استأجر ساحراً.. سياسي ديمقراطي يعترف بدوره في المكالمة المزيفة بصوت بايدن

الوقائع الاخبارية:اعترف ستيف كرامر، المستشار السياسي المخضرم الذي يعمل لصالح المرشح الديمقراطي دين فيليبس، أمس الأحد، بأنه كان وراء المكالمة التي انتحلت شخصية الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، لحث الناخبين في نيوهامبشاير على عدم المشاركة في الانتخابات التمهيدية بالولاية في 23 كانون الثاني الماضي.

وبحسب ما نقلته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، قال ستيف كرامر في بيان نشرته شبكة "إن بي سي نيوز" للمرة الأولى: "في مساء الأحد 20 يناير، قبل يومين من الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير، أرسلت مكالمة آلية إلى 5 آلاف من المرجح أن يصوتوا للديمقراطيين، باستخدام تقنية سهلة الاستخدام عبر الإنترنت، تم إنشاء نسخة آلية من صوت الرئيس جو بايدن".

الذكاء الاصطناعي

وأضاف أن "المكالمات تم إنشاؤها باستخدام أداة ذكاء اصطناعي في "أقل من نصف ساعة”، وتم توزيعها، لافتاً إلى أن الشركة "لم يكن لديها أي علم بمحتوى هذه المكالمة قبل التسليم".

وأوضح في بيانه أنه "من الضروري منع الأشخاص مثله من فعل ما فعله"، مضيفاً "باستثمار قدره 500 دولار فقط، يمكن لأي شخص تكرار مكالمتي. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية عبر جميع الهيئات والمنصات التنظيمية".

ولم يقل كرامر إنه تلقى توجيهات لإجراء المكالمة من قبل موكله في ذلك الوقت، وهي حملة المنافس الأساسي لبايدن، النائب دين فيليبس، الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا. وكان فيليبس قد دفع لكرامر أكثر من 250 ألف دولار في الوقت الذي انطلقت فيه المكالمة الآلية في يناير، وفقاً لتقارير تمويل حملته الانتخابية.

وقد أدان فيليبس وحملته المكالمة الآلية، قائلين "إنهم ليس لديهم علم بتورط كرامر وكانوا سينهيونه على الفور إذا علموا بذلك".

وقالت السكرتيرة الصحافية لفيليبس كاتي دولان رداً على بيان كرامر أمس: "حملتنا تكرر إدانتها لهذه الدعوات وأي جهود لقمع التصويت”.

وقام فريق فيليبس بتعيين كرامر في كانون الأول وكانون الثاني للقيام بأعمال الوصول إلى بطاقات الاقتراع في نيويورك وبنسلفانيا، والتي تتضمن جمع آلاف التوقيعات من الناخبين حتى يتمكن المرشح من التأهل للاقتراع.

ساحر الشوارع

الجمعة الماضي، ظهر ارتباط كرامر للمرة الأولى بالمكالمة الأزمة، بعد أن قال بول كاربنتر، وهو ساحر شوارع في "نيو أورليانز"، إن كرامر استأجره لاستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملف صوتي يكرر صوت بايدن، وهو يقرأ النص الذي أعده كرامر وقدمه.

وحصل الساحر المغمور على 150 دولاراً مقابل عمله هذا.

وقال كاربنتر إنه "التقى بكرامر من خلال أحد معارفه العام الماضي، وكان لديه انطباع بأن كرامر كان يعمل في حملة بايدن، عندما طلب منه إنشاء الملف الصوتي".

وأضاف في حديث لشبكة "سي إن إن":"أنا ساحر ومنوم مغناطيسي. أنا لست في المجال السياسي، لقد تورطت في هذا الشيء".

لغز

واعتبرت المكالمة الآلية -وهي أول استخدام للذكاء الاصطناعي لتقليد رئيس أمريكي في محاولة للتلاعب بالأصوات- لغزاً محل نقاش كبير بين الدوائر السياسية بالولايات المتحدة، منذ إرسالها إلى أكثر من 20 ألف شخص في أواخر كانون الثاني الماضي.

واحتوت المكالمة على صوت يبدو وكأنه صوت بايدن، يحث الجمهور على عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وبدلًا من ذلك "احتفظ بصوتك" لانتخابات نوفمبر.

وفي أعقاب المكالمات المزيفة، أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية أنها تسعى إلى جعل المكالمات الآلية التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي غير قانونية، واقترح الديمقراطيون في مجلس النواب مشروع قانون من شأنه مضاعفة الغرامات المحتملة لانتهاكات قواعد المكالمات الآلية الأمريكية التي تنطوي على استخدام الذكاء الاصطناعي لانتحال شخصيات الأشخاص.

كما أعلن المدعي العام في نيو هامبشاير، أنه فتح تحقيقاً جنائياً في المكالمة وربطها بشركتي اتصالات مقرهما تكساس.

وقالت مديرة حملة بايدن جولي تشافيز رودريغيز إن الحملة تبحث في اتّخاذ إجراءات إضافية ضد الاتصال الهاتفي الآلي المزيّف، مشددةً على ضرورة عدم السماح بـ"التضليل لقمع ناخبين وبالتقويض المتعمّد لانتخابات حرة ونزيهة".