واشنطن: فجوات قائمة بين الجانبين في مفاوضات صفقة التبادل

الوقائع الإخبارية : نقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، قوله إن هناك فجوات ما تزال قائمة بين الجانبين، لكن نعتقد أنه يمكن سدها ببعض التنازلات.


وأضاف: نريد من الجانبين أن يقولا نعم لصفقة "الرهائن" وهذا يشمل نتنياهو، مشددا على أنه يجب على الطرفين التفاوض بحسن نية، والوقت حان لاستعادة "الرهائن" وإنهاء الحرب.


وتابع كيربي: الأمر لا يتعلق بتوجيه اتهامات أو لوم بل بالجلوس إلى الطاولة وإنجاز المهمة.

ومن المتوقع أن يكشف الاحتلال في الساعات المقبلة عن تعديلات للصفقة المقترحة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفقا لما أوردته وكالة "رويترز" التي ذكرت أن المطالب الإسرائيلية الجديدة تعقد مساعي التوصل إلى اتفاق.

وبينما التصريحات الأميركية تشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق، قال القيادي بحركة حماس سامي أبو زهري إن الإدارة الأميركية تحاول التغطية على تعطيل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصفقة بالقول إن هناك أمورا مطلوبة من الطرفين، وهذا بعيد عن الحقيقة، وفق تعبيره.

ولم يعلق أبو زهري بشكل مباشر على المطالب الإسرائيلية الجديدة، لكنه قال إن "نتنياهو ما زال يراوغ، ولا يوجد أي تغيير على موقفه".

جاء ذلك بعدما نقلت وكالة "رويترز" عن 4 مصادر، مسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدرين مصريين، أن "إسرائيل" تطالب الآن بفحص النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال قطاع غزة عندما يبدأ وقف إطلاق النار، متراجعة بذلك عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.

وذكر المسؤول الغربي أن المفاوضين الإسرائيليين يريدون "آلية فحص للسكان المدنيين العائدين إلى شمال غزة، إذ إنهم يخشون أن يدعم هؤلاء السكان مقاتلي حماس الذين ما زالوا يتحصنون هناك".

وقال المصدر الفلسطيني والمصدران المصريان إن حركة حماس رفضت المطلب الإسرائيلي الجديد.


محور صلاح الدين

وأشار المصدران المصريان إلى وجود نقطة خلاف أخرى تتعلق بمطلب الاحتلال بالاحتفاظ بالسيطرة على محور صلاح الدين "فيلادلفيا" على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره خارج إطار أي اتفاق نهائي يقبله الجانبان.

وقال المسؤول الغربي إن الأيام القليلة الماضية شهدت مساعي لحل هذه المسألة، إما من خلال انسحاب إسرائيلي وإما "التوصل إلى تفاهم حول كيفية إدارة الأمر"، من دون أن يخوض في التفاصيل.

من ناحية أخرى، نقلت "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن حماس لم تطلع بعد على المقترحات الجديدة التي من المتوقع أن تعلن "في الساعات المقبلة".

وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن "الرسائل الواردة من حماس غريبة، لأننا لم نرسل المقترحات بعد، ولم يطلع عليها أحد. حتى المفاوضون لم يتلقوها بعد. وسيقرؤونها قبل إرسالها إلى حماس للرد عليها".

وتأتي هذه التطورات في ظل زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، حيث ألقى خطابا أمام الكونغرس بمجلسيه وأجرى محادثات مع كل من الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبه كامالا هاريس.

وتتوسط قطر ومصر بالتعاون مع الولايات المتحدة في محادثات غير مباشرة بين حماس والاحتلال لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى على أساس صيغة تتضمن 3 مراحل، عرضها الرئيس بايدن نهاية أيار/ مايو الماضي.

ومنذ أكثر من 9 أشهر يشن الاحتلال بدعم أميركي حرب إبادة على الفلسطينيين في غزة، حيث استشهد وأصيب نحو 130 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وفقد أكثر من 10 آلاف آخرين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع المحاصر.

وتواصل "إسرائيل" الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.