هل الحمل فوق سن الأربعين آمن؟
الوقائع الإخبارية : تُراود العديد من النساء الرغبة في الأمومة في سن متقدمة، حيث يُغريهن سحر تربية الأطفال في مرحلة لاحقة من حياتهن، لكن الواقع، وفقا لصحيفة "تلغراف" البريطانية، يشير إلى أن تأخير الحمل حتى سن الأربعين "قد يعقد إنجاب الأطفال على مختلف المستويات، خاصة مع تناقص فرص الحمل الطبيعي".
ويؤكد طبيب أمراض النساء والرئيس السابق لجمعية الخصوبة البريطانية، آدم بالين، على ذلك بقوله: "تصبح فرص الحمل الشهرية بعد سن الأربعين ضئيلة، حيث لا تتجاوز 5 بالمئة".
ويضيف: "بالنسبة لزوجين في هذا العمر، فإن عاما من المحاولة سيتيح فرصة بنسبة 35-40 بالمئة للحمل في أفضل الأحوال".
ويشدد بالين على أن الحمل الطبيعي بعد سن الـ45 نادر للغاية، ويعود ذلك إلى انخفاض معدلات التبويض، فالمبيض الأنثوي الطبيعي يحتوي على حوالي 1-2 مليون بويضة، لكنّ النساء لا يصنعن بويضات جديدة، بل يفقدن عددا منها مع كل دورة شهرية.
ووفقا لبالين، فإن بلوغ سن 35 عاما يعني الدخول في مرحلة "الأمومة المتقدمة".
ووفقا لبالين، فإن بلوغ سن 35 عاما يعني الدخول في مرحلة "الأمومة المتقدمة".
وتؤكد الأرقام ذلك، حيث أظهر تقرير صادر في يونيو 2023 من قبل هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة (HFEA) في المملكة المتحدة، أن دورات التلقيح الاصطناعي والتلقيح من متبرع زادت بنسبة 10 بالمئة بين عامي 2019 و2021.
ووجد التقرير، حسب الصحيفة البريطانية، أن من بين النساء اللاتي تبلغ أعمارهن 40 عاما أو أكثر، غالبا ما يتم استخدام بويضات متبرعة، للخضوع إلى عملية التلقيح الصناعي.
ووفق "تلغراف"، يعد هذا الأمر الأكثر شيوعا بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهم بين 45 و50 عاما، كما كان متوسط معدلات الحمل عن طريق التلقيح الاصطناعي 6 بالمئة فقط للنساء اللاتي تتراوح أعمارهم بين 43 و50 عاما عن طريق بويضاتهن.
الحمل بعد الأربعين
في حال الرغبة في الحمل بعد سن الأربعين، تنصح أخصائية الإنجاب ورئيسة جمعية الخصوبة البريطانية، أليسون مردوخ، باتباع خطوات محددة تحت إشراف الطبيب لزيادة فرص النساء في تحقيق ذلك.
في حال الرغبة في الحمل بعد سن الأربعين، تنصح أخصائية الإنجاب ورئيسة جمعية الخصوبة البريطانية، أليسون مردوخ، باتباع خطوات محددة تحت إشراف الطبيب لزيادة فرص النساء في تحقيق ذلك.
وتقول مردوخ: "إذا كنت أكبر سنا ولديك أي شيء في تاريخك الصحي قد يقلل من فرص الحمل، فاطلبي المشورة المبكرة".
وتضيف: "من الناحية العملية، على سبيل المثال، إذا كنتِ مصابة بعدوى في قناتي فالوب، فلا تتركي الأمر وقتا طويلاً لمعرفة ما إذا كانت مسدودة. وإذا كنت رجلا، قم بإجراء فحص عدد الحيوانات المنوية".
وتشدد مردوخ على أهمية الصحة العامة لكلا الشريكين، وتنصح باتباع نظام غذائي مُتوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، والتقليل من شرب الكحول، وعدم التدخين، وإنقاص الوزن إذا لزم الأمر.
من جانبه، ينصح بالين إلى جانب اتباع نظام غذائي جيد، بتناول الفيتامينات المتعددة قبل الحمل، التي يجب أن تشمل حمض الفوليك.
لكنه يقول: "الأمر كله يتعلق بصحة البويضات، ففي حين أن جودة الحيوانات المنوية تبدأ في الانخفاض اعتبارا من سن الأربعين، فإن انخفاض الخصوبة يكون أبطأ بالنسبة للرجال، وجودة البويضة أكثر أهمية من الحيوانات المنوية".
ووفق "تلغراف"، في حال تبين أن عدد البويضات منخفض لدى النساء، فإن استكشاف خيار التلقيح الصناعي من الأمور المتاحة، حيث تتلخص بشكل أساسي في استخدام بويضات المرأة نفسها، من خلال تحفيز المبيضين لإنتاج البويضات وتخصيبها خارج الرحم، ثم زرع الجنين، أو الحصول عليها من متبرعة، وأيضا يتم التخصيب مرة أخرى خارج الرحم.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن التلقيح الصناعي ليس حلا مؤكدا لنجاح الحمل، حسب الصحيفة التي نقلت عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية، أن عمليات التخصيب للنساء باستخدام بويضاتهن نجحت بنسبة 11 بالمئة لمن تتراوح أعمارهن بين 40-42 عاما، و5 بالمئة لمن تتراوح أعمارهن بين 43-44 عاما، و4 بالمئة لمن تزيد أعمارهن عن 44 عاما.
مخاطر الحمل فوق سن الأربعين
على الرغم من أن التقدم في السن لا يعني دائما أن الحمل أكثر صعوبة، فإن هناك مخاطر مرتبطة به، حيث تقول مردوخ: "هناك معدل أعلى للإجهاض بسبب عمر البويضات".
على الرغم من أن التقدم في السن لا يعني دائما أن الحمل أكثر صعوبة، فإن هناك مخاطر مرتبطة به، حيث تقول مردوخ: "هناك معدل أعلى للإجهاض بسبب عمر البويضات".
وتضيف: "في الغالب يتم فقدان الحمل قبل الأسبوع 24، ويكون السبب غالبا مشاكل الكروموسومات (الصبغيات) في الجنين".
كما أن النساء الأكبر سنا أكثر عرضة للإصابة ببعض مشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وهو أحد الأسباب التي تجعل النساء فوق سن الأربعين أكثر عرضة للمعاناة من تسمم الحمل وسكري الحمل، وفق مردوخ، مشيرة إلى أن "هناك أيضا فرصة أكبر للإصابة بالمشيمة المنزاحة (نزيف مهبلي)، حيث تغطي المشيمة عنق الرحم جزئيا أو كليا، مما قد يزيد من خطر الولادة المبكرة وولادة جنين ميت".
رغم ذلك، يقول
جيفري أحمد، استشاري أمراض النساء في مستشفى تشيلسي وويستمنستر، والذي قام العام الماضي بتوليد طفل لأم تبلغ من العمر 57 عاما، إن ولادة طفل لأم تبلغ من العمر 40 عاما هو مخاطرة، لكن من المهم إبقاء الأمور تحت السيطرة.
جيفري أحمد، استشاري أمراض النساء في مستشفى تشيلسي وويستمنستر، والذي قام العام الماضي بتوليد طفل لأم تبلغ من العمر 57 عاما، إن ولادة طفل لأم تبلغ من العمر 40 عاما هو مخاطرة، لكن من المهم إبقاء الأمور تحت السيطرة.
ويضيف: "بشكل عام، ترتفع مخاطر كل شيء مع تقدمك في العمر، لذا تعامل مع كل شيء بحذر، خاصة إذا كنت لائقا وبصحة جيدة. والغالبية العظمى من النساء اللاتي يحملن في سن الأربعين سيمررن بعملية حمل وولادة صحية تماما".
كيف يؤثر العمر على الولادة؟
كيف يؤثر العمر على الولادة؟
حسب الصحيفة، فإن الأمهات الأكبر سنا أكثر عرضة للخضوع لعملية قيصرية أو تدخل من نوع ما أثناء المخاض، حيث يرجع السبب في ذلك إلى أنه مع التركيز الأكبر على المخاطر المحتملة، يتم التخطيط لأي تدخلات عاجلة بشكل مسبق.
ويحذر أحمد قائلا: "يُنصح الآن بشكل روتيني بتخفيض المخاض للنساء في سن متقدمة"، مضيفا أن فترة الحمل الموصي بها للأمهات الأكبر سنا تتراوح الآن بين 39 و40 أسبوعا كحد أقصى.
ويوضح: "ستوصي الكثير من المؤسسات أيضا بمراقبة المخاض بطريقة أكثر دقة، مع احتمالية أقل للولادة الطبيعية".