سُمنة الأم قد تؤدي إلى مشاكل لها ولطفلها .. وهذه طرق التحكم بها
الوقائع الإخبارية: أصبحت السمنة أثناء الحمل مشكلة شائعة، وهذه المشكلة لا تؤثر على الأم فحسب وإنما على الجنين أيضاً، بحسب ما يؤكد الأطباء الذين ينشغلون في البحث عن الطرق المناسبة للتحكم بالسُمنة والسيطرة عليها.
وقال تقرير نشره موقع "هيلث شوتس" المتخصص بالأخبار الصحية، واطلعت عليه "العربية.نت"، إن سُمنة الأمهات أصبحت مصدر قلق متزايد في مجتمع الرعاية الصحية، لأنها ترتبط بمجموعة واسعة من النتائج السلبية لكل من الأم والجنين النامي.
ويقول الأطباء إن السُمنة يُمكن أن يكون لها أثناء الحمل عواقب وخيمة على صحة الأم، حيث إن أحد المخاوف الرئيسية هو زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل، وهي حالة يصبح فيها الجسم مقاوماً للأنسولين أثناء الحمل. وقد يؤدي هذا إلى مضاعفات مثل العملقة (طفل كبير الحجم بشكل غير طبيعي)، أو تسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل)، أو زيادة احتمال الحاجة إلى الولادة القيصرية.
ويؤكد الأطباء أن سُمنة الأم ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بمضاعفات الحمل المختلفة، وهذه أبرزها:
أولاً: ارتفاع ضغط الدم الحملي
حيث إن النساء البدينات أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مما قد يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل ومضاعفات القلب والأوعية الدموية الأخرى.
ثانياً: نزيف ما بعد الولادة
حيث ثمة خطر متزايد للإصابة بنزيف ما بعد الولادة بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من السمنة المفرطة أثناء الحمل، فهن أكثر عرضة للإصابة بنزيف مفرط بعد الولادة، والذي يمكن أن يهدد حياتهن إذا لم تتم معالجته على الفور.
ثالثاً: الجلطات الدموية
إن السُمنة هي عامل خطر معروف لتطور جلطات الدم، والتي يمكن أن تؤدي إلى حالات خطيرة مثل تجلط الأوردة العميقة والانسداد الرئوي.
رابعاً: وفيات الأمهات
وفيات الأمهات هو مصطلح يستخدم للنساء اللاتي يفارقن الحياة أثناء الولادة. وأظهرت الدراسات أن السُمنة أثناء الحمل ترتبط بارتفاع خطر وفيات الأمهات، مما يؤكد الحاجة الملحة لتدخلات فعالة واستراتيجيات وقائية.
ويستعرض تقرير "هيلث شوتس" آثار سُمنة الأم على الأطفال، حيث يقول إن أحد المخاوف الأساسية هو زيادة خطر التشوهات الخلقية، مثل عيوب الأنبوب العصبي وتشوهات القلب، كما أن لدى النساء البدينات احتمالية أكبر لولادة أطفال مصابين بعيوب خلقية، مما قد يكون له عواقب طويلة المدى على صحة الطفل ونوعية حياته.
ومن بين المخاوف والمخاطر التي تواجه الطفل بسبب سُمنة الأم، ما يلي:
أولاً: العملقة
والعملقة هي مصطلح يشير إلى الأطفال الذين يكون حجمهم أكبر بكثير من الطبيعي. ومن المرجح أن يكون الأطفال الذين يولدون لأمهات بدينات أكبر حجماً، مما قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة، مثل عسر ولادة الكتف وإصابات الولادة.
ثانياً: ولادة جنين ميت
وولادة جنين ميت تحدث عندما يموت الطفل في الرحم، وتحدث معظم هذه الحالات أثناء الحمل قبل أن تدخل المرأة في المخاض. وقد أظهرت الدراسات أن السمنة لدى الأمهات ترتبط بزيادة خطر ولادة جنين ميت، مما يؤكد أهمية المراقبة الدقيقة والتدخل المبكر لمنع هذه النتائج المدمرة.
ثالثاً: السُمنة لدى الأطفال
إن الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من السُمنة المفرطة هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، مما يؤدي إلى إدامة دورة السُمنة والمشاكل الصحية المرتبطة بها. ووجدت دراسة سابقة أن السُمنة لدى الأمهات قبل الحمل وزيادة الوزن المفرطة أثناء الحمل تزيد من خطر السُمنة لدى الأطفال بمقدار ثلاث مرات.
رابعاً: الاضطرابات الأيضية
تم ربط سُمنة الأم بزيادة خطر حدوث اضطرابات التمثيل الغذائي في النسل، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني ومقاومة الأنسولين، والتي يمكن أن يكون لها عواقب طويلة المدى على صحة الطفل.
كيف يمكن التحكم في سمنة الأمهات؟
ويقول تقرير "هيلث شوتس" إن معالجة مشكلة بدانة الأمهات تتطلب اتباع نهج متعدد الأوجه، حيث إن أهم الاستراتيجيات التي قد تساعد على تقليل المخاطر وتعزيز الحمل الصحي، هي الحصول على استشارات ما قبل الحمل، حيث إن تثقيف النساء في سن الإنجاب حول أهمية الحفاظ على وزن صحي قبل وأثناء الحمل يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بالسمنة.
كما أن من الاستراتيجيات الهامة للسيطرة على الحمل "الرعاية الشاملة قبل الولادة"، حيث إن توفير المراقبة الدقيقة والتوجيه الغذائي والتدخلات المناسبة للنساء الحوامل البدينات يمكن أن يساعد في تخفيف المخاطر وتحسين نتائج الأم والجنين.
وكذلك من الوسائل الهامة للسيطرة على السُمنة "تعزيز عادات الحياة الصحية"، وهذا يتطلب تشجيع ودعم النساء الحوامل على ممارسة النشاط البدني بانتظام، واعتماد نظام غذائي متوازن، وإدارة الإجهاد يمكن أن يسهم في تحقيق نتائج صحية أفضل.