هل باتت روسيا و«الناتو» على شفا المواجهة؟

الوقائع الاخبارية: تجري موسكو وواشنطن اتصالات بشأن عدم نشر أسلحة نووية في الفضاء، لكن الروس يهددون بـ«رد مزدوج» إذا نشرت أمريكا صواريخ متوسطة المدى في آسيا والمحيط الهادئ، في حين تتعامل دول أوروبية وكأن المواجهة بين روسيا و«الناتو» باتت حتمية.

في موسكو، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء، أمس، عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن موسكو وواشنطن تجريان اتصالات بشأن عدم نشر أسلحة نووية في الفضاء.

لكنه قال محذراً إن روسيا ستقوم بـ«رد مزدوج» على خطط أمريكا لنشر صواريخ متوسطة المدى في آسيا والمحيط الهادئ. وأضاف: «تمت مناقشة الموضوع خلال زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى بكين، ويمكننا بل ويجب علينا أن نرد على الردع المزدوج بإجراء مضاد مزدوج».

وقال إن أحد عناصر هذا الرد المضاد سيكون مراجعة نهج موسكو تجاه الوقف الأحادي لنشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، الذي أعلنته عام 2018.

الاستعداد للصراع

في هذه الأجواء، دعا الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب، الذي انضمت بلاده إلى حلف الناتو قبل أيام، الحلف إلى الاستعداد لـ«صراع محتمل مع روسيا»، لكنه يرى أن ذلك غير مرجح.

ونقلت «سبوتنيك» عن ستاب دعوته زعماء دول «الناتو» الأخرى إلى إعداد جيوشهم للصراع المحتمل بدلاً من الظهور بالمظهر «العدائي» في خطابهم ضد روسيا.

وقال الرئيس الفنلندي، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية: «أنا قلق بعض الشيء بشأن هذا الحديث العدائي إلى حد ما بأن روسيا ستختبر المادة الخامسة (من ميثاق الدفاع الجماعي لحلف الناتو)، وأن أوروبا ستكون التالية. أعتقد أننا يجب أن نستعد لذلك، لكنني أعتقد أن هذا غير محتمل». وقال أيضاً إنه ليس قلقاً «بشأن خطط روسيا لزيادة وجودها على طول الحدود الفنلندية»، مؤكداً أنهم «مستعدون لهذا».

ورحب الأمين العام لـ«الناتو»، ينس ستولتنبرغ، باقتراح فنلندا استضافة مقر القوات البرية للحلف في شمال أوروبا على أراضيها قرب الحدود الروسية، لكنه أشار إلى أنه لم يتم اتخاذ القرار بعد، وقد يأتي في غضون «الأسابيع أو الأشهر» المقبلة.

ملاجئ

وفي ستوكهولم، أعلنت الحكومة السويدية، أمس، أنها ستنفق 385 مليون كرونة إضافية (33 مليون يورو) لتعزيز الملاجئ وخدمات الطوارئ والدفاع المدني، بعد أن حذرت من أنه يجب على البلاد الاستعداد للحرب.

وقال وزير الدفاع المدني، كارل أوسكار بولين، في مؤتمر صحافي، إن السويد التي انضمت إلى الناتو في أوائل مارس الماضي، تستثمر في تحسين القدرات التشغيلية لخدمات الطوارئ في حال نشوب صراع، وتعزيز أمنها السيبراني واستكمال مخزون الأدوية. وأضاف أن الأموال ستخصص أيضاً لتحديث الملاجئ ضد الضربات النووية.

في فرنسا، ذكرت صحيفة فرنسية أن الصراع في أوكرانيا، وعلى وجه الخصوص تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن إرسال قوات إلى هذا البلد، أدى إلى زيادة حادة في الاهتمام بين السكان الفرنسيين بشراء المخابئ والملاجئ الخاصة.

وقال مدير إحدى الشركات المشاركة في بناء الملاجئ، إنزو بيترون، للصحيفة، إن بدء العملية الخاصة الروسية تسبب في زيادة الطلبات من العملاء. وأضاف أنه في ذلك الوقت، كان يتم الاتصال بالشركة مئتي مرة يومياً، «كان الأمر جنونياً».

وقال بيترون لصحيفة «لوفيغارو»: «لقد ارتفع عدد طلبات عروض الأسعار بشكل حاد عندما تحدث إيمانويل ماكرون (الرئيس الفرنسي)، عن إرسال قوات إلى أوكرانيا، نهاية فبراير، ومنذ ذلك الحين وهي على المستوى الذي كانت عليه منذ بداية العام، أي نحو عشرة ملاجئ شهرياً.

وأشارت الصحيفة إلى أن بناء الملاجئ في فرنسا لا يزال سيئاً، على عكس «جيرانها الأكثر حذراً».

وتعليقاً على كلام ماكرون بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا، قال الكرملين إن مثل هذا التطور للأحداث سيؤدي حتماً إلى صدام عسكري مباشر بين روسيا و«الناتو»، فهل العالم يقف على حافة هذا الخطر؟