رئيس المجلس المركزي لحزب الميثاق الوطني : الملك يقود حراكا عالميا فاعلا لفرض الشرعية الدولية على إسرائيل .


الوقائع الإخبارية : قال العين الدكتور يعقوب ناصر الدين، رئيس المجلس المركزي لحزب الميثاق الوطني، إن الحزب يستمد مواقفه من القضية الفلسطينية من المبادئ الثابتة للدولة الأردنية التي يعبر عنها جلالة الملك عبدالله الثاني أمام المحافل الدولية، وفي كل محادثات يجريها مع قادة دول العالم.

وأضاف ناصر الدين، في لقاء حواري بمخيم سوف في جرش أمس الخميس، أن جلالته ظل متمسكا بحل الدولتين في الوقت الذي كان يتحدث فيه الآخرون عن صفقة القرن، التي تتجاوز الحقوق الفلسطينية وترسم أوهام المشاريع الإقليمية، وغير ذلك مما يشهد التاريخ أن جلالة الملك رفضه رفضا قاطعا، محذرا من إهمال المجتمع الدولي لهذه القضية العادلة.

وأشار إلى أن جلالته حذر من أن أفعال إسرائيل ستؤدي إلى انفجار الوضع، وإمكانية تعريض أمن واستقرار المنطقة للخطر، الأمر الذي وقع بالفعل منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي، وها هو العالم بأسره في حالة اضطراب تشبه الحالة التي سبقت الحرب العالمية الثانية.

وفي حديثه خلال اللقاء الحواري، قال ناصر الدين: نحن ندرك طبيعة الظروف التي تحيط بنا، وخاصة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة، وممارساته العدوانية المتواصلة ليل نهار على أهلنا في الضفة الغربية والقدس.

وأضاف أن هذا الوضع القائم يعتبر بالنسبة لنا في الأردن أولوية أولى بحكم العلاقة التي تجمع بين الشعبين الأردني والفلسطيني تحت عنوان وحدة الهدف والمصير وبالتالي فإن مسألة دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة هي مسألة وطنية أردنية بكل المعايير.

وأشار إلى أن هذا الحوار يأتي بهدف التعرف على مكانة وموقع القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في استراتيجية الأحزاب الوطنية البرامجية.

وذكر أن استراتيجية حزب الميثاق الوطني تتضمن بندا خاصا بالقضية الفلسطينية يتضمن عنوانين (دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، ودعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس)، إلى جانب مجموعة من المبادرات والبرامج التنفيذية للتعامل مع هذه الغاية، "وليس مجرد شعارات أو أدبيات كلامية، وإنما أفعال تمارس على أرض الواقع".

وعلى سبيل المثال قال ناصر الدين إن الحزب يتبنى مبدأ دعم عملية السلام التي تفضي حكما إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وإن سبيل الحزب إلى ذلك يقوم على تطوير الجهود الدبلوماسية، وتكثيف العمل السياسي والقانوني، مشيرا إلى أن هذا المبدأ يتم التعبير عنه من خلال سياسة الحزب أو من خلال وجود ممثلي الحزب في البرلمان.

وأضاف: يتابع الحزب عن كثب كل التطورات التي تجري حاليا على صعيد الاعتراف الدولي المتنامي بالدولة الفلسطينية، والجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني لتشكيل تحالف دولي قوي وفاعل لفرض إرادة الشرعية الدولية على إسرائيل، حفاظا على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وفي هذا السياق يسعى الحزب ويشارك أعضاؤه في توفير المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني لتعزيز صموده في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يمارس أبشع أنواع الظلم والعدوان والتجويع، وغير ذلك كثير من الممارسات التي أصبحت مفضوحة أمام العالم كله، والتي تستدعي من الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية لحماية حقوق الإنسان الفلسطيني من هذه الممارسات الإجرامية.

وتشتمل البرامج التنفيذية للحزب كذلك على إجراءات واقعية لدعم الاقتصاد الفلسطيني، ودعم القطاعات الصحية والتعليمية والخدمية والتدريبية، وتطوير أداء المؤسسات الحكومية من خلال التعاون والتنسيق بين القطاعات ذات العلاقة في الأردن وفلسطين.

وأكد ناصر الدين: يدرك الجميع المعنى الحقيقي للوصاية الهاشمية على الحرم القدسي الشريف وبقية المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تتعرض لمحاولات التهويد على يد سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية التي تعتبر القدس عاصمة لليهود، ولا تعترف بالحقوق الدينية للمسلمين والمسيحيين، وتعمل على تحقيق نبوءات تلمودية مزيفة، وتدفع في اتجاه خلق صراع ديني لا يمكننا تصور المدى الذي يمكن أن يصل إليه إذا لم يوضع له حد حاسم على الفور.

وشدد على أن الوصاية الهاشمية هي الحصن الأخير في وجه هذا المشروع الصهيوني، ومن بين عناصر التصدي له العمل الجاد على حث جميع الهيئات الدينية الإسلامية والمسيحية على مناهضة هذا المشروع، وتعزيز صمود المقدسيين الذين تتعرض حياتهم اليومية لكل أشكال التضييق والقمع والتنكيل، وهدم المنازل والاستيلاء على الممتلكات.

وقال: لولا الوصاية الهاشمية التي أصبح العالم يدرك أهميتها ويساندها إلى حد بعيد لتمكن هؤلاء من تهويد الحرم القدسي، وهدم المسجد الأقصى، وإقامة ما يعرف بهيكل سليمان.

وتطرق ناصر الدين إلى علاقة الأحزاب الوطنية الأردنية بالقضية الفلسطينية من زاوية أن الأردن يرتبط ارتباطا وثيقا بفلسطين عبر التاريخ والجغرافيا والعلاقات الاجتماعية، ويناضل من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويقود في هذه المرحلة جهدا عالميا لوقف الحرب على غزة، وحشد المساعدات الغذائية والدوائية والإنسانية بشتى الوسائل، ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين في غزة وفي الضفة الغربية.

وقال: يجب أن يوفر الأردن دائما عناصر قوته وثباته وتأثيره في تغيير مجرى الأحداث لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لافتا إلى مقولة جلالة الملك "الأردن القوي سيكون قادرا على مساندة قضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".

وأضاف: في اعتقادي أن التحول السياسي الذي يتحقق الآن من خلال تحديث المنظومات السياسية والاقتصادية والإدارية هو عنصر من أهم عناصر القوة التي تكمن في مستوى الوعي الوطني وفي توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وفي ترسيخ مفهوم المواطنة الصادقة التي يعبر عنها الأردنيون بالقول والفعل، وبالانتماء الحقيقي لهذا الثرى الطهور، والالتفاف حول العرش الهاشمي، والتقدم إلى الأمام بعملية النهوض الشامل، والتغلب على العقبات ومواجهة التحديات.

وأكد ناصر الدين أن ما يسمعه الحزب في جميع الجلسات الحوارية التي يعقدها في مدن وقرى وبوادي ومخيمات الأردن يبعث على الطمأنينة بأن الأردنيين من شتى الأصول والمنابت هم على قلب رجل واحد بالنسبة لصون أمن واستقرار بلدهم، وتمسكهم بوحدتهم الوطنية، وهم اليوم أعمق تفكيرا في حقيقة ما يدور حولهم من أحداث وتطورات، وأكثر إدراكا بأن خلط الأوراق الإقليمية وغيرها من المزايدات على موقف الأردن من قضية فلسطين لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، كما أنهم عازمون على تنظيم صفوفهم خلف قيادتهم الهاشمية، وعلى انتهاز هذه الفرصة التاريخية للتعبير عن طموحاتهم من خلال انخراطهم بالأحزاب الوطنية البرامجية، ومشاركتهم الأكيدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، واختيار ممثليهم ممن يثقون بقدرتهم على حمل أمانة المسؤوليات الوطنية.

وختم ناصر الدين حديثه بدعوة المواطنين إلى ممارسة حقهم الدستوري من خلال المشاركة في العملية الانتخابية المقبلة ترشحا وانتخابا، مؤكدا أن المشاركة واجب وطني لا يجوز التخلي عنه لأي مبرر كان، خاصة في ضوء الأوضاع التي تعيشها منطقتنا، والتحديات التي يواجهها بلدنا، والتي تفرض علينا ترتيب بيتنا الداخلي، ليظل الأردن قويا وحصنا منيعا في وجه الطامعين، وسندا لشعب فلسطين، ولأمته العربية وقضاياها العادلة.

من جهتهم عبر الحضور خلال تفاعلهم ومشاركاتهم في اللقاء الحواري عن أهمية المواقف التي يمثلها حزب الميثاق الوطني في الملفات الوطنية وملف القضية الفلسطينية، تجسيدا للمبادئ الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.

وثمنوا دور الحزب في تحقيق أهداف عملية التحديث السياسي، مؤكدين عزمهم على المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية النوعية المقبلة، في ظل التعديلات التشريعية الهادفة إلى تفعيل مشاركة جميع الأردنيين في اتخاذ القرار.

وأشار المتحدثون في اللقاء الحواري إلى أهمية المضامين التي عبر عنها حزب الميثاق الوطني بضرورة وضع برامج حزبية عملية تلبي طموحات
الأردنيين وتضع حلولا لقضاياهم الملحة.