محاضرة تعاين أثر الحرب على التراث الثقافي في غزة

الوقائع الإخبارية : عاين عالم الآثار ورئيس جامعة اليرموك الأسبق الدكتور زيدان كفافي في محاضرة ألقاها بعنوان "أثر الحرب على التراث الثقافي في غزة"، مساء اليوم الخميس، في مقر الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة بعمان، نتائج العدوان الإسرائيلي على التراث الثقافي والآثار في قطاع غزة.

وقال الدكتور كفافي في المحاضرة التي نظمتها الجمعية بالتعاون مع إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته 38 وأدارتها الكاتبة الدكتورة هند أبو الشعر، إن قتل البشر وتدمير الحجر، هو محو للذاكرة والهوية العربية في قطاع غزة؛ لأن الشخص هو الراوي والمؤرخ لذاكرة الزمان والمكان، وأن ما ارتكبه العدوان الإسرائيلي من إبادة جماعية ودمار شامل لكل شيء يعني تدمير التراث الفلسطيني".

ولفت في المحاضرة التي حضرها رئيس الجمعية المهندس سمير الحباشنة وعضو الهيئة الإدارية الدكتور خالد الشرايري، إلى التاريخ المشترك الذي يجمع بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني، مشيرا إلى الآثار التاريخية والأواني والاختام التي وجدت في غزة وتحديدا تل السكن وتل العجول، ومناطق في فلسطين منها بيسان وتل ابو الخرز ودير البلح، وفي دير علا وجبل القصور في الأردن.

وأشار كفافي في حديثه إلى تاريخ الأردن الممتد والمتمثل في بلدة دوقرا في محافظة الزرقاء، حيث وجدت أدوات صوانية جرى تحليلها ودراستها تعود بالزمن البعيد إلى تجذر الأردن الحضاري والتاريخي.

وقدم عرضا بصريا عبر "الداتا شو" للدمار الذي لحق بالآثار في غزة التي يعود تاريخها الى أربعة آلاف سنة مرورا بالعصر البرونزي والعهد الإسلامي والمملوكي، وانتهاء بالعهد العثماني عام 1918، لافتا إلى أن الحرب على غزة لم تبق على موقع أثري أو مدرسة أو جامعة إلا ومسحته عن الوجود.

واستعرض كفافي في مستهل محاضرته لتاريخ غزة منذ تأسيسها، وتنازع الحضارات القديمة ومنها، الفارسية والمقدونية والفرعونية والآشورية، وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا.
وأوضح، أن ثالث أقدم كنيسة في العالم بنيت عام 425 ميلادي في رفح، إضافة إلى كنائس أخرى في حي الزيتون وجباليا، وفي منطقة النصيرات أدرجت كنيسة على قائمة التراث العالمي، وتم تدميرها بالكامل، كما دمرت الآثار المملوكية والعثمانية أيضا.
وبين، أن خصوبة التربة في غزة، وخاصة ما يطلق عليه غلاف غزة الآن، هي سلة الغذاء الإسرائيلية، وتعادل 200 كيلو متر مربع، كانت سببا في اقتطاعها عام 1950بموجب اتفاقية "العوجا".
وطرح كفافي في نهاية المحاضرة تساؤلا، لماذا لم تحرك المؤسسات الدولية ساكنا تجاه ما يحدث في غزة، بالرغم من الاختراق الفاضح لكل الاتفاقيات والتوصيات والقرارات الدولية.
وسلم في ختام المحاضرة، المهندس الحباشنة، كفافي شهادة تكريم مقدمة من إدارة المهرجان.