أسباب كثرة النوم القهري عند الأطفال.. وهل يمكن علاجه؟

الوقائع الإخبارية : ما أنواع النوم القهري عند الأطفال؟
هناك نوعان من النوم القهري عند الأطفال
النوم القهري مع الخدار: حيث يعاني طفلك من النوم والخمول عند الأطفال أثناء النهار، بالإضافة إلى الخدار (الضعف المفاجئ) و/أو انخفاض مستويات الهيبوكريتين (مادة كيميائية في الدماغ تعمل على تعزيز اليقظة). كما يمكن أن يسبب زيادة سريعة في الوزن.
النوم القهري من دون الخدار: يعاني طفلك من النعاس المفرط أثناء النهار. لكن من دون أن يصاب بالخدار القهري، ولا يؤثر على مستويات الهيبوكريتين.

أعراض وأسباب النوم القهري لدى الأطفال
تشمل الأعراض الأربعة الأكثر شيوعاً لمرض النوم القهري عند الأطفال ما يلي:

نعاس وخمول أثناء النهار، نعاس مفرط أثناء النهار، وهو العلامة الأولى لمرض النوم القهري عند الأطفال. وهو يتعارض مع الأنشطة الروتينية لطفلك (في المنزل، في المدرسة، أثناء الأنشطة الاجتماعية، وما إلى ذلك) كل يوم، وبشكل معاكس يعاني الطفل من الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل (اضطراب النوم).
شلل النوم، وهو عدم القدرة على الحركة أو الكلام قبل النوم مباشرة أو بعد الاستيقاظ مباشرة. وعادة ما تختفي نوبات شلل النوم بعد بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق، ولكن بالنسبة لطفلك، قد يشعرك شلل النوم بالذعر إلى الأبد حيث تشعر بالعجز عن طلب المساعدة. وقد يكون لشلل النوم تأثير كبير على صحة طفلك العاطفية.
الهلوسة عند الأطفال، وهي عبارة عن أحداث حية تشبه الأحلام/الكوابيس يصعب التمييز بينها وبين الواقع. تحدث قبل النوم مباشرة (هلاوس ما قبل النوم) أو بعد الاستيقاظ مباشرة (هلاوس ما بعد النوم)، إذ تشير العديد من التقارير إلى أن "الأحلام" قد تتضمن صوراً أو أصواتاً حيوانية. ومحتوى هذه الهلوسات مخيف بشكل عام بالنسبة للأطفال.
الخدار: و يحدث عند حوالي 70% من الأطفال المصابين بالنوم القهري. وفي الأطفال الصغار، يمكن الخلط بين الخدار والعجز عن الحركة أو النوبات أو الإغماء أو سلوك البحث عن الاهتمام، تختلف أعراض الخدار، ولا تظهر جميع هذه الأعراض في بداية الحالة أو في كل طفل.
زيادة الوزن المفاجئة، وعلامات البلوغ المبكر .
علامات أخرى يمر بها طفلك
يشعر بالتعب الشديد طوال اليوم حتى أثناء عدم النشاط (الجلوس أو القراءة أو ركوب السيارة).
قد ينام طفلك فجأة.
تكون القيلولة لفترة أطول من المعتاد (ساعتين إلى ثلاث ساعات للأطفال في سن ما قبل المدرسة) أو بشكل متواصل بعد سن الخامسة، ويشعر بالتعب بعد الاستيقاظ من القيلولة بفترة وجيزة.
يعاني من ضبابية ذهنية أو نسيان أو نقص في الطاقة، وفقدان الانتباه والتركيز بسهولة.
يشعر بالانزعاج والعدوانية وفرط النشاط و/أو الاكتئاب.
يشعر بضعف مؤقت في الركبتين. كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى شلل كامل الجسم مع الانهيار.
يعاني الطفل من ضعف الفك، وترهل الجفون، وخروج اللسان، وكلام غير واضح.
تصبح حركات وتعبيرات الوجه غير طبيعية.
قد تشمل محفزات الخدار المشاعر القوية مثل: "الضغط - الضحك – الإثارة – الغضب – القلق – الخوف - توقع المكافأة".
ما أسباب النوم القهري عند الأطفال؟
يؤدي خلل في منطقة الدماغ التي تنظم النوم واليقظة لدى طفلك إلى الإصابة بالنوم القهري عند الأطفال. وقد يكون هناك أكثر من عامل يقف وراء هذه الحالة:
الحالة المناعية الذاتية : يهاجم الجهاز المناعي لطفلك خلايا المخ السليمة التي تنتج الهيبوكريتين، ما يؤدي إلى نقص هذه المادة الكيميائية. يمكن أن تؤدي العدوى الشائعة إلى تحفيز الجهاز المناعي لطفلك على مهاجمة الخلايا التي تنتج الهيبوكريتين.
التاريخ العائلي : هناك رابط وراثي بالنوم القهري إذا كان أحد أفراد تاريخ عائلتك البيولوجي يعاني من هذه الحالة.
إصابة أو ورم في الدماغ : يمكن أن تؤثر الإصابة أو الورم أو الحالة على منطقة دماغ طفلك التي تتحكم في نوم حركة العين السريعة واليقظة.


ما مضاعفات مرض النوم القهري عند الأطفال؟

قد تشمل مضاعفات النوم القهري عند الأطفال ما يلي:

ضعف الأداء الأكاديمي.
صعوبة في التواصل الاجتماعي.
التحديات المتعلقة بالصحة العقلية (الاكتئاب والقلق ).
التحديات السلوكية ( اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ).
الإصابات الجسدية أو الحوادث الناجمة عن نوبات النوم.
كيف يتم تشخيص مرض النوم القهري عند الأطفال؟
سيقوم الطبيب المتخصص بتشخيص الخدار لدى طفلك بعد إجراء فحص جسدي واختبارات. أثناء الفحص، وسيقوم بجمع تاريخ طبي مفصل ومعرفة المزيد عن أعراض طفلك وسلوكياته أثناء النوم. وقد يطرح عليك أسئلة لتوضيح أعراض طفلك بناءً على ما تلاحظينه، حيث قد لا يتعرف طفلك على جميع أعراضه بمفرده. قد يستخدم الطبيب استبيانات مختلفة لمعرفة مدى تأثير النعاس أثناء النهار على أنشطة طفلك، مثل الواجبات المدرسية. وسيطلب منك بالتأكيد متابعة عادات نومه. وهناك طريقتان للقيام بذلك:
استخدام جهاز قياس النشاط : وهو جهاز يرتديه طفلك حول معصمه لقياس حركاته وتحديد مستويات النشاط المنخفضة التي تشير إلى النوم، أو مستويات النشاط المرتفعة التي تشير إلى فترة اليقظة. سيرتدي طفلك هذا الجهاز لمدة تصل إلى أسبوعين.
الاحتفاظ بمذكرات نوم الطفل : أي تتبع أنماط نومه على مدار بضعة أسابيع. ستحتاجين إلى تسجيل وقت ذهاب طفلك إلى الفراش، ووقت نومه، ووقت استيقاظه. قد يكون من الصعب تسجيل وقت نوم طفلك. لكن مخطط النشاط البدني يمكن أن يساعدك.
والنوم القهري هو حالة لا يتم تشخيصها بشكل جيد عند الأطفال. وعادة ما يخطئ بعض الأطباء في تشخيصها، لأن أعراضها تشبه حالات أخرى تصيب الأطفال. وفي كثير من الأحيان، قد تبدو مشاكل طفلك السلوكية في البداية وكأنها حالة نفسية. وقد تظهر أعراض الخدار في صورة سقوط عرضي أو تصرفات غير طبيعية. وبالمثل، من الشائع أن يشعر الأطفال بالنعاس أو حتى النوم أثناء اليوم الدراسي. هذه العوامل تجعل تشخيص الخدار عند الأطفال أكثر صعوبة.

هل يوجد علاج لمرض النوم القهري عند الأطفال؟
لا يوجد علاج متاح لمرض النوم القهري عند الأطفال حتى الآن. لكن يتوافر العلاج لتقليل النعاس أثناء النهار وتحسين اليقظة، حتى لا يتعارض النوم القهري مع الأنشطة اليومية لطفلك، ويعتبر علاج النوم القهري عند الأطفال نهجاً متعدد الجوانب يتضمن:

الأدوية لعلاج الخدار عند الأطفال
قد يصف الطبيب لطفلك أدوية لعلاج النعاس المفرط أثناء النهار، والشلل الرعاش، واضطرابات النوم، والهلوسة. قد تشمل المنشطات، وعوامل تعزيز الاستيقاظ، ومثبطات الجهاز العصبي المركزي، ومضادات الاكتئاب، ويعتمد اختيار الدواء على الأعراض المحددة التي يعاني منها طفلك. وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع و/أو تجربة أدوية مختلفة للعثور على الدواء الأكثر فعالية والجرعة الأكثر فعالية.
لا بد أيضاً من التعرف إلى الآثار الجانبية المحتملة لكل دواء مدرج في خطة علاج طفلك. لأن بعضها قد تسبب الإدمان و تكون خطيرة إذا تم استخدامها بشكل مفرط.

تعديلات السلوك ونمط الحياة لعلاج الخدار عند الأطفال

قد يقترح مقدم الرعاية الصحية لطفلك تعديلات سلوكية لمساعدة طفلك على تحسين عادات نومه. قد تتضمن الاقتراحات ما يلي:

اتبعي جدولاً منتظماً للنوم والاستيقاظ. واجعلي طفلك ينام ويستيقظ في نفس الوقت تقريباً كل يوم.
اسمحي لطفلك بقيلولة قصيرة (20 إلى 30 دقيقة) في الأوقات التي يشعر فيها بالنعاس، إذا كان ذلك ممكناً.
احرصي على أن تكون غرفة نوم طفلك هادئة ومظلمة وباردة ومريحة. لا يشاهد التلفاز أو تحضري أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف إلى السرير.
تجنبي تناول طفلك للكافيين (الصودا والقهوة والشاي ومشروبات الطاقة والشوكولاتة) لعدة ساعات قبل النوم.
شجّعي طفلك على ممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة على الأقل يومياً. لا يمارس الرياضة قبل النوم بثلاث ساعات.
امنعي طفلك من تناول وجبات كبيرة وثقيلة أو شرب الكثير من السوائل قبل النوم.
اعرضي عليه الاستحمام بماء دافئ، أو القراءة، أو أداء بعض حركات اليوجا الخفيفة للأطفال قبل النوم.
تجنبي بعض الأنشطة التي يمكن أن تشكل خطورة في حالة حدوث نوبة نوم مفاجئة، مثل السباحة.
احصلي على الدعم من برامج الإرشاد المهني وسلامة القيادة للأطفال الأكبر سناً، أو تحدثي إلى أخصائي الصحة العقلية للتعامل مع الأمر والحصول على الدعم النفسي.
قومي بإجراء الفحوصات وإدارة الحالات الصحية العقلية المصاحبة.