فنانون جزائريون يلجأون إلى بث “تيك توك” بحثا عن دخل مادي
الوقائع الإخبارية : بعدما كانوا يستعملون منصات التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالهم، تحول فنانون جزائريون إلى ناشطين وصانعي محتوى، لتحقيق دخل إضافي، ولفت نظر المنتجين الذين باتوا يبحثون عن الأعلى متابعة ومشاهدة.
وقَرَر كثير من هؤلاء الممثلين والمغنين اقتحام عالم "البث المباشر”، و”الجولات المدفوعة” والتحديات الجريئة في منصة "تيك توك” بعد "استبعادهم” من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، واستبدالهم بمشاهير مواقع التواصل.
من بين كبار الفنانين الجزائريين في "الكوميديا” محمد طابق، المدعو "حرودي”، الذي دخل مجال "التيك توك”، ودخل عالم "اللايفات”، بعدما "عانى من التهميش لسنوات”.
"إنتاج الأعمال التلفزيونية يقتصر على شهر رمضان”
وقال صاحب السلسلة الشهيرة "حرودي غاغ”، "إنتاج الأعمال التلفزيونية في الجزائر صار يقتصر على شهر رمضان فقط، وتحولت هذه إلى قاعدة مشتركة بين المنتجين والممولين والقنوات، رغم أننا فنانون طيلة السنة”.
كما أضاف: "اليوم ظهرت هذه المشكلة أكثر، بعدما أُغلقت باقي الأبواب. ففي وهران مثلا، كنا نصوّر مسلسلات كثيرة وتُباع عبر أشرطة "DVD”، وهكذا عرفني الجمهور منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وحتى المسلسلات الفكاهية التي كانت تبث في التلفزيون الجزائري حينها لم تكن تُصَوَرُ للقناة مباشرة، ولكن الأخيرة تشتريها من المنتج، قبل أن ينتهي عصر الأشرطة ويجف الإنتاج التلفزيوني”.
دخل إضافي
وأكد صاحب المسلسلات الفكاهية مثل "الشَّواف”، و”جيمس بوند”، أن "الفنان حاليا، ورغم أنه عمل لسنوات، لا يملك العديد من الحقوق التي تمكنه من ضمان قوته، مثل التأمين ومنحة التقاعد وغيرها”، مضيفاً:” الغالبية صار لديهم تفكير تجاري، من المنتج إلى الممول وغيرهم، وهذا خطأ، فالتمثيل هو رسالة قبل كل شيء، ونحن نسعى إلى رفع راية الوطن وإفادة الجمهور”.
أما عن دخول منصة "التيك توك”، قال الحائز على جائزة "أحسن ممثل بالمهرجان الوطني للأغنية الفكاهية” سنة 1996: "مواقع التواصل الاجتماعي تبقى دخلا إضافيا، فلا يمكن في حال من الأحوال أن نعوض أبو الفنون، أي المسرح، أو باقي الفنون الأخرى”.
الأدوار حسب عدد المشاهدات
من جهته، اعترف الممثل الفكاهي إسماعيل العيساوي المدعو "زعباطة”، أنه "دخل عالم التيك توك لأن المنتجين صاروا يُوزعون الأدوار حسب المشاهدات”.
وأضاف الممثل الذي عانى طويلا من أزمة سكن وعاش لسنوات في عربة متنقلة، في تصريح إعلامي، أنه "تمكن من توفير دخل من المنصة لكن من محتوى محترم”.
وصار "التيك توك” أيضا دخلا حتى للممثلين الجدد، مثل محمد رغيس، المعروف في الساحة الفنية الجزائرية من خلال عدة مسلسلات أدى فيها أدوار البطولة، حيث لطالما انتقد المنتجين وقال إنهم ضده، حسب قوله.
كما لم يقتصر الأمر على الممثلين وتعداه إلى الفنانين، حيث صار مغني "الراب” إسحاق سعد الدين "فوبيا”، من أكثر الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينظم جولات مدفوعة والبث المباشر والتحديات، وغيرها من ألعاب "التيك توك”.
ولاقى الجميع انتقادات من طرف رواد مواقع التواصل: "لا يليق بفنانين أن ينزلوا إلى مستوى "التيك توك” الذي يبقى مجرد موقع للتسلية ويشوه صورة الفنان”. وقال آخر: "أصبح الفنان هو من يبحث عن القبول عبر المواقع، بعدما كان صناع المحتوى يبحثون عن القبول لدى المنتجين”.
غير أن آخرين اعتبروا أن مواقع التواصل الاجتماعي هي وسيلة فقط ليظهر أي شخص موهبته، أو يؤكد وجوده، سواء أكان ممثلا محترفا ومعروفا أو غير معروف، قائلين: "التيك توك” وغيره هو مساحة للتواصل بين الفنان وجمهوره، فلا داعي لتهويل الأمر”.