السرحان: هيئة تنظيم الاتصالات رافد مهم لخزينة الدولة

الوقائع الاخبارية: قال رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات المهندس بسام السرحان، إن الهيئة ساهمت في رفد خزينة الدولة منذ عام 1997 وحتى نهاية شهر نيسان الماضي بنحو 2.270 مليار دينار، وهو رقم لا يشمل ضريبة المبيعات وضريبة الدخل، وهي رافد هام لخزينة الدولة.

وبين خلال استضافته اليوم الثلاثاء في منتدى التواصل الحكومي الذي نظمته وزارة الاتصال الحكومي مع ممثلي وسائل الإعلام بعنوان "واقع الاتصالات في الأردن"، بمشاركة أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، أن الأردن من الدول الرائدة السباقة في اتخاذ قرارات بهدف تحسين قطاع الاتصالات بفضل الرؤى الملكية، حيث تم إنشاء هيئة تنظيم قطاع الاتصالات عام 1995، لتنظيم قطاعي الاتصالات والبريد في المملكة.

وبين السرحان، أن الهيئة استطاعت في فترة وجيزة تحقيق الكثير من الانجازات، بما في ذلك تحرير قطاع الاتصالات وفتح الأسواق في وقت قصير، مما فتح المجال للمستثمرين للاستثمار في الأردن، وتوفير البنية التحتية المتنوعة من الاتصالات.

وأكد أن قطاع الاتصالات يعد أساسيا للغاية وعصب العمل، حيث يدخل في دعم وتمكين العديد من القطاعات الأخرى التي تعتمد على بنية تحتية قوية، مشيرا إلى جهود الهيئة في توفير بنية تحتية على مستوى عالمي متطور لتلبية متطلبات القطاعات الأخرى.

وأوضح السرحان أنه، استنادا إلى هذا السياق، تغيرت رؤية الهيئة نحو التحول من دور المنظم المراقب إلى دور ممكن للقطاع، من خلال التعاون والتعامل مع مشغلي الخدمات بروح تعاونية لخدمة الوطن، حيث تم تفعيل هذا التوجه والعمل عليه من خلال تقديم خدمات متنوعة مثل الهواتف المتنقلة واللاسلكية وخدمات الفايبر وغيرها، بالإضافة إلى الخدمات المكملة الأخرى لضمان تلبية احتياجات الاتصالات المطلوبة.

وأشار إلى بعض تحديات قطاع الاتصالات، ومنها الطبيعة الجغرافية للأردن والتضاريس الصعبة التي تتطلب تكلفة عالية لتوفير البنية التحتية في بعض المناطق، موضحا أنه تم حديثا معالجة بعض المناطق الصعبة أو التي يصعب تغطيتها، من خلال الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة، مثل الأقمار الصناعية لتوفير الاتصالات، حيث تم توقيع اتفاقية ترخيص مع شركة ستارلينك لتقديم هذه الخدمات، ومن المتوقع إطلاقها قبل نهاية العام الحالي.

وأشار الى بعض مؤشرات قطاع الاتصالات، حيث بلغ مجموع اشتراكات خدمات الاتصالات المتنقلة عريضة النطاق حوالي 7.726 مليون اشتراك حتى نهاية الربع الأخير من العام 2023، وبنسبة انتشار بلغت 67 بالمئة من السكان، بينما بلغ عدد اشتراكات الانترنت الثابت عريض النطاق بمختلف تقنياته 805 آلاف اشتراك، ومتوسط الشهري لاستخدام الإنترنت الثابت لكل اشتراك للربع الأخير من العام الماضي بلغ 481 جيجا لكل اشتراك.

وبخصوص خدمات الجيل الخامس، قال السرحان إن الشهر الحالي تكمل عاما على إطلاقها من قبل أول شركة في الأردن، حيث بلغ عدد اشتراكاتها لنهاية الربع الأخير العام الماضي 13 ألف مشترك في محافظات عمان، والعقبة، والزرقاء، وإربد، ومن المتوقع استمرار انتشارها نظرا لأهميتها، حيث يعتبر الأردن الدولة الأولى عربيا التي أدخلت خدمات الجيل الخامس بعد دول الخليج، لافتا الى ان إدخال خدمات الجيل الخامس من أهم الإنجازات لما يصاحبه من صعوبات كبيرة من حيث تكلفتها واستهلاكها للطاقة وغيرها، مؤكدا حرص الهيئة على توفير خدمات حديثه ومتطورة في الأردن وفتح المجال لأعمال جديدة وايجاد فرص عمل وتشجيع الرياديين.

وتطرق السرحان أيضا إلى قطاع البريد وأهميته في تقديم الخدمات المتنوعة منذ القدم وحتى تطوره المستمر، بما في ذلك دوره في خدمات الدفع والتسوق الإلكتروني.

وأوضح السرحان أن التشويش على نظام تحديد المواقع الجغرافية "GPS" العالمي نتج عن الظروف السياسية الراهنة، حيث تم رصد أول حالة تشويش من قبل الهيئة خلال فترة الحرب الروسية الأوكرانية، ولوحظت بعد ذلك للمواطنين خلال الفترة القلية الماضية، مشيرا الى ان التشويش يتم من خلال طرق فنية مختلفة مثل: أجهزة ومحطات إرسال أرضية تحاكي منظومة "GPS" والإشارات التي ترسلها للمستقبلات بحيث تكون هذه الإشارات المستقبلة من محطات التشويش أعلى في مستوياتها من الإشارة المتأثرة، أو عن طريق نمط آخر من خلال الإيحاء والتضليل لمحتويات القمر وتغيير بعض المعطيات وهذا أكثر نمط تم ملاحظته، وهناك نوع آخر من التشويش يتم بتعطيل الإعدادات الفنية للقمر الصناعي وهو نمط معقد جدا ويحتاج قدرات هائلة.

وأوضح ان الهيئة اتخذت جميع التدابير والإجراءات اللازمة، من خلال القنوات الرسمية، لإيقاف التشويش.

بدوره، قال الدكتور النوايسة، إن الأردن يواصل جهوده الدبلوماسية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني لحشد موقف دولي لوقف الحرب على قطاع غزة وحماية المدنيين، وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأهل في القطاع.

ولفت النوايسة إلى مواصلة جهود الأردن الإغاثية في دعم الأشقاء في غزة، مبينا أن القوات المسلحة تستمر في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات على القطاع، إذ وصل عدد الإنزالات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وحتى مساء أمس، إلى 92 إنزالا جويا أردنيا، و231 إنزالا جويا بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، بالإضافة إلى استمرار تسيير شاحنات المساعدات عبر الجسر البري من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.

واستعرض النوايسة زيارة الملك للولايات المتحدة الأميركية، ولقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، مشيرا إلى أن الملك أكد ضرورة التحرك الفوري للمجتمع الدولي لمنع حدوث كارثة جديدة في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي على رفح، وتحذير جلالته من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح، يهدد بالتسبب بمجزرة جديدة، وسيؤدي تبعاته إلى توسيع دائرة الصراع بالإقليم.
وأضاف أن الملك جدد التأكيد على ضرورة حماية المدنيين في غزة، ورفض الأردن لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة، ولمحاولات الفصل بينهما.

وحول منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي، أعاد النوايسة التذكير بأن وزارة الاتصال الحكومي ستنظم هذا المنتدى في الحادي والعشرين إلى الثاني والعشرين من الشهر الحالي في العاصمة عمان، تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وذلك في إطار احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، وجلوس جلالته على العرش، كما يأتي بالتزامن مع الاحتفالات بالعيد الثامن والسبعين لاستقلال المملكة.

وبين أن المنتدى سيشارك فيه ثلة من القيادات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية، بهدف تعزيز الحوار والتبادل الفكري بين الإعلاميين، لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه صناعة الإعلام العربي، وتقديم حلول مبتكرة لتعزيز أخلاقيات المهنة وحرية الإعلام ومواكبة التطورات في مجال الإعلام والاتصال الرقمي.