نذير عبيدات.. عندما يتحدث الإنجاز عن نفسه

رغم الهدوء الظاهر على الملامح الخارجية لرئيس الجامعة الأردنية الاستاذ الدكتور نذير عبيدات، غير أن المتابع لنشاطات الرجل يكتشف أنه أمام شخصية حركية، ذات همة عالية ونشاط يميل الى المشاركة، والبحث عن المعرفة، فهو من الشخصيات العامة القليلة التي تحرص على حضور الندوات الفكرية والمشاركة في حواراتها، وهذا ميل الى المعرفة عند الرجل هو الذي يطبع صاحبه بالهدوء والتواضع الذي لاتغيره المناصب مهما علت، بل تزيده ميلا إلى تحمل المسؤولية الأدبية حتى عن أخطاء مرؤسيه، وهو الامر الذي دفع الدكتور نذير عبيدات الى تقديم استقالت? من منصبه كوزير للصحة عقب حادثة مستشفى السلط، رغم أن لا علاقة شخصية له بما حدث في المستشفى.

كما يلاحظ على أداء الدكتور نذير عبيدات حرصه على استقطاب الكفاءات وتوظيفها لتحقيق اهداف المؤسسة التي يرأسها. من خلال التشاركيه والتشاور معها.

فالدكتور نذير عبيدات يؤمن كما يقول من عمل معه بمبدأ الشورى وبتلاقح العقول والأفكار للوصول إلى القرار الصائب، لذلك اتسمت اجتماعات مجلس عمداء الجامعة الاردنية في عهده بطولها لانها تناقش بالتفصيل كل شؤون الجامعة، وصولا الى نتائج لما يتم بحثه، وفي إطار الشورى جاءت الخلوة التي دعا إليها عبيدات مطلع هذا الأسبوع وشارك فيها عدد من مساعدية اضافة الى عمداء الكليات ومدراء المراكز والوحدات في الجامعة، بالاضافة ايضا الى عدد من الاداريين،وكان من اهم بنود جدول أعمال هذه الخلوة، تحقيق واحد من اهم اهداف التعليم الجامعي، وه? بناء شخصية الطالب من خلال تزويده بالمهارات التي يجب أن يتسلح بها كل طالب حسب تخصصه، وما يجب أن يتعلمه من قدرات وما يحب ان يتمتع به من صفات شخصية تساعده على التفاعل الإنساني والتواصل الفعّال مع الآخرين، إلى جانب تعزيز قدرته على التواصل الجيد وحل المشكلات، والعمل الجماعي والقيادة، والتفكير النقدي، والتحمل والصبر والتعاطف، والتكيف مع المتغيرات والضغوطات، وكل ما هو أساسي لنجاح الطالب في الحياة الشخصية والمهنية.

وهذا هدف للتعليم الجامعي كثر الحديث عن غيابه في بلدنا خلال السنوات الماضية، وهاهو الدكتور نذير عبيدات يتصدى لوضع خارطة طريق لتحقيقه. وهو هدف يلتقي مع هدف اخر من اهداف التعليم الجامعي التي كثر ايضا الحديث عنها في بلدنا خلال السنوات الماضية، أعني به علاقة الجامعة بالمجتمع، والتي أصابها الكثير من الخلل، الذي يسعى الدكتور عبيدات لإصلاحه من خلال تكريسه للكثير من الجهد لإقامة شراكات فاعلة مع أصحاب الأعمال والصناعة والمال، لنقل الأفكار إلى أفق أوسع يسمح بالتفاعل والتعامل مع المؤسسات خاصة الاقتصادية خارج الجامعة،م? يضييق الفجوة بين المسار الأكاديميّ والبحثيّ، وبين حاجات ومتطلبات السوق والتنمية، وحاجتهما الى القوى البشرية المؤهلة.

لذلك سعت الجامعة في عهد الدكتور نذير وما تزال الى ايجاد برامج تأهيلية وتدريبية في كثير من التخصصات، التي يحتاجها سوق العمل في بلدنا وفي غيرها من أسواق العمل بدية من تدريب المعلمين وتاهيلهم، مرورا بمختلف التخصصات التي تحتاجها أسواق العمل مما سيعيد لليد العاملة الأردنية القها وسمعتها، ويجدد الطلب عليها.. تحية لرئيس أم الجامعات الأردنية.