الصين: نرفض أي تهجير قسري للفلسطينيين
الوقائع الإخبارية : قال وزير خارجية الصين وانغ يي للجزيرة إن الصراع في غزة تجاوز "الخط الأحمر للحضارة الحديثة" ولا بد من تحرك عاجل للمجتمع الدولي.
وشدد الوزير على ضرورة تصحيح ما وصفه بالظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني؛ لأن ذلك سيكون حلا جذريا للصراع، مضيفا أن رأس الأولويات حاليا هو الدفع لتحقيق وقف لإطلاق النار ومنع القتال في أسرع وقت ممكن.
وذكر أن بلاده ستعمل مع المجتمع الدولي لحشد الجهود لتنفيذ وقف إطلاق النار، ووصول آمن للمساعدات.
ورفض وزير الخارجية الصيني بشكل قطعي أي تهجير قسري أو عقاب جماعي للفلسطينيين في قطاع غزة، وأكد على ضرورة منع امتداد تداعيات الصراع حتى لا يخرج الوضع في المنطقة عن السيطرة.
وقال إن إحلال السلام يكون بتحقيق العدالة للفلسطينيين وحلّ الهموم الأمنية لكل الأطراف.
وأكد الوزير الصيني أن السبب الجذري لتصاعد الوضع في البحر الأحمر هو الصراع في غزة.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها الجزيرة مع وزير خارجية الصين:
ما الخطوات التي يمكن أن تتخذها الصين للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار؟ إن استمرار الصراع في غزة أسفر عن كارثة إنسانية يجب ألا تحصل وقد تجاوز الخط الأحمر للحضارة الحديثة. على مدى نحو نصف عام، قد أدى الصراع إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 ألف شخص ونزوح أكثر من مليون شخص، فلا بد أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل.
ويعتبر الدفع بتحقيق وقف إطلاق النار ومنع القتال في أسرع وقت ممكن مقدمة الأولويات في الوقت الحالي، وإن إطالة الحرب تعني تحديا متزايدا لضمير البشرية وتقويضا مستمرا لأساس العدالة.
وبفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل كافة الأطراف، اعتمد مجلس الأمن الدولي مؤخرا أول قرار يطالب بوقف إطلاق النار منذ اندلاع الصراع في غزة، يكون هذا القرار ملزما، فلا بد من تنفيذه بشكل فعال بهدف تحقيق الوقف الفوري والدائم وغير المشروط لإطلاق النار.
ويرفض الجانب الصيني رفضا قاطعا منذ بداية الصراع التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين والعقاب الجماعي بحق سكان غزة، ويدعم بنشاط إقامة آلية الإغاثة الإنسانية في أسرع وقت، ويقدم مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة باستمرار في المرحلة القادمة، وسيواصل الجانب الصيني العمل مع المجتمع الدولي على حشد كافة الجهود لتنفيذ القرار بشأن وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وضمان وصول مواد الإغاثة الإنسانية إلى سكان غزة بشكل سريع وآمن ومستدام ومن دون عوائق.
ومن الضروري منع استمرار امتداد التداعيات السلبية الناجمة عن الصراع، وذلك يمثل حاجة واقعية للحيلولة دون خروج الأوضاع في المنطقة عن السيطرة، ويعد التصعيد الأخير للنزاع بين إيران وإسرائيل أحدث تجسيد لامتداد تداعيات الصراع في غزة.
ويدعو الجانب الصيني الأطراف المعنية إلى الحفاظ على الهدوء وضبط النفس تفاديا للمزيد من التصعيد للأوضاع المتوترة، وسيواصل الجانب الصيني بذل جهود حثيثة لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والمساهمة بطاقته في تهدئة الأوضاع، انطلاقا من حيثيات الأمور وطبيعتها.
وأثبتت هذه المحنة في غزة مجددا أن عدم تمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة منذ زمن طويل هو المصدر للقضية الفلسطينية وجوهر قضية الشرق الأوسط، ولا يمكن الخروج النهائي من دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإزالة التربة التي تغذي الأفكار المتطرفة والكراهية بشكل جذري، وإحلال السلام الدائم في المنطقة، إلا من خلال إعادة العدالة للشعب الفلسطيني وتنفيذ حل الدولتين.
كما من الضروري تصحيح الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، وتسوية الهموم الأمنية المشروعة لكافة الأطراف سياسيا.
وتحرص الصين على مواصلة العمل مع المجتمع الدولي بما فيها دول الشرق الأوسط على تعزيز التضامن والتعاون، والدعم الثابت للقضية الفلسطينية.
كيف تنظرون للتصعيد في البحر الأحمر خاصة وأن وزارة الدفاع الصينية أعلنت إرسال سفن مرافقة للسفن التجارية مصحوبة بأكثر من مئتي ضابط وجندي ووحدات من القوات الخاصة؟ إن مياه البحر الأحمر ممر دولي مهم لنقل البضائع والطاقة، وإن صيانة السلام والأمن والأمان في البحر الأحمر لأمرٌ يسهم في الحفاظ على انسياب سلاسل الصناعة والإمداد العالمية ونظام التجارة الدولية، ويتفق مع المصالح المشتركة لدول المنطقة والمجتمع الدولي.
وأعرب الجانب الصيني عن انشغاله الشديد إزاء التصاعد المتواصل للأوضاع المتوترة التي يشهدها البحر الأحمر منذ فترة، وما نتج عن ذلك من التداعيات السلبية على مصالح دول المنطقة لا سيما الدول المطلة على البحر الأحمر، وزيادة المخاطر الأمنية في المنطقة برمتها، والتأثيرات السلبية على انتعاش الاقتصاد العالمي.
ويتبنى الجانب الصيني موقفا واضحا للغاية من الوضع في البحر الأحمر، ويمكن تلخيصه في النقاط الأربع التالية:
ومنذ تصعيد الوضع في البحر الأحمر، يبقى الجانب الصيني على التواصل مع كافة الأطراف، وقد بذل جهودا حثيثة من أجل تهدئة التوتر فيه، كما يهتم الجانب الصيني بالمطالب المشروعة لدول المنطقة خاصة الدول المطلة على البحر الأحمر، ويحرص على تعزيز التنسيق مع دول المنطقة، ويعمل سويا مع المجتمع الدولي على مواصلة لعب دور بناء في استعادة السلام والأمن والأمان في البحر الأحمر في يوم مبكر.
ولا بد من الإيضاح أن عمليات مرافقة يقوم بها الأسطول البحري الصيني لا علاقة لها بالوضع الحالي في البحر الأحمر، وجاء ذلك في إطار مهمة مرافقة في خليج عدن والمياه قبالة الصومال فوضها مجلس الأمن الدولي. منذ عام 2008، أرسلت القوات البحرية الصينية 45 دفعة من أساطيل بحرية على التوالي متكونة من أكثر من 150 سفينة، وهي أكملت بشكل ممتاز مهام طرد القراصنة والإغاثة الإنسانية، مما قدم مساهمة إيجابية في الحفاظ على سلامة الملاحة في المياه المعنية.
وسيواصل الجانب الصيني تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، والحفاظ على سلامة الممر البحري الدولي، وبذل جهود دؤوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بخطوات ملموسة.
ما الموقف الصيني من الأزمة الأوكرانية؟ إن الموقف الصيني من الأزمة الأوكرانية دائم وواضح وشفاف، وليست الصين صاحبة الشأن في الصراع وليست صانعا للأزمة، لكنها لم تتفرج عن بعد. ظل الجانب الصيني يسعى إلى وقف إطلاق النار وإنهاء القتال على مدى أكثر من سنتين منذ التصعيد الشامل للأزمة.
وأجرى الرئيس شي جين بينغ تواصلا شخصيا وبشكل معمق مع قادة الدول بما فيها روسيا وأوكرانيا، مشددا على أن مفاوضات السلام هي المخرج الوحيد، آملا من جميع الأطراف أن تعمل سويا على تهيئة الظروف المواتية لحل الأزمة سياسيا عبر الحوار.
كما أصدر الجانب الصيني ورقة الموقف على وجه الخصوص، وبعث الممثل الخاص إلى الدول المعنية لأكثر من مرة للقيام بالوساطة المكوكية ونقل الرسائل وتوضيح المواقف، وذلك من أجل دفع كافة الأطراف لإيجاد القواسم المشتركة وترك الخلافات جانبا وبلورة التوافقات.
وفي الوقت الراهن ما زالت هناك مخاطر التفاقم والتصعيد لهذه الأزمة، لذا ينبغي على المجتمع الدولي أن يعزز التضامن، ويحشد الجهود لتحقيق السلام، ويتخذ إجراءات ملموسة لتهدئة الصراع، ويتعين علينا أن نتمسك دوما بالحل السياسي. لا ينتهي الصراع أو الحرب، أيا كان، في ساحة المعركة، بل على طاولة المفاوضات.
يدعم الجانب الصيني عقد مؤتمر سلام دولي مقبول لدى الجانبين الروسي والأوكراني في وقت مناسب بمشاركة كافة الأطراف على قدم المساواة، وتناقش فيه جميع خطط السلام بشكل منصف بغية تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
ويتعين علينا أن نتمسك دوما بالموقف الموضوعي والعادل، فليست هناك عصا سحرية لحل الأزمة، فينبغي لجميع الأطراف أن تبدأ من أنفسها، وتهيئ الظروف المواتية لإنهاء القتال وإطلاق مفاوضات السلام عبر تراكم الثقة المتبادلة، ويجب الرفض القاطع للصيد في المياه العكرة أو صب الزيت على النار، علاوة على الانحياز إلى طرف ضد طرف آخر وإثارة المواجهة بين المعسكرات.
كما يتعين علينا أن نتمسك دوما بمعالجة الأزمة من أعراضها ومسبباتها في آن واحد، وتتطلب تسوية الأزمة من جذورها التفكير الأعمق في القضية الأمنية، وإن الإصرار على السعي وراء الأمن المنفرد والمطلق وتضييق الفضاء الأمني للدول الأخرى بشكل تعسفي لأمر سيؤدي حتما إلى الخلل في المنطقة وإثارة الصراع فيها.
إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي على التمسك برؤية مفادها أن أمن الدول غير قابل للتجزئة، وتكريس مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، ومراعاة الهموم الأمنية المعقولة لكافة الأطراف، ودعم إنشاء معادلة أمنية إقليمية متوازنة وفعالة ومستدامة، ولعب دور بناء لإيجاد حل سياسي للأزمة بشكل مشترك، وتقديم مساهمات أكثر للحفاظ على الأمن والأمان الدائمين في المنطقة وتحقيق السلام الدائم في العالم.
إن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين منذ القدم، وينص "إعلان القاهرة" الصادر عن حكومات الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عام 1943 بكل وضوح على إعادة تايوان التي سرقتها اليابان إلى الصين.
وتنص المادة الـ8 من "إعلان بوتسدام" الصادر في عام 1945 والهادف إلى إنهاء الحرب العالمية الثانية على أنه "يجب تنفيذ بنود إعلان القاهرة"، كما أكد قرار الأمم المتحدة رقم 2758 مجددا على مبدأ الصين الواحدة بوضوح، وشكلت هذه الصكوك الدولية الملزمة قانونيا جزءا من النظام الدولي لما بعد الحرب، ورسخت الأساس التاريخي والقانوني لكون تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضي الصين.
لذلك، إن مسألة تايوان هي من الشؤون الداخلية الصينية بحتا، وسبل إعادة توحيد الوطن الأم هي من شؤون الصينيين على جانبي المضيق بأنفسهم. سنسعى إلى إعادة التوحيد السلمي بأقصى جهد وأصدق نية، وفي الوقت نفسه، يكون خطنا الأحمر واضحا جدا أيضا، ألا وهو عدم السماح لأي أحد بفصل تايوان عن الصين بأي شكل من الأشكال.
والأوضاع الحالية في مضيق تايوان مستقرة بشكل عام، غير أنها تواجه تحديات خطيرة أيضا، وويأتي أكبر تحد من الأنشطة الانفصالية لقوى "استقلال تايوان" وأعمال التشويش والتخريب من قبل القوى الخارجية.
وتعد قوى "استقلال تايوان" صانع المشاكل وأكبر مخرب للاستقرار في مضيق تايوان. لا بد من رفض "استقلال تايوان" بكل حزم من أجل الحفاظ على السلام في مضيق تايوان تردد بعض الدول نداءات حول الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان غير أنها تسرع سريا وتيرة تزويد الانفصاليين لـ "استقلال تايوان" بالأسلحة والمعدات، ولا تؤدي هذه التصرفات إلا إلى زيادة مخاطر الصراع والمجابهة، وتشكيل التهديد الخطير للسلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة.
وفي وجه التشويش والتخريب من قبل القوى الخارجية، لن تقف الصين مكتوفة الأيدي وتتغاضى عن ذلك، ولا يمكن لأي أحد الاستخفاف بالعزيمة الراسخة والإرادة الثابتة والقدرة الجبارة للشعب الصيني على الدفاع عن سيادة الوطن وسلامة أراضيه.
وأكد الرئيس شي جينبينغ أن إعادة التوحيد الكامل للوطن الأم لأمر يلبي تطلعات الشعب ويتماشى مع اتجاه العصر ويمثل حتمية التاريخ، ولا يمكن لأي قوة عرقلته، وستحقق الصين إعادة التوحيد الكامل حتما، وستعود تايوان إلى حضن الوطن الأم حتما.
إننا على يقين أيضا بأن المجتمع الدولي، بما فيه دول الشرق الأوسط، سيواصل الالتزام بمبدأ الصين الواحدة ودعم القضية العادلة للشعب الصيني لمناهضة الأنشطة الانفصالية الداعية لـ"استقلال تايوان والعمل على تحقيق إعادة توحيد الوطن.
كيف تتابع الصين الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وكيف تستشرف بكين مستقبل العلاقات الصينية الأميركية؟ إن العلاقات الصينية الأميركية تخص رفاهية الشعبين وتخص مستقبل البشرية والعالم، وفي نوفمبر الماضي، عقد الرئيس شي جينبينغ لقاء ناجحا مع نظيره الأميركي جو بايدن في سان فرانسيسكو تلبية لدعوة الأخير، حيث توصل الرئيسان إلى "أفق سان فرانسيسكو" الموجه نحو المستقبل.
وإن موقف الجانب الصيني من تحسين العلاقات الصينية الأميركية صادق، وإن علاقات قابلة للتوقع ومستدامة وسليمة ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة تمثل نعمة للشعبين وشعوب العالم، وفي الوقت نفسه، رأينا أن الفهم الخاطئ من الجانب الأميركي تجاه الصين ما زال قائما، وسياسته الخاطئة لاحتواء الصين ما زالت جارية، ف في الفترة الأخيرة واصل الجانب الأميركي استمالة ما يسمى بحلفائه لتأجيج الأوضاع في البحار الإقليمية باستمرار والإسراع بتشكيل منظومة احتواء الصين وتشديد العقوبات الأحادية الجانب وفرض الحصار التكنولوجي على الصين.
ويجب على الجانب الأميركي ألا ينظر دائما إلى هذا العالم من منظور الحرب الباردة أو بعقلية اللعبة الصفرية، وألا يقول شيئا ويفعل شيئا آخر دائما، إن عيون شعوب دول العالم ثاقبة والشعوب في الشرق الأوسط على دراية أكثر بمن يقف إلى الجانب الصحيح للتاريخ والعدالة، وإن ما تأتي به الصين لهذا العالم هو التعاون والتنمية والاستقرار والكسب المشترك، ولا توجد أي قوة قادرة على عرقلة تنمية الصين ونهضتها لما لها من ديناميكية داخلية ضخمة ومنطق تاريخي حتمي.
إن الانتخابات الرئاسية الأميركية هي من الشؤون الداخلية الأميركية، لم ولن يتدخل الجانب الصيني في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، إذ أن التدخل في الشؤون الداخلية للغير ليس من أسلوب الجانب الصيني.
ويجب على الشعبين الصيني والأميركي مواصلة التواصل والتعاون، ولا بد للصين والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين كبيرتين من إيجاد الطريقة الصحيحة للتعامل مع بعضهما البعض، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية.
ويتبنى الجانب الصيني موقفا واضحا للغاية من الوضع في البحر الأحمر، ويمكن تلخيصه في النقاط الأربع التالية:
ومنذ تصعيد الوضع في البحر الأحمر، يبقى الجانب الصيني على التواصل مع كافة الأطراف، وقد بذل جهودا حثيثة من أجل تهدئة التوتر فيه، كما يهتم الجانب الصيني بالمطالب المشروعة لدول المنطقة خاصة الدول المطلة على البحر الأحمر، ويحرص على تعزيز التنسيق مع دول المنطقة، ويعمل سويا مع المجتمع الدولي على مواصلة لعب دور بناء في استعادة السلام والأمن والأمان في البحر الأحمر في يوم مبكر.
ولا بد من الإيضاح أن عمليات مرافقة يقوم بها الأسطول البحري الصيني لا علاقة لها بالوضع الحالي في البحر الأحمر، وجاء ذلك في إطار مهمة مرافقة في خليج عدن والمياه قبالة الصومال فوضها مجلس الأمن الدولي. منذ عام 2008، أرسلت القوات البحرية الصينية 45 دفعة من أساطيل بحرية على التوالي متكونة من أكثر من 150 سفينة، وهي أكملت بشكل ممتاز مهام طرد القراصنة والإغاثة الإنسانية، مما قدم مساهمة إيجابية في الحفاظ على سلامة الملاحة في المياه المعنية.
وسيواصل الجانب الصيني تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، والحفاظ على سلامة الممر البحري الدولي، وبذل جهود دؤوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بخطوات ملموسة.
ما الموقف الصيني من الأزمة الأوكرانية؟ إن الموقف الصيني من الأزمة الأوكرانية دائم وواضح وشفاف، وليست الصين صاحبة الشأن في الصراع وليست صانعا للأزمة، لكنها لم تتفرج عن بعد. ظل الجانب الصيني يسعى إلى وقف إطلاق النار وإنهاء القتال على مدى أكثر من سنتين منذ التصعيد الشامل للأزمة.
وأجرى الرئيس شي جين بينغ تواصلا شخصيا وبشكل معمق مع قادة الدول بما فيها روسيا وأوكرانيا، مشددا على أن مفاوضات السلام هي المخرج الوحيد، آملا من جميع الأطراف أن تعمل سويا على تهيئة الظروف المواتية لحل الأزمة سياسيا عبر الحوار.
كما أصدر الجانب الصيني ورقة الموقف على وجه الخصوص، وبعث الممثل الخاص إلى الدول المعنية لأكثر من مرة للقيام بالوساطة المكوكية ونقل الرسائل وتوضيح المواقف، وذلك من أجل دفع كافة الأطراف لإيجاد القواسم المشتركة وترك الخلافات جانبا وبلورة التوافقات.
وفي الوقت الراهن ما زالت هناك مخاطر التفاقم والتصعيد لهذه الأزمة، لذا ينبغي على المجتمع الدولي أن يعزز التضامن، ويحشد الجهود لتحقيق السلام، ويتخذ إجراءات ملموسة لتهدئة الصراع، ويتعين علينا أن نتمسك دوما بالحل السياسي. لا ينتهي الصراع أو الحرب، أيا كان، في ساحة المعركة، بل على طاولة المفاوضات.
يدعم الجانب الصيني عقد مؤتمر سلام دولي مقبول لدى الجانبين الروسي والأوكراني في وقت مناسب بمشاركة كافة الأطراف على قدم المساواة، وتناقش فيه جميع خطط السلام بشكل منصف بغية تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
ويتعين علينا أن نتمسك دوما بالموقف الموضوعي والعادل، فليست هناك عصا سحرية لحل الأزمة، فينبغي لجميع الأطراف أن تبدأ من أنفسها، وتهيئ الظروف المواتية لإنهاء القتال وإطلاق مفاوضات السلام عبر تراكم الثقة المتبادلة، ويجب الرفض القاطع للصيد في المياه العكرة أو صب الزيت على النار، علاوة على الانحياز إلى طرف ضد طرف آخر وإثارة المواجهة بين المعسكرات.
كما يتعين علينا أن نتمسك دوما بمعالجة الأزمة من أعراضها ومسبباتها في آن واحد، وتتطلب تسوية الأزمة من جذورها التفكير الأعمق في القضية الأمنية، وإن الإصرار على السعي وراء الأمن المنفرد والمطلق وتضييق الفضاء الأمني للدول الأخرى بشكل تعسفي لأمر سيؤدي حتما إلى الخلل في المنطقة وإثارة الصراع فيها.
إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي على التمسك برؤية مفادها أن أمن الدول غير قابل للتجزئة، وتكريس مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، ومراعاة الهموم الأمنية المعقولة لكافة الأطراف، ودعم إنشاء معادلة أمنية إقليمية متوازنة وفعالة ومستدامة، ولعب دور بناء لإيجاد حل سياسي للأزمة بشكل مشترك، وتقديم مساهمات أكثر للحفاظ على الأمن والأمان الدائمين في المنطقة وتحقيق السلام الدائم في العالم.
إن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين منذ القدم، وينص "إعلان القاهرة" الصادر عن حكومات الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عام 1943 بكل وضوح على إعادة تايوان التي سرقتها اليابان إلى الصين.
وتنص المادة الـ8 من "إعلان بوتسدام" الصادر في عام 1945 والهادف إلى إنهاء الحرب العالمية الثانية على أنه "يجب تنفيذ بنود إعلان القاهرة"، كما أكد قرار الأمم المتحدة رقم 2758 مجددا على مبدأ الصين الواحدة بوضوح، وشكلت هذه الصكوك الدولية الملزمة قانونيا جزءا من النظام الدولي لما بعد الحرب، ورسخت الأساس التاريخي والقانوني لكون تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضي الصين.
لذلك، إن مسألة تايوان هي من الشؤون الداخلية الصينية بحتا، وسبل إعادة توحيد الوطن الأم هي من شؤون الصينيين على جانبي المضيق بأنفسهم. سنسعى إلى إعادة التوحيد السلمي بأقصى جهد وأصدق نية، وفي الوقت نفسه، يكون خطنا الأحمر واضحا جدا أيضا، ألا وهو عدم السماح لأي أحد بفصل تايوان عن الصين بأي شكل من الأشكال.
والأوضاع الحالية في مضيق تايوان مستقرة بشكل عام، غير أنها تواجه تحديات خطيرة أيضا، وويأتي أكبر تحد من الأنشطة الانفصالية لقوى "استقلال تايوان" وأعمال التشويش والتخريب من قبل القوى الخارجية.
وتعد قوى "استقلال تايوان" صانع المشاكل وأكبر مخرب للاستقرار في مضيق تايوان. لا بد من رفض "استقلال تايوان" بكل حزم من أجل الحفاظ على السلام في مضيق تايوان تردد بعض الدول نداءات حول الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان غير أنها تسرع سريا وتيرة تزويد الانفصاليين لـ "استقلال تايوان" بالأسلحة والمعدات، ولا تؤدي هذه التصرفات إلا إلى زيادة مخاطر الصراع والمجابهة، وتشكيل التهديد الخطير للسلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة.
وفي وجه التشويش والتخريب من قبل القوى الخارجية، لن تقف الصين مكتوفة الأيدي وتتغاضى عن ذلك، ولا يمكن لأي أحد الاستخفاف بالعزيمة الراسخة والإرادة الثابتة والقدرة الجبارة للشعب الصيني على الدفاع عن سيادة الوطن وسلامة أراضيه.
وأكد الرئيس شي جينبينغ أن إعادة التوحيد الكامل للوطن الأم لأمر يلبي تطلعات الشعب ويتماشى مع اتجاه العصر ويمثل حتمية التاريخ، ولا يمكن لأي قوة عرقلته، وستحقق الصين إعادة التوحيد الكامل حتما، وستعود تايوان إلى حضن الوطن الأم حتما.
إننا على يقين أيضا بأن المجتمع الدولي، بما فيه دول الشرق الأوسط، سيواصل الالتزام بمبدأ الصين الواحدة ودعم القضية العادلة للشعب الصيني لمناهضة الأنشطة الانفصالية الداعية لـ"استقلال تايوان والعمل على تحقيق إعادة توحيد الوطن.
كيف تتابع الصين الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وكيف تستشرف بكين مستقبل العلاقات الصينية الأميركية؟ إن العلاقات الصينية الأميركية تخص رفاهية الشعبين وتخص مستقبل البشرية والعالم، وفي نوفمبر الماضي، عقد الرئيس شي جينبينغ لقاء ناجحا مع نظيره الأميركي جو بايدن في سان فرانسيسكو تلبية لدعوة الأخير، حيث توصل الرئيسان إلى "أفق سان فرانسيسكو" الموجه نحو المستقبل.
وإن موقف الجانب الصيني من تحسين العلاقات الصينية الأميركية صادق، وإن علاقات قابلة للتوقع ومستدامة وسليمة ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة تمثل نعمة للشعبين وشعوب العالم، وفي الوقت نفسه، رأينا أن الفهم الخاطئ من الجانب الأميركي تجاه الصين ما زال قائما، وسياسته الخاطئة لاحتواء الصين ما زالت جارية، ف في الفترة الأخيرة واصل الجانب الأميركي استمالة ما يسمى بحلفائه لتأجيج الأوضاع في البحار الإقليمية باستمرار والإسراع بتشكيل منظومة احتواء الصين وتشديد العقوبات الأحادية الجانب وفرض الحصار التكنولوجي على الصين.
ويجب على الجانب الأميركي ألا ينظر دائما إلى هذا العالم من منظور الحرب الباردة أو بعقلية اللعبة الصفرية، وألا يقول شيئا ويفعل شيئا آخر دائما، إن عيون شعوب دول العالم ثاقبة والشعوب في الشرق الأوسط على دراية أكثر بمن يقف إلى الجانب الصحيح للتاريخ والعدالة، وإن ما تأتي به الصين لهذا العالم هو التعاون والتنمية والاستقرار والكسب المشترك، ولا توجد أي قوة قادرة على عرقلة تنمية الصين ونهضتها لما لها من ديناميكية داخلية ضخمة ومنطق تاريخي حتمي.
إن الانتخابات الرئاسية الأميركية هي من الشؤون الداخلية الأميركية، لم ولن يتدخل الجانب الصيني في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، إذ أن التدخل في الشؤون الداخلية للغير ليس من أسلوب الجانب الصيني.
ويجب على الشعبين الصيني والأميركي مواصلة التواصل والتعاون، ولا بد للصين والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين كبيرتين من إيجاد الطريقة الصحيحة للتعامل مع بعضهما البعض، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية.
ويمثل ما طرحه الرئيس شي جينبينغ من المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك المرجعية الأساسية التي نستند إليها للنظر إلى العلاقات الصينية الأمريكية والتعامل معها.
وفي المكالمة الهاتفية التي جرت مؤخرا بين الرئيس شي جينبينغ والرئيس جون بايدن بناء على طلب الأخير، أشار الرئيس شي جينبينغ مجددا إلى أن الدولتين الكبيرتين مثل الصين والولايات المتحدة لا يجوز قطع التواصل والتعامل بينهما ناهيك عن حدوث الصراع والمواجهة، يجب عليهما إيلاء الاهتمام بالوئام وإعطاء الأولوية للاستقرار والحفاظ على المصداقية كالأساس.
لن ترجع العلاقات الصينية الأميركية إلى ما كانت عليه، غير أنه يجب عليها، بل ويمكنها بكل تأكيد أن تتطور نحو مستقبل أجمل، إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الأميركي من أجل التعاون القائم على الكسب المشترك، وتحقيق إنجازات تخدم مصلحة العالم، وتضطلع بالمسؤولية الدولية المطلوبة لكل منهما بشكل فعال.