خبراء مصريون: الأردن على خريطة الاقتصاد العالمي الرقمي
الوقائع الإخبارية : أكد خبراء مصريون في الاقتصاد الرقمي أن اقتصاد الأردن يقف على أرضية صلبة وقاعدة متنوعة تؤهله لتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات إقليميا وعالميا.
وأكدوا، في تصريحات، أن الأردن يتمتع بالقدرة على أن يصبح اقتصادا رقميا رائدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ كون غالبية السكان من الشباب والمتعلمين، بالإضافة إلى وجود قطاع تكنولوجي متنام يهدف إلى مواصلة تعزيز الأداء الاقتصادي وبناء اقتصاد نشيط، بالاعتماد على ما يمتلكه من إطار تشريعي مرن وبنية لوجستية متطورة من خلال إطلاق حزمة من المبادرات والمشاريع في القطاع الرقمي، انطلاقا من رؤية التحديث الاقتصادي 2030.
وأشاروا إلى أن الأردن يسعى لأن يكون مركزا إقليميا للابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطوير مهارات ومعايير الأمن السيبراني، استنادا لمنظومة تشريعية عصرية، وفق استراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي (2022-2026)، ومواكبة التحول الرقمي بما يدعم أهداف التنمية المستدامة.
وقالت عميد كلية الهندسة في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتورة غادة عامر، إن الاقتصاد الرقمي في الأردن تم إرساؤه على قاعدة متينة أهلته لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات على المستويين الإقليمي والعالمي، لافتة إلى أن هذا يعود إلى عوامل رئيسة عدة، منها أن البنية التحتية الرقمية في الأردن تتمتع بتطور كبير، خاصة مع انتشار خدمات الإنترنت عالي السرعة والجيل الخامس (5G) وتقنيات الحوسبة السحابية الأمر الذي وفر بيئة تحتية داعمة للأنشطة الاقتصادية الرقمية.
وأشارت عامر إلى أن نظام التعليم التكنولوجي المتطور في الأردن والبرامج التدريبية المتخصصة في مجال التكنولوجيا، مثل البرامج التدريبية في الهندسة الميكانيكية والكهربائية والمدنية، وبرامج تطوير المهارات العملية في التصنيع والتشغيل الآلي، وكذلك البرامج المتخصصة في المحاسبة والتمويل والتأمين، انعكست بقوة على ريادته اقتصاديا وبما يمتلكه من قوى عاملة مؤهلة تكنولوجيا.
كما أشارت إلى اهتمام الأردن الكبير بالاستثمارات في التكنولوجيا والابتكار مع وجود حاضنات الأعمال ومصادر التمويل التكنولوجي والبحث والتطوير بفضل ما أولته الحكومة الأردنية منذ فترة من اهتمام بتوفير تشريعات وسياسات داعمة للاقتصاد الرقمي، مثل قوانين الحوكمة الرقمية وحماية البيانات والخصوصية، كما تعد حاضنات الأعمال ومصادر التمويل والبحث والتطوير محركات رئيسية لنمو القطاع التكنولوجي في الأردن، والذي يشمل شركات البرمجيات والتكنولوجيا الناشئة والصناعات الإلكترونية.
وأضافت أن الأردن يمتلك تقنية الذكاء الاصطناعي، فقام بإنشاء مركز الابتكار والذكاء الاصطناعي، الذي يضم مختبرات للبحث والتطوير وحاضنات للأعمال التكنولوجية، بالإضافة إلى برامج التسريع والتمويل.
كما عمل على تطوير برامج تدريب وتأهيل المهارات الرقمية والكوادر المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وأقام شراكات مع الجامعات والمراكز البحثية والتعاون مع الشركات العالمية، والمشاركة في المبادرات الإقليمية والدولية.
وتبنت الحكومة تطوير البنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي من بيانات وحوسبة سحابية، بالإضافة إلى إطار تشريعي داعم، وهذا ما جعل الأردن يتولى رئاسة منظمة التعاون الرقمي لدورتها 2024، حيث تم التوصل إلى هذا القرار بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء خلال اجتماع الجمعية العامة للمنظمة الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة.
من جانبه، قال خبير أمن المعلومات، أحمد السيد، إن الأردن على خريطة الاقتصاد العالمي الرقمي كونه يتمتع بالقدرة على أن يصبح اقتصادا رقميا رائدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بفضل غالبية شبابية متعلمة وقطاع تكنولوجي متنام، فضلا عن الدعم الحكومي الكبير لهذا التحول.
وأشار إلى الدور الرائد للشباب الأردني في التحول الرقمي، حيث يمثل الشباب النسبة الأكبر من السكان في الأردن، ويتميزون بمهاراتهم التقنية العالية وابتكاراتهم المستمرة، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة الأردنية للشباب من خلال برامج تدريبية وتطويرية تعزز من قدراتهم وتجعلهم أكثر استعدادا لسوق العمل الرقمي، وتشمل هذه البرامج توفير التدريب على المهارات الرقمية المتقدمة، مثل البرمجة وتحليل البيانات والأمن السيبراني، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار وريادة الأعمال من خلال حاضنات الأعمال والمسرعات.
من جانبه، أكد المحلل الاقتصادي المصري، الدكتور وليد جاب الله، أن الأردن يتمتع بنية تحتية اقتصادية رقمية انعكست على حضوره عربيا واقليميا في مصاف الدول التي حققت نجاحات كبيرة في مجال الاقتصاد الرقمي.
وأشار، في تصريحات أن الملفت في التجربة الاقتصادية الرقمية للأردن أنه اهتم بالدرجة الأولى بالمواطن الأردني العنصر البشري الأساسي في العملية التنموية بتأهيله وتدريبيه على أفضل المستويات تماشياً مع الثورة الرقمية حالياَ وقدرته على التعامل مع الرقمنة الحكومية بشكل كبير.
وأضاف المحلل الاقتصادي المصري أن الأردن حقق قفزة في الاقتصاد الرقمي والريادة وأصبح تجربة متفردة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لما تمتلكه من مزايا تنافسية اقتصادية رقمية، إضافة إلى تبنيه نظم إلكترونية للإدارة والتواصل والتفاعل وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار من خلال توفير بيئة إلكترونية مشجعة وتقديم الدعم للشركات الناشئة والمبتكرة لتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل اللائقة ومنها في قطاع تكنولوجيا المعلومات.