%45 انخفاض المناولة بالموانئ.. والبضائع تصل متأخرة

الوقائع الاخبارية:فيما تكشف ارقام نقابة ملاحة الأردن عن انخفاض ملموس بحجم المناولة في موانئ العقبة بنسبة 45 % خلال الـ3 أشهر الماضية، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي والذي سبقه، لم تسجل حتى الآن شكاوى حول نقص أو عدم وصول البضائع وانما تأخر وصولها.

ويعزى انخفاض حجم المناولة إلى الأحداث الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة خاصة للبضائع التي تعبر باب المندب باتجاه العقبة إلى جانب وجود عطلة لدى المصانع الصينية التي تنتج أكثر احتياجات المملكة، في وقت تستمر وزارة النقل بتوفير بدائل متعددة للأزمة التي تعيشها منطقة البحر الأحمر من خلال خطوط التغذية والخطوط التي ما تزال تعبر باب المندب.

ووفق تجار بالعقبة، فإنه وحتى الآن لا يوجد اي مشاكل حول عدم وصول البضائع وتلبية احتياجات السوق بمعظم مستلزماته، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك وبعده عيد الفطر السعيد، بيد أنهم قالوا " هناك تأخر بوصول البضائع وارتفاع أسعار الشحن إلى نسب عالية".

ويؤكد مدير نقابة ملاحة الأردن الكابتن محمد الدلابيح أن البحر الأحمر منطقة مهمة للتجارة الدولية، إذ إن

6 %، من هذه التجارة تعبر منطقة باب المندب، أي ان حوالي 21 ألف سفينة، تعبر سنويًا من مضيق باب المندب، بمتوسط يومي يصل إلى 60 سفينة، مشيراً إلى أن الأردن يستورد حوالي 420 ألف حاوية سنويًا إلى ميناء العقبة، حيث تأتي حوالي 260 ألف حاوية، ما يعادل 62 % عبر البحر الأحمر، بينما تأتي 38 % عبر قناة السويس.

وأشار الدلابيح إلى أن معدل المناولة خلال الـ3 أشهر الماضية، انخفض الى ما يعادل 45 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي والذي سبقه، نتيجة الاحداث التي تهدد السفن التجارية التي تعبر منطقة البحر الأحمر، ما دفع العديد من خطوط الملاحة البحرية الى تغيير اتجاه عبورها الى رأس الرجاء الصالح، إلى جانب ارتفاع رسوم التأمين البحرية والتي وصلت الكلفة الإضافية للباخرة الواحدة إلى 3 ملايين دولار خلال رحلتها، نتيجة تغيير مسار الإبحار من البحر الأحمر إلى وجهات أخرى للوصول إلى وجهتها، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحاويات، مؤكداً ان عطلة المصانع الصينية التي تنتهي في 19 شباط (فبراير) الحالي ساهمت ايضا بارتفاع اسعار النقل البحري.

وقال الدلابيح، "بعد انتهاء العطلة الصينية سيكون هناك رأي آخر، إما سترتفع أو تنخفض أسعار الشحن الحاويات مقرونة بالاوضاع كذلك بالبحر الاحمر"، مبينا أن الباخرة من الصين تستغرق 16 يوما ابحارا وتقطع مسافة 7100 ميل بحريا، وعند تغيير مسارها تقدر المسافة التي تقطعها الباخرة ضعف المسافة ما يعادل 14 الف ميل بحري، وبوقت أقلها 30 يوما، لذلك يرتفع سعر الحاوية إلى الضعف تقريبا، منها أجور عبور قناة السويس وكلف الطاقم والنفط.

ويمثل خليج العقبة أهمية إستراتيجية للدول المشاطئة، حيث أُنشأت على سواحله العديد من الموانئ التجارية والسياحية ومرافئ الصيد، وقد أنتجت الموانئ الحديثة التي أقيمت على شواطئه بيئات تجارية وصناعية متقدمة، وأسهمت في تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة وتطويرها.

ويشكل الخليج للأردن أهمية خاصة، إذ هو المنفذ البحري الوحيد، وعبره تنطلق تجارته البحرية إلى العالم التي تصل المملكة بدول آسيا والشرق الأقصى وشرق أفريقيا بأقصر الطرق وأقلها تكلفة، كما يمثل معبرا رئيسيا لاستقبال النفط الوارد لها، كما يُعد خليج العقبة حلقة وصل مهمة بين مصر ودول المشرق العربي، وبرزت أهميته بشكل خاص عقب إنشاء الخط الملاحي بين ميناء نويبع المصري وميناء العقبة.

وبين تجار مستوردون للبضائع أن بضائعهم تصل بالوقت المحدد عبر باب المندب، إلا أن بعض البضائع تأخر وصولها لأسباب العطلة الصينية والتداعيات الجيوسياسية في البحر الاحمر نتيجة تكدس وانتظار البواخر عند باب المندب.

وأوضح التاجر محمد الرفاعي أنه استورد 4 حاويات بضائع من الصين كان من المقرر أن تصل في غضون 20 يوماً، إلا أنها تأخرت 35 يوما، وبارتفاع في أسعار النقل وصل إلى 7 آلاف دولار للحاوية الواحدة وهذا الارتفاع كبير اعادنا الى تحديات جائحة كورونا.

وبين نقيب تجار الألبسة والأقمشة والأحذية، سلطان علان أن نحو 40 %، من حاويات الألبسة المحملة ببضائع عيد الفطر، والقادمة بحراً وصلت إلى الأردن، وذلك بعد أن تأخرت بسبب أزمة البحر الأحمر، مبينا أن عددا من البواخر الناقلة للبضائع جاءت عن طريق موانئ متعددة منها عبر دول الخليج وتحديداً الإمارات من خلال ميناء جبل علي، متوقعا ومن واقع اطلاعه ومتابعته لأمور الشحن أنه وخلال الأيام المقبلة ستصل حاويات وبأعداد كبيرة، مؤكداً أن بضائع عيد الفطر سيبدأ عرضها في الأسواق المحلية بداية شهر آذار (مارس) القادم، وذلك تزامناً مع بدء شهر رمضان المبارك.

وكانت وزيرة النقل وسام التهتموني قد أكدت في تصريح صحفي أن الحكومة وفرت بدائل متعددة للازمة التي تعيشها منطقة البحر الاحمر والاحداث الجوسياسية من خلال خطوط التغذية والخطوط التي ما تزال تعبر باب المندب، مشيرة إلى أن الاحصائيات خلال الاشهر الماضية مطمئنة وتسير وفق ما هو مخطط لها باستمرار.

وبينت التهتموني ان سلاسل النقل والتوريد مستمرة الى موانئ العقبة والمنافذ الحدودية الاخرى بتظافر جميع الجهود بالشراكة مع القطاع الخاص وخطوط الملاحة والمؤسسات والشركات المينائية والبحرية.

في المقابل، يتوقع الخبير الاقتصادي ابراهيم النعيمات أن اسعار البضائع والسلع وحسب المعطيات لن تشهد ارتفاعا خلال الفترة الحالية، نتيجة وصول كافة البواخر إلى ميناء العقبة وعبر المنافذ الأخرى، مؤكدا أن كافة البضائع التي وصلت ارتفعت اسعارها بشكل بسيط ولم يلمس المواطن ذلك الارتفاع، لكن اذا استمر الوضع على ما هو عليه خلال شهر رمضان حتما سترتفع اسعار البضائع بكافة اصنافها نظرا لاستمرار ارتفاع اسعار التأمين والشحن بسبب احداث المنطقة، إلى جانب تغيير بعض خطوط الملاحة مسارها لرأس الرجاء الصالح، ما يزيد اسعار الشحن إلى الضعف وسيتحمله بالتالي المستهلك.

وبين النعيمات أن أي ارتفاع محتمل بأسعار السلع لن يظهر إلا بعد انقضاء شهر رمضان وعيد الفطر وعلى الأغلب سيكون على البضائع التي تأثرت بارتفاع أجور الشحن والتأمين.