العدوان على مجمع ناصر الطبي..أكاذيب إسرائيلية متكررة

الوقائع الإخبارية : ادعى الاحتلال الإسرائيلي، بعد اقتحامه ومحاصر مجمع ناصر الطبي في خانيونس، أن هناك أسرى إسرائيليين في المجمع، ليتراجع لاحقًا عن تصريحاته، وذلك في سيناريو مكرر لما حدث في مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي محاصرته وهجومه على مجمع ناصر الطبي، وذلك بعد اقتحامه أمس الخميس، وتحويله إلى ثكنة عسكرية وقطع الكهرباء عنه، وإرغام الطواقم الطبية والنازحين والمرضى على إخلائه.

واستهدف الاحتلال مجمع ناصر الطبي لأيام، وقصف ساحاته ونشر قناصته الذين أطلقوا النار على النازحين، واستهدف مقر الإسعاف وخيام النازحين، وجرف المقابر الجماعية داخل المجمع.

وكان المراسل العسكري للقناة 12، قد قال أمس نقلًا عن المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن لدى الجيش معلومات موثوقة من عدة مصادر، بما في ذلك الأسرى العائدين، أن حماس تحتفظ بجثث الأسرى الإسرائيليين في مستشفى ناصر الطبي في مدينة خانيونس.

ولاحقًا نقلت القناة 14 العبرية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن هناك معلومات تفيد بوجود أسرى إسرائيليين محتجزين في المجمع، وأثار النبأ الذي نشرته القناة حالة من التوتر والتساؤلات لدى الجمهور الإسرائيلي.

واستخدم الاحتلال هذه الذريعة من أجل اقتحام المستشفى وتحويله إلى ثكنة عسكرية، في سيناريو مكرر لما حدث في مستشفى الشفاء الطبي، بعد ادعاء الاحتلال أنه مقر قادة حماس الرئيسي، ليثبت لاحقًا غير ذلك.

وتراجع الاحتلال عن ادعائه وبدله بأن هناك مقاومين في مجمع ناصر الطبي، وقال مصدر عسكري بجيش الاحتلال إن عناصر من حماس تتحصن داخل المجمع وبعضهم يرتدون زي الطاقم الطبي، وصرح متحدث باسم الجيش للإذاعة العبرية العامة أن العملية تستهدف مسلحين يتحصنون في المستشفى.

ورد رئيس الدائرة السياسية بحماس في الخارج سامي أبو زهري قائلًا: "ما تقوله إسرائيل هو أكاذيب لتبرير جرائمها لتدمير المستشفيات، وقتل المدنيين وكل ادعاءات إسرائيل السابقة بخصوص المستشفيات ثبت بطلانها".

وذكرت حماس، في بيان أمس الخميس، أن استهداف المجمع هو استمرارٌ لحرب الإبادة واستهداف المستشفيات وتدمير البُنَى المدنية في قطاع غزة، وإمعانٌ من الاحتلال في تحدّي القوانين الدولية التي تجعل من المستشفيات أماكن محمية.

ثكنة عسكرية
قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال حوّل المجمع ناصر إلى ثكنة عسكرية بعد مداهمته، واستهدف مقر الإسعاف وخيام النازحين، وجرف المقابر الجماعية داخل المجمع.

وأجبر من تبقى من النازحين وعائلات الطواقم الطبية على النزوح القسري من المجمع تحت القصف والتهديد، وأكدت أن الاحتلال طلب نقل كل المرضى، بمن فيهم مرضى العناية المركزة والحضانة، إلى مبنى ناصر القديم، ومنهم 6 مرضى تحت التنفس الاصطناعي.

كما أدى القصف الإسرائيلي إلى أضرار في أنابيب ضخ الأكسجين داخل المستشفى؛ واستشهد نتيجة لذلك 4 مرضى في العناية المركزة نتيجة توقف الأكسجين وتهديد حياة آخرين.

فيما صرح أطباء بلا حدود أن الاحتلال أجبر الطاقم الطبي التابع لهم على الفرار من مستشفى ناصر في خانيونس تاركًا المرضى خلفه.

وأكد مراسل التلفزيون العربي أن طواقم طبية ومرضى ومصابون محاصرون داخل مجمع ناصر الطبي في غزة، ولم يتم حتى لحظة كتابة هذا التقرير إدخال أي شيء للمستشفى لا ماء ولا طعام ولا كهرباء.

سيناريو مكرر
هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال ذرائعًا من أجل استهداف مستشفيات غزة، إذ منذ بداية العدوان على قطاع غزة، والمتحدث باسم جيش الاحتلال، قد حرض على مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الذي أدى إلى اقتحامه وتدميره واستهداف الطواقم الطبية والمرضى ومن فيه.

وفي "تقرير" لها، نشرت مراسلة الشؤون الفلسطينية، في القناة 12 الإسرائيلية، مزاعم جيش الاحتلال، بتواجد عناصر المقاومة، في مستشفى الشفاء، زاعمةً أن "البنية التحتية المركزية لحماس" تتواجد في المستشفى.

وادعى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق مئير بن شبات، في مقال له: "بقدر ما تكون المستشفيات في غزة بمثابة مقر قيادة، وتوفر المأوى لنشطاء حماس وقناة إمداد منتظمة لهم، فمن الأفضل العمل ضدهم مبكرًا.. وبما أنه سيتعين علينا التعامل معهم في كل الأحوال، فمن الأفضل أن يتم ذلك مبكرًا وتجنب الأضرار المحتملة بسبب التأجيل".

وأدت هذه الادعاءات إلى اقتحام مستشفى الشفاء لاحقًا وتدميره، ونشر جيش الاحتلال فيديو يوثق "عثوره على نفق تحت المستشفى"، ولكن لم يكن بالحجم الذي وعد، وبناء على تصريحات الاحتلال مؤخرًا حول مجمع ناصر الطبي، فإن المجمع يواجه ذات السيناريو.