أسهم العظماء السبعة لا تزال تقود أسواق الأسهم
الوقائع الاخبارية: أعلنت غالبية أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية "Magnificent Seven" عن أرباحها للربع الأول وجاءت منصفة باستثناء شركة تسلا التي سجلت أعلى وتيرة تراجع في الإيردات منذ عام 2012 بنحو 9%، بينما تقدمت شركة أمازون وميتا وجوجل، على الرغم من مخاوف المستثمرين من فاتورة التكلفة المرتفعة تجاه الذكاء الاصطناعي.
منذ بداية عام 2024 حتي شهر أبريل ارتفع سهم ألفابيت بنسبة 21% وأمازون بنسبة 20% وميتا بنسبة 25% ومايكروسوفت بنسبة 8% ونفيديا بنسبة 80%، كل ذلك بالإضافة إلى المكاسب الرائعة التي تحققت في العام الماضي، ولم يتعثر سوى أبل وتسلا حتى الآن هذا العام حيث انخفضا بنحو 6% و 22% على التوالي.
يعد تداول الاسهم Magnificent Seven من أكبر الشركات التي تركز على التكنولوجيا من حيث القيمة السوقية، وتمثل مجتمعة وزنًا يزيد عن 27% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، لذا سيكون لها تأثير كبير على السوق الأوسع مهما فعلت.
شركة أمازون
نمت إيرادات الربع الأول بنسبة 13% على أساس سنوي ووصلت إلى 143.3 مليار دولار، كان معظم الاتجاه الصعودي مستمدًا من المتاجر عبر الإنترنت والإعلانات وخدمات الويب من أمازون، ارتفع القطاعان الرئيسيان وهما: AWS والإعلان بنسبة 17% و 24% على التوالي.
بعد أن أعلنت الشركة عن نتائج جيدة للربع الأول كانت توقعات الشركة للربع الثاني خجولة، في الوقت نفسه، أشارت إلى خطط لزيادة استثمارات مراكز البيانات بشكل ملموس في عام 2024 لتلبية الطلب التوليدي على الذكاء الاصطناعي.
شركة ميتا
سجلت شركة ميتا ربعًا أولًا قويًا مع نمو الإيرادات بنسبة 27%، وأعلنت الشركة عن زيادة نفقات التشغيل والإنفاق الرأسمالي، وأشار الرئيس التنفيذي "مارك زوكربيرج" أيضًا إلى أنه يتوقع خطوة كبيرة في الاستثمار قبل أن تحقق خدمات الذكاء الاصطناعي إيرادات مباشرة ذات معنى.
لقد تسارع نمو Meta في جميع المناطق الجغرافية، حيث ارتفع عدد المستخدمين يوميًا عبر تطبيقاتها بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي، زاد حجم الإعلانات المقدمة بنسبة 20% على أساس سنوي مما يشير إلى استمرار النمو القوي في المشاركة بفضل تحسين توصيات المحتوى، وهي فائدة عملية للاستثمار الأخير في الذكاء الاصطناعي، في الوقت نفسه، ارتفعت النفقات التشغيلية بنسبة 6% مقارنة بالعام الماضي، مع زيادة عدد الموظفين للربع الثاني على التوالي وتوسع هامش التشغيل إلى 38% من 25% قبل عام، ومن المتوقع أن يتراوح الإنفاق الرأسمالي بين 35 مليار دولار و40 مليار دولار ارتفاعًا من 30 مليار دولار إلى 37 مليار دولار سابقًا، وقالت الشركة مرة أخرى إنها تخطط لزيادة الإنفاق بشكل أكبر في عام 2025.
شركة ميكروسوفت
تواصل شركة ميكروسوفت تقديم نتائج قوية للربع الثالث، وتعتبر النتائج مثيرة للإعجاب من معظم الزوايا، حيث زادت الإيرادات بنسبة 17% على أساس سنوي إلى 61.86 مليار دولار، وارتفعت الإنتاجية والعمليات التجارية بنسبة 12% وزادت السحابة الذكية بنسبة 21% وتوسعت الحوسبة الشخصية بنسبة 17%.
شركة ألفابيت
حققت شركة ألفابيت نتائج قوية خلال الربع الأول، مع تسارع نمو الإيرادات وجهود إعادة الهيكلة التي أدت إلى توسيع الهامش، ارتفع إجمالي الإيرادات بنسبة 15% على أساس سنوي مقابل 13% في الربع الأخير مواصلًا الاتجاه الصعودي المتسارع الذي شهدناه خلال العام الماضي.
وتكثف الشركة جهودها لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتضع توقعات بأن الاستثمار الرأسمالي سيستمر بالوتيرة الحالية، مما يعني إنفاق ما يقرب من 50 مليار دولار على مدار العام مقابل حوالي 32 مليار دولار لكل من العامين الماضيين.
تتخذ شركة Alphabet موقفًا أكثر صرامة بشأن التكاليف عن منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تواصل خفض عدد الموظفين وتوحيد الفرق لتخفيف تأثير استثمارات البنية التحتية على الربحية، وفي الوقت نفسه، زادت الإعلانات على شبكة البحث بنسبة 14% وارتفعت الإعلانات على YouTube بنسبة 21%، كما حققت الأعمال السحابية أيضًا نموًا مذهلاً مع زيادة الإيرادات بنسبة 28% وهي أفضل نتيجة منذ أكثر من عام.
شركة تسلا
يعاذ التراجع الكبير في أسهم شركة تسلا مؤخرًا إلى العديد من الأزمات التي توجهها الشركة، فقد أعلنت عن تسريح نحو 10% من العمال لتقليص حجم نفقات التشغيل، في الوقت نفسه، تزداد المنافسة في حرب الأسعار بين شركات السيارات الكهربائية.
سجلت شركة تسلا تراجعًا في الايرادات في الربع الأول من هذا العام بنحو 9% على أساس سنوي مسجلة أعلى وتيرة تراجع منذ عام 2012، وأعلنت عن خططها لتقديم نموذج سيارة بتكلفة أقل، وقالت إنه سيدخل حيز التنفيذ فى النصف الثانى من العام القادم.
مخاطر الاستثمار في أسهم العظماء السبعة
في حين أن الشركات السبعة الرائعة هي من بين أكبر الشركات في العالم والأقوي ماليًا، إلا أنها لا تخلو من المخاطر، أحد أكبر مخاطر الاستثمار في هذه الأسهم هو تقييماتها المرتفعة.
بعد عوائدها المذهلة في السوق في عام 2023، تداولت المجموعة بسعر ممتاز، حيث تم تداول أسهم Magnificent Seven بمتوسط نسبة السعر إلى الأرباح (P/E) أعلى من 50 مرة في أواخر عام 2023، أي أكثر من ضعف نسبة السعر إلى الربحية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (ما يزيد قليلاً عن 20 مرة) وما يقرب من ضعف نسبة الربحية لمؤشر ناسداك 100 (حوالي 28 مرة).
وهذا مبلغ كبير يجب دفعه لشركات كبيرة مثل شركة Magnificent Seven، قد يكون من الصعب على تلك الشركات الكبيرة بالفعل أن تنمو في تقييماتها في المستقبل، مما قد يؤدي إلى انخفاض أداء أسعار أسهمها.
وهناك خطر آخر يتمثل في أن الإنفاق على التكنولوجيا يميل إلى أن يكون دوريا، فإذا كان هناك ركود وتباطأ النمو الاقتصادي فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على نمو الأسهم السبع الرائعة، ونظراً لأسعارها المرتفعة فإن التباطؤ الناجم عن الركود يمكن أن يتسبب في انخفاض حاد في أسعار أسهمها.
ويتمثل الخطر على المدى الطويل في أنها قد تكافح من أجل النمو بمعدلات أعلى من المتوسط بسبب قانون الأعداد الكبيرة، ونظرًا لأحجامها الضخمة، فمن المرجح أن يكون من الصعب على الشركات السبعة الكبرى أن تحقق نموًا مستدامًا فوق المتوسط في السنوات المقبلة ما لم يظهر اتجاه تكنولوجي جديد يعمل على تسريع نموها (مثل الذكاء الاصطناعي)، وإذا تباطأ النمو فقد يؤدي ذلك إلى سحب بعض المكاسب من أسعار أسهمها.
يمكن أن تواجه شركات Magnificent Seven أيضًا تحديات النمو بسبب المخاوف المحتملة المتعلقة بمكافحة الاحتكار نظرًا لأحجامها الكبيرة، قد ترفض الحكومات عمليات الاستحواذ المستقبلية التي تحاول القيام بها، تمامًا مثل الطريق الطويل الذي قطعته شركة Microsoft للاستحواذ على Activision وصفقة Nvidia المحظورة لشركة Arm Holdings.
إذا قام المنظمون بمنع الصفقات المستقبلية فقد يؤدي ذلك إلى إبطاء نمو الشركات، وفي الوقت نفسه، وبسبب المخاوف المتعلقة بمكافحة الاحتكار، يمكن للحكومة الفيدرالية في النهاية إجبار بعض الشركات السبعة الرائعة على الانفصال.
لقد حققت أسهم Magnificent Seven عوائد رائعة على مر السنين، وقد استفادت هذه الشركات التي تركز على التكنولوجيا من العديد من أكبر اتجاهات النمو التكنولوجي، مما مكنها من النمو بسرعة وتحقيق عوائد قوية لمستثمريها.
على الرغم من أنهم في مواقع ممتازة لمواصلة النمو بسرعة في المستقبل، إلا أنهم لا يخلو من المخاطر، لهذا يجب على المستثمرين فهم المخاطر قبل تحميل محافظهم الاستثمارية بهذه الأسهم السبعة.