لإنجاح تنفيذ الأولويات وتحقيق الأهداف.

من جانبه، قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، إن الهيئة أطلقت الهوية الجديدة الخاصة بالأردن (مملكة الزمن Kingdom of Time)، وعملت جاهدة على وضع الأردن على خريطة السياحة كوجهة عالمية عن طريق الترويج للمنتج السياحي، واستخدام الذكاء الإصطناعي في الترويج للمملكة.

وبين أن الهيئة قامت باستحداث منصات متخصصة بالسياحة العلاجية لعرض المنتج السياحي العلاجي الأردني، وانشاء مواقع الكترونية متخصصة تابعة للهيئة للترويج للسياحة في الأردن بمختلف أنماطها.

ولفت عربيات، الى تحسّن مرتبة الأردن في تصنيف الجمعية الدولية للمؤتمرات ICCA اعتبارًا من عام 2018، حيث بدأت المملكة بتصدر المرتبة الثانية في الشرق الأوسط من حيث عدد المؤتمرات الإقليمية والدولية التي تم عقدها، مؤكداً سعي الهيئة لجعل الأردن وجهة مهمة لاستضافة العديد من المؤتمرات العالمية.

وأشار الى أن الهيئة عقدت شراكات مع العديد من شركات الطيران منخفض التكاليف وعددها 5 شركات لربط الأردن بالعديد من الوجهات والدول من خلال هذه الشراكات، ما أدى الى زيادة إمكانية الوصول الى الأردن من مختلف الدول عبر 25 وجهة من 17 دولة، مبيناً أنه جرى ايضاً استقطاب طيران مباشر لعمان من 37 دولة و69 مدينة و78 مطارا، الى جانب قدوم الطيران العارض الى المملكة من 9 دول.

واوضح عربيات أنه من خلال ترويج وتسويق الهيئة للمنتج السياحي بالمملكة، ارتفع الأردن كوجهة سياحية خلال 10 أعوام عبر موقع البحث العالمي الإلكتروني، كما عملت الهيئة على الترويج لدرب الأردن حتى أصبح واحداً من أهم وجهات سياحة المغامرة في المنطقة.