الأمم المتحدة تدعو إسرائيل إلى وقف حربها على رفح والامتثال لمحكمة العدل

الوقائع الاخبارية:أدان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الغارات الجوية الإسرائيلية التي ضربت خيام النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي ورد أنها أدت بشكل مأساوي إلى استشهاد أكثر من 45 فلسطينيا، من بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجراح.

وفي بيان صحفي، دعا وينسلاند سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين بشكل أفضل.

وقال: "رغم أن الجيش الإسرائيلي قال إنه ضرب منشأة تابعة لحماس وقتل اثنين من كبار مقاتلي حماس في الضربات، إلا أنني أشعر بقلق بالغ إزاء مقتل العديد من النساء والأطفال في منطقة لجأ إليها الناس".

وأضاف أنه يجب على جميع أطراف الصراع الامتناع عن الأعمال التي تحول دون إنهاء الأعمال العدائية وتزيد من تعريض الوضع الهش بالفعل على الأرض والمنطقة ككل للخطر.

وكرر دعوة الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن لإنهاء معاناة المدنيين.

وفي منشور على موقع إكس أدان أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة "الأعمال الإسرائيلية التي قتلت عشرات المدنيين الأبرياء الذين كانوا يبحثون عن مأوى من الصراع المميت". وقال: "لا يوجد مكان آمن في غزة".

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس أبدى فزعه "بشأن الهجوم الإسرائيلي على رفح الذي ورد أنه أدى إلى استشهاد 45 شخصا على الأقل كانوا يأملون في إيجاد مأوى وأمان" كما قال في منشور على موقع إكس.

ودعا فرانسيس إسرائيل إلى الامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية والقانون الدولي الإنساني، ووقف عملياتها في غزة. وقال: "لم يعد هناك مكان آمن للمدنيين".

"جحيم على الأرض"

ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) أن المعلومات الواردة من رفح "مرعبة"، قائلة إنه ليس لديها خط اتصالات ثابت مع موظفيها على الأرض، ولا تستطيع تحديد موقعهم، معربة عن قلقها البالغ بشأن سلامتهم وسلامة جميع النازحين الذين لجأوا إلى المنطقة المستهدفة.

وقالت أونروا: "غزة هي جحيم على الأرض. والصور التي التقطت الليلة الماضية هي شهادة أخرى على ذلك".

وذكرت المديرة التنفيذية ليونيسيف، كاثرين راسل، أن صور الأطفال والأسر المحروقة الخارجة من الخيام التي تعرضت للقصف في رفح "تصدمنا جميعا"، قائلة إن المأساة في غزة مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر وأسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الأطفال.

وأضافت "أن ما أفيد عن وفاة أطفال يحتمون في خيام مؤقتة أمر غير معقول... يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار، وإفراج غير مشروط عن جميع الرهائن، ووضع حد للقتل غير المبرر للأطفال".

- دعوة لإنهاء العدوان على رفح فورا -

المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني، قال إن الوكالة تفعل كل ما يمكن لضمان عدم تعطل توزيع المساعدات الإنسانية، "ولكن مع مرور كل يوم يصبح تقديم المساعدة والحماية شبه مستحيل".

وأضاف: "من بين 200 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية تم تفريغها على الجانب الفلسطيني أمس، لم يتم أخذ سوى 30 شاحنة فقط بسبب القيود المشددة على الحركة والغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة وإطلاق صواريخ من حماس والتأخيرات والقيود على الطرق التي يمكن استخدامها".

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة إنهاء العملية العسكرية في رفح على الفور، وتحسين تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بدون تأخير.

- الامتثال لأمر محكمة العدل -

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن فزعه بشأن سقوط مزيد من المدنيين في غزة "بعد غارات جوية إسرائيلية الأحد، ضربت مخيما للنازحين" في مدينة رفح.

وقال تورك: "الصور الواردة من المخيم مروعة وتشير إلى عدم وجود تغيير واضح في أساليب وطرق الحرب التي تستخدمها إسرائيل والتي أدت بالفعل إلى مصرع الكثير من المدنيين. قصف يوم الأحد يؤكد مرة أخرى فعليا عدم وجود مكان آمن في غزة".

وأشار بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إطلاق جماعات فلسطينية مسلحة وابلا من الصواريخ باتجاه تل أبيب، والتقارير التي أفادت بإصابة عدد من الأشخاص بجراح طفيفة. وقال إن ذخائر من طائرة إسرائيلية ضربت، بعد ساعات، مخيما في رفح وإن التقارير تشير إلى اندلاع حرائق وانفجارات.

وأشار تورك إلى إعلان الجيش الإسرائيلي إجراء مراجعة، وقال إن المثير للصدمة هو أن النتيجة (الناجمة عن القصف) كانت متوقعة بالنظر إلى ضرب مثل هذه المنطقة المكتظة بالمدنيين. وشدد على أهمية أن تؤدي مثل تلك المراجعات إلى المساءلة وتغيير السياسات والممارسات.

ودعا إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية الهجومية في محافظة رفح، وفق أمر محكمة العدل الدولية.

- أوضاع ذوي الإعاقة -

وفي أنباء متصلة، قالت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إن هذه الفئة من الناس في غزة يتعرضون لضائقة شديدة "حيث يتوقعون أنهم سيكونون أول من يقتل بسبب محدودية فرص الفرار أو المشاركة في عمليات الإجلاء".

وفي بيان صحفي، أكدت اللجنة أن الدمار الهائل الذي لحق بالمساكن والبنية التحتية المدنية والركام الناتج عن ذلك، إلى جانب عدم وجود إنذارات مسبقة بأشكال يسهل الوصول إليها وتدمير شبكات الاتصالات، جعل عملية الإجلاء مستحيلة للفلسطينيين ذوي الإعاقة.

وحذرت اللجنة من أن الأطفال ذوي الإعاقة معرضون بشدة لخطر الانفصال عن أسرهم، وأن معاناتهم لا تطاق. وقالت إنها صدمت برواية فتاة تبلغ من العمر 14 عاما مصابة بالشلل الدماغي، فقدت أجهزتها المساعدة، بما في ذلك كرسي متحرك، خلال الهجمات العسكرية، وبالتالي اضطر والديها إلى حملها أثناء الفرار من شمال غزة إلى جنوبها.

وبحسب بيان اللجنة، كانت الفتاة منهكة ومعرضة للخطر على طول الطريق، فصرخت بيأس: "ماما، انتهى الأمر. اتركيني هنا واهربي أنت".

وقالت اللجنة إنها تشعر بالقلق إزاء الآثار غير المتناسبة على الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب تدمير المستشفيات، وانقطاع الخدمات الأساسية وانعدام إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية. وأشارت إلى أن إسرائيل، باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال في غزة ودولة طرفا في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ملزمة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة.