الأردن وسلطنة عُمان ... روابط تاريخية وشراكة اقتصادية متنامية
الوقائع الإخبارية: كانت علاقات الأردن وسلطنة عمان، وما تزال، تتوشح بالأخوة والاحترام والمحبة، وهما يغذان الخطى حثيثا لبلوغ شراكات تجارية واستثمارية وآفاق اقتصادية رحبة، دافعها عزم لا يلين بين البلدين الشقيقين.
يوم غد الأربعاء، يبدأ جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، زيارة دولة للأردن تستمر يومين، تلبية لدعوة من أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني.
وتشهد علاقات البلدين زخما كبيرا بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى سلطنة عمان عام 2022، ولقائه أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، حيث تم على هامشها تشكيل فريق عمل مشترك لبحث فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
ووقع البلدان خلال شهر شباط الماضي في عمان عدة مذكرات تفاهم في مجال استقطاب الاستثمار المباشر في القطاعات والأنشطة الاستثمارية المتاحة، وتطوير وتعزيز التعاون بين الغرف التجارية في كلا البلدين للترويج التجاري ودعم التجارة الخارجية، وتشجيع وإقامة الشراكات التجارية والاستثمارية بين أصحاب الأعمال.
ويرتبط الأردن وسلطنة عمان بعدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، من أهمها اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، واتفاقية تعاون الاقتصادي والتجاري، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
وبحسب بيانات إحصائية رسمية رصدتها (بترا)، نما حجم التبادل التجاري بين الأردن وسلطنة عمان خلال العام الماضي 2023، ليصل إلى 110 ملايين دينار، مقابل 91 مليون دينار خلال عام 2022.
وارتفعت قيمة صادرات المملكة إلى سلطنة عمان في العام الماضي لتبلغ 58 مليون دينار، مقارنة مع 50 مليون دينار في عام 2022، في حين وصلت قيمة مستوردات المملكة من عمان خلال العام الماضي لنحو 52 مليون دينار، مقابل 41 مليون دينار في عام 2022.
وتتركز أهم الصادرات الأردنية إلى عمان في منتجات الصناعات الكيماوية أو الصناعات المرتبطة بها مثل المستحضرات الصيدلانية إضافة إلى المنتجات النباتية، بندورة طازجة أو مبردة، ومنتجات صناعة الأغذية؛ مثل مستحضرات لحوم الأبقار.
في المقابل، تتنوع مستوردات المملكة من عمان، في البلاستيك ومصنوعاته، مصنوعات من حجر أو جص أو أسمنت، زجاج ومصنوعاته، منتجات صناعة الأغذية، محضرات غذائية منوعة، معادن عادية ومصنوعاتها، حديد وفولاذ.
وقال رئيس غرفتي تجارة الأردن خليل الحاج توفيق لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، "إننا نتطلع إلى عهد جديد في العلاقات الاقتصادية مع سلطنة عمان، حيث نسعى إلى التعامل مع عمان كشريك اقتصادي حقيقي وليس كسوق للسلع الأردنية فقط".
وأضاف الحاج توفيق إن هذه الشراكة مبنية على التكامل والوحدة الاقتصادية، والتبادل الخبرات، وبناء شراكات، والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة من قبل كل بلد مع التجمعات والدول العالمية والأوروبية، بالإضافة إلى الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لعمان والعقبة في تسهيل حركة المستوردات والصادرات.
وأضاف إن العلاقات القوية بين البلدين والتي أرساها جلالة الملك الحسين والسلطان قابوس طيب الله ثراهما ، ويواصلها جلالة الملك عبدالله الثاني والسلطان هيثم، تشكل أساسا متينا لهذه الشراكة، مبينا أن هناك رغبة كبيرة في زيادة الاستثمارات العمانية في الأردن، حيث يحظى الأردن بمكانة واحترام كبيرين لدى العمانيين.
وشدد الحاج توفيق على ضرورة أن يبذل القطاع الخاص كل الجهود للدفع بعلاقات البلدين التجارية والاستثمارية لآفاق جديدة من التطور والنمو والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة لديهما بمختلف القطاعات وسط وجود تسهيلات وحوافز تدعم ذلك وتوفر أرضية خصبة لإقامة شراكات استثمارية بين المملكة والسلطنة الشقيقة.
وأشار إلى وجود تواصل مستمر بين غرفة تجارة الأردن وغرفة تجارة وصناعة عُمان للوقوف على مدى التقدم في التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والترتيب لعقد لقاءات بين أصحاب الأعمال، مبينا أن وفدا تجاريا أردنيا سيزور سلطنة عمان العام الحالي، يضم ممثلين عن قطاعات مختلفة.
ودعا القطاع الخاص العُماني للاستفادة من اتفاقيات التجارة التي تربط المملكة مع العديد من التكتلات الاقتصادية العالمية، وبما يمكنه من تصدير منتجاته لأسواق خارجية إضافة للدول العربية المجاورة للأردن.
وأكد ضرورة تنفيذ ما جاء بمذكرة التفاهم التي وقعت بين غرفتي تجارة الأردن وتجارة وصناعة عمان، والتي تتضمن تطوير وتعزيز التجارة البينية وتشجيع وإقامة الشراكات التجارية والاستثمارية، وتوسيع آفاق علاقات التعاون الاقتصادي والأعمال بين البلدين الشقيقين.
وأكد الحاج توفيق أن هذه الزيارة تفتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لافتا إلى الاتفاق على إعادة تشكيل مجلس الأعمال العُماني الأردني، ليشمل القطاعات والتخصصات كافة، وليكون مجلسا فاعلا.
وحسب معطيات احصائية نشرتها وكالة الأنباء العُمانية، بلغ عدد السياح العُمانيين الذين زاروا المملكة العام الماضي 21738 سائحا، فيما بلغ عددهم خلال الأشهر الأربعة الماضية من العام الحالي 6757 سائحا، كما بلغ عدد الشركات المسجلة في سلطنة عُمان التي يسهم فيها أردنيون حتى نهاية العام الماضي 988 شركة مقارنة مع 758 شركة في 2022، وبإجمالي رأس مال مستثمر بلغ نحو 79 مليون ريال عُماني.