%97 من اللاجئين السوريين لا ينوون العودة لبلادهم
الوقائع الإخبارية : كشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مسح صدر مؤخرا، وهو "المسح الإقليمي التاسع حول تصورات ونوايا اللاجئين السوريين بشأن العودة إلى سورية من مصر، العراق، الأردن، لبنان" أن 97 % من اللاجئين السوريين في الأردن لا ينوون العودة إلى سورية خلال الأعوام القريبة المقبلة.
وقال المسح إن 97 % من اللاجئين السوريين في المملكة أجابوا بأنهم لن يعودوا إلى سورية خلال العام القادم، وهي نسبة كانت في ارتفاع مستمر بحسب نتائج المسوحات الثمانية السابقة والتي تجريها المفوضية منذ عام 2017، حيث كانت هذه النسبة قد قدرت في المسح الأول للمفوضية الذي جرى في تشرين الأول "أكتوبر" 2017، قد وصلت إلى حوالي 73 % وبقيت بارتفاع إلى أن وصلت في المسح الأخير 97 %.
وبحسب نتائج المسح الذي شمل اللاجئين المسجلين لدى المفوضية فقط، فإن السوريون النازحين في جميع أنحاء الشرق الأوسط يعيشون في حالة دائمة من عدم الاستقرار، كما أن قدرتهم على تلبية احتياجاتهم والعيش في أمان أصبحت صعبة بشكل متزايد.
وجاء في النتائج أن اللاجئين السوريين الذين يعيشون في البلدان المجاورة يواجهون عاصفة متفاقمة من انخفاض فرص الحصول على المساعدات، وفرص أقل لكسب الدخل، وزيادة التوترات الاجتماعية مع المجتمعات المضيفة.
وكان أحدث استطلاع للمفوضية قد أشار إلى أن أقل من 2 % من اللاجئين السوريين في المنطقة أعربوا عن نيتهم العودة إلى سورية في الأشهر الـ 12 المقبلة، مع اعتبار مزيج من المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن الاعتبار الرئيسي لعدم الرغبة في العودة.
وأعرب أكثر من ثلث اللاجئين السوريين عن أملهم في العودة خلال السنوات الخمس المقبلة. وما يزال أكثر من النصف يأمل في العودة يوما ما.
كما تم ذكر الافتقار إلى فرص كسب العيش "العمل" وعدم إمكانية الوصول للخدمات الأساسية داخل سوريا كسببين من أهم ثلاثة أسباب لعدم الرغبة في العودة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
وبالمثل، يظل نقص فرص العمل في البلدان المضيفة هو التحدي الأكبر الذي يواجهه اللاجئون في حياتهم اليومية، مع ملاحظة المفوضية ارتفاع مستويات الفقر بين اللاجئين، وذكر ما يقرب من 9 من كل 10 لاجئين، إن دخلهم لم يعد كافيا لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
للمرة الأولى، تم تسجيل التوترات الاجتماعية مع المجتمع المضيف باعتبارها أكبر ثلاثة تحديات تواجه اللاجئين وضع قبل القيود المفروضة على حرية التنقل في المركز الثالث.
و كان هناك انخفاض كبير (61 % إلى 37 %) في عدد اللاجئين الذين يشيرون إلى المساعدات الإنسانية كمصدر رئيسي للدخل، ويُعزى ذلك على الأرجح إلى التخفيضات في المساعدة الناتجة عن نقص التمويل خلال النصف الثاني من 2023.
على الرغم من الصعوبات التي يواجهها النازحون السوريون في البلدان المضيفة لهم، ما تزال الغالبية العظمى منهم واضحة في أن العودة إلى سورية ليست آمنة حاليا، مع الإشارة إلى المخاوف الرئيسية المتعلقة بالسلامة والأمن مثل الصراع المستمر، وانعدام القانون والنظام، ووجود جهات مسلحة، والمخاوف بشأن الانتهاكات من قبل السلطات عند العودة.
وكان بيان صادر عن مجموعة من منظمات غير الحكومية تعمل في أنحاء الشرق الأوسط هي المجلس الدنماركي للاجئين، منصة الحلول الدائمة، لجنة الإنقاذ الدولية، الجمعية الطبية السورية الأميركية، والإنسانية والشمول - المنظمة الدولية للمعاقين، ميرسي كوربس، قد أكد على أن "الظروف داخل سورية ما تزال بعيدة كل البعد عن أن تكون مواتية للعودة الطوعية بأمان وكرامة".
وأشار البيان إلى أنه أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى ضمان استماع صناع القرار للاجئين، وتلبية احتياجاتهم، وزيادة الدعم السياسي للتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة، حيث إنه - ووفقا للتقرير "عندها فقط سيشعر اللاجئون السوريون بالأمان الحقيقي للعودة".
وأكد على أن الدعم المستمر للبلدان الرئيسية المضيفة للاجئين أمرا بالغ الأهمية لتلبية الاحتياجات الإنسانية، والحفاظ على مساحة الحماية وتعزيز القدرة على الصمود، وضمان الحفاظ على مبدأ عدم الإعادة القسرية.ش