مختصون يحذرون من الإفراط بتناول الفيتامينات

الوقائع الاخبارية:  كشفت دراسة طبية حديثة أن تناول كميات زائدة من «النياسين» «فيتامين ب»، يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 ويعتقد الكثير من الخبراء ان أهمية الدراسة تأتي لكشفها عن سبب غير معروف سابقا لأمراض القلب والأوعية الدموية، مبينين انها لم تكن الأولى ولا الأخيرة ولكنها تدق ناقوس الخطر وتسلط الضوء على الإفراط في تناوله. 

وبالعودة إلى قبل ثلاث سنوات شهد العالم إقبالا كبيرا على هذه المنتجات بالتزامن مع جائحة كورونا واجتياحها العالم بعد أن تم التركيز من خلالها ومن اجل الحماية بتناول الفيتامينات ليرتفع الطلب على هذه المستحضرات أكثر بكثير مقارنة بالسنوات التي سبقت الجائحة.

 وباتت الفيتامينات في عقلية الكثيرين في العالم والأردن بالطبع، حيث تشير كافة البيانات الصحية إلى ارتفاع كبير على طلب المكملات مما دفع إلى انشاء 4 مصانع جديدة خلال السنوات الثلاث الماضية.

 وأكد العديد من الصيادلة أن مستوى الإقبال على الفيتامينات أو المكملات بدأ منذ بدء جائحة كورونا، مؤكدين ان هناك فيتامينات لا تخزن بالجسم وتطرح مع البول، ولكن هناك خطورة في الفيتامينات التي يمكن ان تخزن في الجسم والتي من الممكن ان لم يتم وصفها عن طريق طبيب ان تسبب اضرارا على الجسم. 

وقالوا ان ما نشاهده على ارض الواقع هو الاقبال على الفيتامينات اضافة الى ان طريقة الحصول عليها بات سهلا بوجود مواقع متخصصة لبيع المكملات يتم شراؤها عبر تطبيقات مختلفة متناسين أنها في الواقع مستحضرات يجب التعامل معها بحذر رغم معاملتها كغذاء وليس دواء. 

هذه الدراسة دفعت إلى التساؤل هل المكملات الغذائية والمعادن يمكن أن تسبب الضرر طبيا وتترك أثرا على الصحة العامة ليؤكد مختصون بان الإجابة نعم اذا ما أخذت بطريقة عشوائية دون استشارة طبية.

 مستشار علم الامراض في جامعة جون هوبكينز الدكتور،مراد المر قال أن هناك آثارا خطرة اذا ماتم تناول الفيتامينات بشكل مفرط، مبينا أن هناك العديد من الفيتامينات يمكن أن تؤخذ من الطعام ذاته فمثلا فيتامين «ب» يمكن أن نحصل عليه من اللحوم والحبوب والالبان. 

وقال هناك فيتامينات قابلة للذوبان في الماء، وفيتامينات ذائبة في الدهون وكلاهما يشكل الضرر اذا تم الإفراط فيها.

 وبين المر ان مجموعة فيتامينات « A, D,E,K» الزائد منها والمقدر بـ «90 %» تخزن في الكبد والمتبقي في الأنسجة الدهنية ولا تطرح خارج الجسم وبالتالي الإفراط بتناولها يسبب السمية، لذلك ننصح دائما باخذها عن طريق الغذاء لأنه لا يتم تصنيعها في الجسم.

 اما المجموعة الثانية من الفيتامينات فتطرح الكمية الزائدة منها في البول لذلك لا تعتبر سامة وهي مجموعة فيتامين B12 وB6 وفيتامين B3 أو النياسين موضوع الدراسة ذائب الا ان الدراسات تشير إلى وجود مخاطر في الإفراط بتناوله. 

من جهته قال اختصاصي أمراض المناعة الدكتور جورج الاسمر انه في كل الأحوال يجب ان لا نعتمد على الفيتامينات او المكملات ولابد من محاولة الاستفادة منها عن طريق الطعام. 

واشار الى ان استعمال هذه المكملات دون إشراف طبي له عواقب غير محمودة وخاصة ضمن دراسات تناولت أيضا فيتامين «أ» والحديد وفيتامين «د «. 

وبين أن تناول الفيتامينات بشكل مفرط يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي لاسيما بالافراط بتناول الحديد والزنك.

 كما يمكن أن يسبب الإفراط في فيتامين B6 أعراضًا عصبية مثل التنميل والوخز وغيرها الكثير وقال الاسمر ان الإفراط بتناول فيتامين C أو D يمكن أن يزيد من خطر حصوات الكلى أو يمكن أن تتراكم الرواسب المعدنية المؤلمة في الكلى بسبب تراكم الكالسيوم أو المعادن الأخرى وهناك مخاطر أيضا تتمثل في التفاعل مع الأدوية لذلك ينصح دائما باستشارة الطبيب إضافة إلى وجود مخاطر أخرى مثل خطر النزيف وتفاعلات ضارة مع عناصر غذائية وتلف الأعصاب.