" أمفنت ": ظهور فيروس شلل الأطفال في غزة يُنذر بكارثة تهدد القطاع

الوقائع الإخبارية:   قالت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية "أمفنت"، إن ظهور سلالة من "فيروس شلل الأطفال 2" بعد فحص عينات من الصرف الصحي في قطاع غزة، يُنذر بكارثة إنسانية حقيقية تهدد كامل القطاع .

وأضافت الشبكة في بيان، اليوم الاثنين، أن انتشار شلل الأطفال داخل غزة بات وشيكًا في ظل غياب مناعة القطيع التي تتطلب تغطية تطعيم بنسبة لا تقل عن 95 بالمئة، حيث أصبح سكان غزة عرضة للخطر الذي يتطلب دق الناقوس، بعد عجز النظام الصحي السيطرة على انتشار هذا المرض الخطير والمقلق.

وبين المدير التنفيذي للمؤسسة وخبير الأوبئة الدكتور مهند النسور، أن لهذا التهديد الطارئ تداعيات إقليمية حيث يصنف فيروس شلل الأطفال من الأمراض شديدة العدوى ومن الممكن أن يتجاوز حدود قطاع غزة، وينتشر إلى دول مجاورة، خاصة تلك التي لديها تغطية تطعيم منخفضة.

وأوضح النسور أنه جرى استئصال مرض شلل الأطفال في الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 25 عامًا ، وبلغت نسبة التغطية للتحصين ضده داخل أراضي فلسطين ، بما في ذلك قطاع غزة، حوالي 99 بالمئة. وأن هذه النسبة تعد إنجازا كبيرا تحقق رغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة على هذه البقعة الجغرافية التي شهدت حروبا متعاقبة وحصارات مستمرة.

وأبين أنه في أعقاب أحداث 7 تشرين الأول 2023 وما تلاها من هجمات على قطاع غزة، أصبحت هذه الإنجازات مهددة بالزوال في أقل من عام، حيث انخفضت نسبة تغطية التحصين من الأمراض داخل القطاع بشكل ملحوظ، سببتها الظروف الراهنة التي أدت إلى تعطل برنامج التحصين الروتيني، وخلفت الحرب ظروفا يومية غير قابلة للحياة، حيث يقطن مخيمات اللجوء أعدادا كبيرة من النساء والأطفال والشيوخ، في ظروف تفتقر لمعايير الصحة والنظافة الأساسية.

وقال إن المخاطر زادت من انتقال الأمراض مع التهجير القسري المتكرر في وقت قياسي، وبات القطاع مرتعًا لعدة أمراض كان يمكن الوقاية منها باللقاحات، ومنها مرض شلل الأطفال الذي يعتبر تهديدا سيفتك بالأطفال إن لم يجد استجابة سريعة بعد ثبوت وجود الفيروس من النوع الثاني المتحور (VDPV2) في 6 عينات من مياه الصرف الصحي من موقعين حتى الآن.

ودعت الشبكة المنظمات الدولية والجهات المحلية إلى التحرك الفوري لتحقيق استجابة سريعة ومنسقة وشاملة تقودها السلطات الصحية المحلية والمنظمات الدولية، والاستفادة من التجارب السابقة الناجحة في البلدان ذات السياقات المماثلة في المنطقة، والحصول على صور أوضح عن شلل الأطفال في غزة، من خلال تعزيز المعيار الذهبي للكشف عن المرض وهو رصد الشلل الرخو الحاد الذي يتضمن مراقبة حالات الضعف العضلي المفاجئ أو الشلل لتحديد العدوى المحتملة بشلل الأطفال.