ندم وخيبة.. عواقب التعرض المبكر للهواتف الذكية على الأطفال

الوقائع الإخبارية : يقول غالبية الآباء إنهم يقضون الآن وقتًا أقل جودة مع أطفالهم بعد إعطائهم هاتفًا ذكيًا، وإن الهاتف الذكي أصبح أيضًا محورًا للخلافات العائلية، بينما أشار آخرون إلى أنهم يشعرون بالندم على إعطاء أطفالهم هاتفًا ذكيًا.

وكشفت دراسة استقصائية نتائج مذهلة بشأن عواقب التعرض المبكر للهواتف الذكية على الأطفال. من خلال تحليل ردود أكثر من 10 آلاف من الآباء، تكشف الدراسة أن متوسط​​العمر الذي يتلقى فيه الأطفال هواتفهم الذكية الأولى هو 11 عامًا فقط. ومع ذلك، فإن أكثر من نصف الآباء يعربون عن ندمهم على تقديم الهواتف الذكية لأطفالهم في مثل هذه السن المبكرة.

تسلط النتائج الرئيسية الضوء على القلق السائد بين الآباء بشأن الآثار السلبية للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على أطفالهم. فقد أفاد ثلث الذين شملتهم الدراسة بأن التعرض المبكر للهواتف الذكية أدى إلى آثار سلبية على سلوك وشخصية أطفالهم؛ بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد جزءًا لا يتجزأ من تجربة الهاتف الذكي.

كذلك، سلطت الدراسة الضوء على الديناميكيات المتغيرة داخل الأسر، إذ أشار 70% من الآباء إلى أنهم يعانون الآن من انخفاض جودة الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم بسبب استخدام الهواتف الذكية، بينما أشار 55% إلى أن الهواتف الذكية أصبحت نقطة محورية للنزاعات العائلية.

قلق متزايد

تأتي هذه النتائج في الوقت الذي تؤكد فيه العديد من الدراسات القلق المتزايد بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال؛ بسبب الضغوط المفرطة التي تضعها عليهم، مما يثير مخاوف جدية بشأن سلامتهم. وقد حفز ذلك الآباء على دعوة المدارس للعب دور استباقي في تثقيف الأطفال حول مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يشعر الآباء بالقلق أيضًا بشأن مخاطر الغرباء عبر الإنترنت، إذ اعترف أكثر من نصفهم بأنهم لا يعرفون الأنشطة التي يقوم بها أطفالهم على الهواتف الذكية.

بالإضافة إلى ذلك، سلطت الدراسة الضوء على التأثير الأوسع للهواتف الذكية على أنماط حياة الأطفال. فقد أفاد أكثر من 60% من الآباء بأن نوم أطفالهم تأثر سلبًا باستخدام الهواتف الذكية، كما انخفض وقت اللعب في الهواء الطلق.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، فإن أكثر من نصف الآباء يعترفون بأن الهواتف الذكية يمكن أن تقدم فوائد تعليمية، وتسهل التواصل مع الأصدقاء. وهذا التناقض جعل الآباء يكافحون من أجل إيجاد التوازن بين منح أطفالهم فائدة وحرية الاتصال، وفي الوقت نفسه تعليمهم الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا. وأشارت الغالبية من الآباء إلى ضرورة إنتاج هاتف ذكي صديق للأطفال مصمم للحد من الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الأخرى الضارة المحتملة.

ويهدف هذا الدفع إلى مساعدتهم على إدارة استخدام أطفالهم للهواتف بشكل أفضل وتخفيف المخاطر المرتبطة بالأنشطة عبر الإنترنت.