لماذا الأردن؟.. تحريض صريح ودعوات لشيطنة الشارع الأردني

الوقائع الإخبارية - خاص - شهدنا في الأيام الماضية تحريض صريح من جهات خارجية ودعوات إلى شيطنة الشارع الأردني، ترمي لها حركة حماس، خاصة بعد دعوات متتالية من شخوص مغرضة لتجييش الشارع كان آخرها تسجيل لرئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل ودعوته إلى نزول الملايين للشارع الأردني بشكل دائم، وتدعيمه بعد ذلك بإعادة الجناح العسكري لحركة حماس مقطعا صوتيا لقائد الكتائب محمد الضيف يدعو فيه الشعوب المسلمة إلى الزحف إلى فلسطين.

كل الدعوات التي انطلقت جاءت بطريقة تطالب بقطع الحدود ضاربين بعرض الحائط القيود والأنظمة والقوانين وأمن البلد في سبيل الدفاع عن أهلنا في فلسطين وقطاع غزة، وقارئ المشهد يستطيع معرفة أن ذلك التجييش له أغراض رامية للعبث خراباً في المدن والمباني والشوارع وإحلال الفوضى، فكم يعزّ علينا أن يكون حال الأردن بهذا الحال، وقاتل الله من أراد خلط السم بين شعبنا والعبث بعقولهم وعواطفهم ليتطاولوا على رجال الأمن بأسوأ الشتائم، وينسون أنهم العين الساهرة على تحييد كل الشر عن بلدنا  الآمن وأنهم أبناءنا واخوتنا وأولاد عشائرنا الذين يخافون على عرضنا وأرواحنا وأبناءنا.

كلنا نتألم على أهلنا في قطاع غزة وعلى المشاهد التي نراها التي تحرمنا الهناء وتترك في قلوبنا ألف غصة، لكن يعز علينا أن نرى أن الدعم لهم يكون تعبيره برمي الحجارة على الأمن والتطاول عليهم وسبّهم وشتمهم بأسواء الشتائم في أهلهم وعرضهم، فضلا عن ترك الشوارع بعد المسيرات مملوءة بالحجارة والنفايات لنؤذي بها عمال الوطن ليتضاعف لهم العمل المضني في صيامهم، ويعز علينا أن نرى المسيرات تهتف بما لا يليق بحق الأردن وجيشه، وترديد العبارات التي لا يفهم من يرددها معانيها المسيئة وضرب سمعة وطننا العزيز بأسوأ التعابير التي لا تمت بالواقع بأي رابط المنطلقة من قنّاصي الفتن والصائدين في الماء العكرة والذين لا يهمهم لا غزّة ولا عمّان، وهم لا يعلمون أنهم بذلك يخدمون إسرائيل ويحققون لها أهدافهم في تفشي الفوضى بين صفوف الأردنيين،  فالكل يشهد إقدام الأردن قبل الجميع في تقديم يد العون لأهلنا في القطاع، فقدمنا أبناءنا بكادر طبي كامل في المستشفيات المدنية، والمساعدات العينية والانزالات الجوية اليومية وحث دول العالم للمشاركة في الانزالات وقلب بوصلة العالم والرأي العام سياسيا ضد الاحتلال.

هذا الوطن وثراه عزيزاً علينا جميعاً ولا يحق لأي أحد أن ينزع السلام من بين أبنائه وخلق الفتنة والزعزعة في صفوفنا، وتبت يدَ أي شخص يحاول المساس بأرضه وبجيشه وبقيادته وأمنه وهذا ما يحاولون العبث فيه منذ زمن، لأن هذا الأردن بقي الجنة التي حدودها تشتعل جحيماً من الحروب والفتنة والفوضى، ولم ينالوا منه، فقد حاولوا بنشر المخدرات بين شبابه وحاولوا التجييش بين أبنائه كل ما لاحت لهم الفرص ولم ينالوا مرادهم ولن ينالوه، ليبقوا بغيظهم قهراً لوقفتنا على قلب قائد ووطن وجيش واحد.