السرحان : الأردن يمتلك بنية تحتية للاتصالات على درجة عالية من التطور
الوقائع الإخبارية : يمتلك الأردن بنية تحتية للاتصالات على درجة عالية من التطور، دفعته ليكون من الدول الأكثر تنافسية بمنطقة الشرق الأوسط، بفعل التحديث المستمر وتوسيع نطاق الشبكات.
ومنذ ربع قرن تم إدراك أن تشجيع الاستثمار بالقطاعات الرئيسة في الاقتصاد الوطني تتضمن سن التشريعات المتوافقة مع الانفتاح الاقتصادي وتحرير القطاعات الرئيسة من خلال منح القطاع الخاص أدوارا في إدارة القطاعات من خلال ترسيخ مبدأ المنافسة العادلة.
وسارت طموحات الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لجعل المملكة مركزا إقليميا للاستثمار بقطاع الاتصالات، بخطوات متسارعة، حيث تم منح أول رخصة بمجال الهواتف المتنقلة عام 1999، تبعها عام 2010 بإدخال خدمات الجيل الثالث، ثم الرابع 2015، بينما تم البدء بإدخال خدمات الجيل الخامس العام الماضي 2023، متقدما على الكثير من دول المنطقة.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات المهندس بسام السرحان، إن الأردن شهد خلال السنوات الماضية تطورا ملحوظا لجهة تحرير سوق قطاع الاتصالات الثابتة والتوسع بالمتنقلة والخدمات الثابتة، تخطت نتائجها توفير خدمات جديدة فقط، إلى انخفاض الأسعار وتنوع الخيارات بما يتناسب مع قدرات المستفيدين الشرائية.
وأكد، أن القطاع شهد العديد من الإنجازات منذ عام 1999 وحتى اليوم، طالت التشريعات القطاعية ذات العلاقة حيث تم تعديل قانون الاتصالات عام 2002 الذي تم بموجبه تغيير اسم وزارة البريد والاتصالات لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتأكيد استقلالية الهيئة.
وأوضح أن الأردن عمل على التحرير الكامل لسوق الاتصالات المتنقلة عام 2004 وإصدار "برنامج الترخيص الإضافي تطبيقا لوثيقة السياسة العامة للحكومة في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع البريد"، كما تم تحرير قطاع الاتصالات الثابتة عام 2005.
وأضاف، أنه تم خلال الأعوام 2009-2012 توفير خدمات الجيل الثالث، إضافة إلى توفر الخدمات المعتمدة على تقنية الصوت عبر بروتوكول الإنترنت، والفيديو عبر الهاتف، والفيديو المباشر وخدمات التتبع وتحديد الموقع الجغرافـي والتلفزيون المعتمـد على الكابل وتقنيات "واي فاي" وغيرها من الخدمات، بينما بدأت الشركات المرخصة بتقديم خدمات الجيل الرابع من الاتصالات المتنقلة عام 2015 لمواكبة التطور السريع في عالم الاتصالات.
ولفت إلى أن مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي، أكدت ضرورة إطلاق خدمات الجيل الخامس في المملكة وفق خطة زمنية محددة، حيث عملت الهيئة على تنفيذ القدر الأكبر من ذلك عام 2022، وقبل الفترة الزمنية الأولى المحددة خلال 3 سنوات لتنفيذ مخرجات الرؤية.
وبين السرحان أنه تم البدء بإجراء التحضيرات التنظيمية لإدخال خدمات الجيل الخامس إلى السوق المحلية من خلال إجراء مفاوضات ومباحثات مكثفة مع الشركات ذات العلاقة أسفرت عن توقيع اتفاقيات تسوية مع شركات الهواتف المتنقلة تمهد لإدخال خدمات الجيل الخامس ومنح الشركات حزم تحفيزية مقابل تنفيذها للالتزامات التي حددتها الهيئة.
وقال إن الهيئة أطلقت العديد من النشاطات المتخصصة بالتزامن مع تحضيرات الشركات المعنية الهادفة إلى زيادة التوعية والترويج لأهمية إدخال خدمات الجيل الخامس إلى المملكة، حيث بدأت الشركات خلال العام الماضي وقبل انتهاء المهلة المحددة لها بإطلاق خدمات الجيل الخامس بشكل تجاري وفي مناطق محددة من المملكة، وصولاً إلى تغطية مناطق أوسع وفق الخطط المقررة.
وتابع، أنه عام 1999 تم منح شركة البتراء الأردنية للاتصالات المتنقلة (موبايلكم) رخصة لتقديم خدمة الهواتف المتنقلة في المملكة، وتم منح شركة أمنية للهواتف المتنقلة رخصة لتقديم خدمات الاتصالات المتنقلة عام 2004، ومنح أول رخصة اتصالات فردية عامة للشركة البحرينية الأردنية للتقنية والاتصالات (بتلكو – الأردن) لتقديم خدمات الاتصالات الثابتة عام 2005.
وفي عام 2006 تم إقرار وثائق عطاء "رخص استخدام ترددات الطيف الراديوي في مجال خدمات النفاذ اللاسلكي الثابت بالحزم العريضة" تمهيدا لمنح رخص لتقديم هذا النوع من الخدمات، فيما تم توقيع أول رخصة فئوية لتقديم خدمات الإنترنت الساتلية (الأقمار الاصطناعية) في الأردن بمنح ستارلينك رخصة تقديم خدمات الإنترنت الفضائي عام 2023.
واشار إلى أن الهيئة أسهمت في تأسيس شبكة الهيئات العربية لتنظيم قطاع الاتصالات واستلمت رئاسة الشبكة في دورتها الأولى، بينما تم خلال الأعوام 2004-2019 توقيع العديد من مذكرات التفاهم مع نظيراتها من الهيئات والأجهزة التنظيمية العربية والعالمية والتي كان لها الأثر الكبير في بيان دور الأردن في مجال قطاع الاتصالات.
وقال السرحان، إنه في عام 2020 تم منح ترددات اضافية لشركات الاتصالات المتنقلة خلال جائحة كورونا لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات، وأسهمت عام 2022 بإنجاح برنامج المسرعات الحكومية( الدفعة الثالثة).
واضاف، انه تم انجاز الربط بين الهيئة ووزارة الإدارة المحلية بهدف إتاحة البيانات المتعلقة بالإحداثيات الجغرافية والرقم المعرف للشركة مقدمه خدمات الاتصالات المعنية، والربط الالكتروني بين الهيئة واي فواتيركم لتحويل إجراءات قبض إيرادات الهيئة الكترونيا، بالإضافة للتعاون مع البنك المركزي في تفعيل منظومة التوثيق الالكتروني الخاصة بالمعاملات المالية.
وفيما يخص ضمان تقديم خدمات الاتصالات بجودة عالية، اشار السرحان إلى أنه تم بدء العمل بالمركز المتخصص لمراقبة جودة خدمات الاتصالات ومحطات البث الإذاعي العاملة وفق التشكيل الترددي ( اف. ام ) عام 2017 والمصمم وفقاً لأحدث التقنيات والمعايير العالمية المستخدمة، ما أتاح إجراء القياسات والفحوصات الفنية المختلفة.
وفي عام 2018 تم إنشاء قاعدة بيانات مركزية حول انتشار شبكات الألياف الضوئية في مختلف مناطق المملكة لدعم وتطوير البنية التحتية ومواكبة التوجه العالمي نحو شبكات الجيل القادم لخدمات الإنترنت عريض النطاق عبر شبكة الألياف الضوئية.
وأكد أنه تم اعتماد الأردن كمركز تدريبي دولي في مجال جودة خدمات الاتصالات من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات عام 2019، واعتماد التوصية المقدمة من الهيئة المتعلقة بحملات قياس وأنظمة المراقبة ومنهجيات أخذ العينات لغايات رصد جودة خدمات شبكات الهواتف المتنقلة من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات.
ولفت الى أنه عام 2020 تم إقرار تعليمات انترنت الأشياء، وتم الإعلان عام 2022 عن نجاح التجربة التي أجرتها شركة سبيس اكس في إطلاق خدمات الانترنت الساتلية عن طريق الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة وتسجيل أرقام وسرعات عالية في معدل سرعات تنزيل البيانات تمهيداً لترخيص هذا النوع من الخدمات.
وقال السرحان، إن الهيئة أصدرت عام 2005 أول رخصة لمشغل بريد خاص فئة محلي وفئة دولي، كما تم إصدار تعليمات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الخاصة بالجهات التي تقدم الخدمات البريدية عام 2012، وتم ترخيص أول شركة بريد (فئة محلي) تقدم خدمة التوصيل من خلال التطبيقات الذكية عام 2019.