مخاوف جدري القردة تتصاعد
الوقائع الإخبارية : في ظل تصاعد المخاوف العالمية من تفشي فيروس "إم بوكس" (جدري القردة)، أعلنت الصين عن بدء إجراءات جديدة لفحص الوافدين من الدول المتأثرة بالفيروس. بدءاً من اليوم، ستقوم إدارة الجمارك الصينية بفحص جميع الأشخاص القادمين من دول تسجل حالات إصابة بالفيروس أو من كانوا على اتصال بحالات مؤكدة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض. كما ستشمل الإجراءات تعقيم المركبات والبضائع الواردة من المناطق المتأثرة.
وفي تطور جديد، سجلت السويد أول حالة إصابة بالسلالة الجديدة من فيروس "إم بوكس" خارج قارة أفريقيا. الشخص المصاب، الذي انتقل إليه الفيروس أثناء وجوده في أفريقيا، يتلقى العلاج حالياً في السويد. هذا التوثيق يعكس التهديد المتزايد من انتشار الفيروس إلى مناطق جديدة خارج القارة الأفريقية.
أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي، وهي أعلى مستويات التحذير التي يمكن أن تصدرها المنظمة. هذا الإعلان جاء نتيجة ظهور سلالة جديدة من فيروس "إم بوكس" في أفريقيا، مما يثير مخاوف من إمكانية تفشي المرض دولياً مرة أخرى، خاصة في ظل التهديد المتزايد في أوروبا.
في أفريقيا، أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي حالة طوارئ صحية عامة بسبب تفشي جدري القردة، الذي أصبح يشكل تهديداً صحياً خطيراً في العديد من البلدان، وخاصة جمهورية الكونغو الديمقراطية. حتى الآن، سُجلت أكثر من 15,000 حالة مشتبه بها و461 حالة وفاة في أفريقيا منذ بداية العام. ورغم الجهود المبذولة، تواجه القارة نقصاً حاداً في اللقاحات، مما يزيد من تعقيد جهود السيطرة على التفشي.
إضافة إلى ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية أن التحديات الرئيسية التي تواجه مكافحة المرض تشمل نقص التمويل، صعوبات في توزيع اللقاحات، وأزمة الصحة العامة في البلدان المتأثرة التي تعاني من نزاعات وصراعات. وقد حذرت المنظمة من أن السيطرة على تفشي المرض تتطلب استجابة منسقة تشمل تعزيز المراقبة، تطوير اللقاحات، وتوفير الموارد المالية اللازمة.
تسعى منظمة الصحة العالمية إلى تقييم الوضع العالمي وتحديد ما إذا كان يجب الإعلان عن حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد الدولي. وقد تم تسجيل حالات في أوروبا والأمريكتين، ولكن قد تكون الأعداد الحقيقية أعلى من الإبلاغ بسبب انخفاض عمليات الفحص. الجهود الحالية تركز على تعزيز المراقبة وتعبئة الموارد لمواجهة التهديد المتزايد.
في هذا السياق، تواصل الهيئات الصحية العالمية التعاون لتطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة تفشي جدري القردة، بما في ذلك تعزيز أبحاث اللقاحات والتوسع في برامج التطعيم. ويؤكد الخبراء أن الفيروس ينتشر من خلال الاتصال الوثيق، مما يستدعي تعزيز استراتيجيات المراقبة والاستجابة على مستوى عالمي لضمان احتواء التفشي ومنع انتشاره أكثر.