تحذيرات من انتشار "إنفلونزا الطيور"

الوقائع الاخبارية: ثمة مخاوف لدى مختصين وأطباء وخبراء، بأن تكون إنفلونزا الطيور هي الجائحة الجديدة المرتقبة في المستقبل القريب، رغم أن المرض سبق وانتشر في الأردن والعالم وتمت السيطرة عليه وقد لا يشكل جائحة، بسبب اختلاف أسباب الانتقال به.

وفي المقابل، تكشف دراسة استقصائية دولية، أن 57 % من كبار خبراء الأمراض يعتقدون الآن بأن سلالة من فيروس الإنفلونزا، ستكون السبب في التفشي العالمي التالي للأمراض المعدية القاتلة.

وحذر هؤلاء الاختصاصيون، من انتشار إنفلونزا الطيور بين البشر، مجددا بعد رصد انتقالها بين الثديات في عدد من دول العالم، مبدين مخاوفهم من انتشار طفرات جديدة للفيروس، داعين لأهمية تفعيل الخطط الوبائية واللوائح الدولية للتعامل مع هذه الحالات.

وأشاروا في تصريحات منفصلة إلى أن منظمات الصحة، الأغذية والزراعة ومنظمات الحيوان العالمية جددت تحذيراتها بضرورة اتباع البروتوكولات الدولية وإجراءات الرصد مشيرين إلى توافر الأدوية في الدول، مشيرين إلى توفر المطاعيم لذلك.

وتعتبر الإنفلونزا مرضا تنفسيا معديا تسببه فيروسات، يمكن أن يسبب مرضا خفيفا إلى شديد، وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي للوفاة.

وتلمح الدراسة إلى الاعتقاد بأن الإنفلونزا هي أكبر تهديد وبائي في العالم يعتمد على أبحاث طويلة الأمد، تظهر أنها تتطور وتتحول باستمرار، مشيرة إلى انه في كل شتاء تظهر الإنفلونزا وتبدأ حالات التفشي وهي جوائح صغيرة، يتم التحكم فيها بشكل أو بآخر، لأن السلالات المختلفة التي تسببها ليست شديدة الخطورة بما فيه الكفاية، ولكن هذا لن يكون بالضرورة هو الحال إلى الأبد.

ويرجح بأن يكون السبب التالي الأكثر ترجيحا لحدوث جائحة، بعد الإنفلونزا، هو فيروس يطلق عليه اسم المرض إكس X –، والذي ما يزال غير معروف للعلم، وفقا لـ21 % من الخبراء الذين شاركوا في الدراسة.

وكانت منظمة الصحة العالمية، أثارت مخاوف بشأن الانتشار المقلق لسلالة الإنفلونزا (H5N1)، التي تسبب بملايين حالات إنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم، وقد بدأ هذا التفشي في عام 2020، وأدى إلى نفوق أو قتل عشرات الملايين من الدواجن، كما قضى على ملايين الطيور البرية.

وفي الآونة الأخيرة، انتشر الفيروس بين أنواع الثديات، بما في ذلك الماشية التي أصيبت الآن بالعدوى في 12 ولاية بأميركا، ما زاد من المخاوف بشأن المخاطر التي يتعرض لها البشر.

يشار إلى إن احتمال انتشار جائحة الإنفلونزا أمر مثير للقلق، على الرغم من أن العلماء يشيرون أيضا إلى أن اللقاحات ضد العديد من السلالات، بما في ذلك فيروس إتش H5N1، قد تم تطويرها بالفعل.

وفي السياق، قال د. عبد الرحمن العناني وهو مستشار امراض صدرية وتنفسية، إن إنفلونزا الطيور هو نوع من أنواع الإنفلونزا التي قد تصيب الانسان ولكن سرعة انتشاره أبطأ بكثير من الأمراض الأخرى مثل كوفيد- 19.

وأضاف، بأن الأعداد محصورة في مواقع تربية الدواجن وايضا حالتهم قليلة وبالتالي ليس هناك داع للخوف والهلع.

أما فيما يخص أعراض الإصابة بإنفلونزا الطيور فقال العناني، "إنها تتشابه مع أعراض الإنفلونزا مثل ألم في العظام وارتفاع في الحرارة، لكن ما يميز إنفلونزا الطيور أنها قد تصيب جزأين في الجسم وهما العيون وقد تصاب باحمرار وألم وهذه حالة بسيطة وتختفي مع الوقت.

وتابع العناني: إن الأصعب هو إذا وصل الفيروس إلى الحويصلات الهوائية، هنا تؤدي إلى التهاب رئوي قوي وهبوط في نسبة الأكسجين مع صعوبة في التنفس وفي هذه الحالة لا بد من إدخال المريض للمستشفى للعلاج.

وأكد أنه في الوقت الحالي ليس هناك داع للخوف والهلع، لأن جميع التقارير الدولية تؤكد أن الأعداد قليلة ومحدودة في الدول الأخرى.
وقال العناني، إن ما يميز إنفلونزا الطيور عن غيره من الالتهابات الفيروسية أنه لا يتسبب بمشاكل في الحلق والجيوب.

من جهته، اعتبر اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية د. محمد حسن الطراونة، إن انتشار إنفلونزا الطيور حاليا أمر مقلق، لافتا إلى أنه بعد ظهور أعداد كبيرة من القطط المصابة بإنفلونزا الطيور في أوروبا، بحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية، من مصدر عدوى غير معروف، فإن الإجراءات الوبائية يتوجب أن تتم لمعرفة آليات انتقال العدوى وحدة خطورتها على الإنسان بعد وصولها إلى الثدييات.

وأشار الطراونة إلى أن انتشار إنفلونزا الطيور أواخر عام 2021 بأوروبا كان كبيرا، ما أدى إلى إعدام ملايين الدواجن، فضلا عن حالات تفشي كبيرة في الأميركيتين.

وشدد على خطورة انتقال العدوى للثدييات، وأن الخطورة تكمن في أن الفيروسات قد تشهد طفرات جديده تزيد من معدل نقل الأمراض، والتي من شأنها تشكيل تهديد جديد للبشر محذرا في الوقت نفسه من أن إنفلونزا الطيور قد يكون مرشحا ليكون المرض الأخطر في المرحلة المقبلة.

وحذر خبير الأوبئة د.عبد الرحمن المعاني، من ارتفاع الأخطار العالمية من انتشار فيروس إنفلونزا الطيور لافتا إلى أن الوضع أصبح "مثيرا للقلق" بعد الانتشار الأخير داعيا إلى تقييم الأخطار العالمية من انتشار فيروس إنفلونزا الطيور، وأخذ الأخطار الناجمة عنه على محمل الجد، إضافة إلى حث الدول على رفع درجة الانتباه والحذر.

وأضاف، إن هناك زيادة في انتشار الفيروس بين الطيور البرية والدواجن في مناطق مختلفة من العالم، فيما لوحظ أيضا درجة انتشار مماثلة بين الثدييات.

ودعا منظمة الصحة العالمية إلى مواصلة جهودها مع دول العالم لمعرفة تفاصيل الوضع لدى كل دولة.

وأوضح أن الحالات التي ظهر عليها الفيروس تعرضت للظروف البيئية ذاتها، أي أنها أصيبت بالفيروس نتيجة تعرض كل منها لمصدر عدوى من الطيور أو حيوانات ثديية حاملة للفيروس. وكانت "الصحة العالمية" اعتبرت الخطر من فيروس H5N1 على البشر منخفضا، وذلك بعد انتشار حالات إصابة بإنفلونزا الطيور بين الثعالب وثعالب الماء وحيوان المنك في إسبانيا وبريطانيا.

وبين المعاني أنه على الرغم من وجود فيروس إنفلونزا الطيور منذ عقدين، وتسببه بوفيات بين الطيور، مشيرا إلى أن هذا يجعل العلماء حتى الآن يعتبرون العدوى لا تنتشر بين البشر فيما يمكن أن يختلف الواقع، بعد تغير خريطة انتشار الفيروسات التنفسية بالعالم لأسباب عديدة أهمها التغير المناخي.

وعن أعراض إنفلونزا الطيور بين المعاني، أنها تشمل الحمى، سيلان الأنف، التهاب الحلق، السعال، الصداع، إضافة إلى ألم في العضلات، فيما يعاني بعض المصابين من التهاب الملتحمة أو الالتهاب الرئوي، مشيرا إلى أن معدل الوفاة ربما يكون مرتفعا عند المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة.

وعن طرق الانتقال، أشار إلى أنه ينتقل بواسطة الهواء وإفرازات الجهاز التنفسي، وعبر الاحتكاك المباشر أو عن طريق براز الطيور المريضة وتلوث الأيدي بها لفترة طويلة، كما يمكن أن ينتقل بواسطة العلف الملوث بالفيروس والماء، وغيرها من المواد والألبسة الملوثة، كما أن الأماكن المغلقة والمقفلة والضيقة في المزارع تزيد من الإصابة بالعدوى.