جولة جديدة من المفاوضات بين الاحتلال و"حماس" محكومة بالفشل قبل بدئها
الوقائع الإخبارية : يرى محللون أن التنازلات من قبل كيان الاحتلال وهي الانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا، وعلى رأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتي يروج لها الأميركيون، ويدعي الجانبان أنهم متفائلون بشأنها مع بدء جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى في القاهرة اليوم، لا تحقق الحد الأدنى من مطالب "حماس" أو حتى مصر، وأبرزها الانسحاب الكامل من كامل قطاع غزة.
جولة مفاوضات اليوم تأتي بعد ساعات فقط من فشل محادثات سابقة، وسط جهود الوسطاء الكثيفة التي قالت إنها توصلت إلى مقترح يعالج القضايا الخلافية بين حركة "حماس" والاحتلال ليصار إلى تقديمه على أمل تحقيق انفراجة تفضي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
حركة حماس قالت إن وفدها الذي سيتوجه للقاهرة، برئاسة القيادي خليل الحيّة، فإنه سيكون هناك للاطلاع وليس المشاركة، حيث سيلتقي كبار المسؤولين المصريين للاطلاع على تطورات المحادثات الجارية، التي تعقد بحضور رئيس جهاز المخابرات المصرية، ورئيس الوزراء القطري، ورئيس المخابرات الأميركية، ورئيس "الموساد" الصهيوني، لبحث التوصل لصفقة لتبادل الأسرى.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، عزت الرشق، إن الوفد للقاهرة بغرض "الاستماع لنتائج المفاوضات"، مؤكداً "التزام حماس بما وافقت عليه في 2 تموز (يوليو)، والمبني على إعلان (الرئيس الأميركي جو بايدن) وقرار مجلس الأمن".
وشدد الرشق على جاهزية "حماس" لتنفيذ ما اتفق عليه، مطالباً بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ ذلك ووقف تعطيل التوصل لاتفاق.
وقد أكدت "حماس"، في تصريح مشترك مع حركة "الجهاد الإسلامي"، التمسك بشروط المقاومة لعقد أي اتفاق مع الاحتلال، بما يشمل الوقف الشامل للحرب على قطاع غزة والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال وبدء إعمار القطاع وإنهاء حصاره مع إبرام صفقة تبادل جادة.
وتدور أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين حول إصرار رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، على بقاء قواته عند "محور فيلادلفيا" و"ممر نتساريم" و"معبر رفح"، وهو الأمر الذي ترفضه "حماس" ومصر بشكل قاطع، بالإضافة إلى الخلاف حول عدد الأسرى وأسمائهم.
ووصفت الدوائر الرسمية والإعلامية في الكيان المحتل اجتماع اليوم بين الوسطاء ووفد الاحتلال بالقاهرة بأنه سيكون حاسما في ما يتعلق بمستقبل الجهود المبذولة لتحقيق صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار مع حركة حماس في غزة.
وحسب ما نقلته هيئة البث لدى الاحتلال عن مصادر أميركية وإسرائيلية مطلعة، فإن هناك تقدما بمسار المباحثات، لكن هناك حاجة إلى مزيد من المرونة من الجانبين.
وحسب مسؤول في الكيان المحتل فإن الاحتلال قدم ما وصفه بتنازلات مهمة أدت إلى تقليص الفجوات، وتحديدا في مستقبل الوجود العسكري على محور الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر المعروف باسم فيلادلفيا.
وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن مصر رفضت المنحى الإسرائيلي ببقاء أي قوات عسكرية للاحتلال على هذا المحور، لكنها وعدت بنقله إلى حركة حماس.
ونقل موقع "والا" الإخباري أن ما وصفها بالقمة المرتقبة (اليوم) ستكون بمشاركة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع ورئيس جهاز الاستخبارات المصرية عباس كامل ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وكشفت "القناة 12" بالكيان المحتل، بأن "نتنياهو" أبدى مرونة للرئيس بايدن، بخصوص محور "فيلادلفيا" مع مصر، والمواقع العسكرية في قطاع غزة، فقد قبل طلباً من "بايدن" بإخلاء كيلومتر واحد من محور "فيلادلفيا" من جانب البحر، والاكتفاء بالحد الأدنى من المواقع العسكرية هناك.
وادّعت القناة الصهيونية نفسها، بأن "نتنياهو" وافق على مقترح أميركي بشأن منع انتقال عناصر المقاومة الفلسطينية المسلحين من جنوب القطاع إلى شماله، وتنازل عن مطلبه بإقامة نقاط تفتيش في القطاع، أو إقامة مواقع استيطانية تحت سيطرة جيش الاحتلال في غزة.
في الأثناء، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى مساء أول من أمس اتصالين بأمير قطر والرئيس المصري ناقش خلالهما الحاجة الملحة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، إضافة لضرورة التوصل لاتفاق يتضمن تقديم الإغاثة المنقذة لحياة المدنيين في غزة ويهدئ التوترات الإقليمية.
وذكر مصدر مطلع في الكيان المحتل أن نتنياهو دخل في خلاف مع مفاوضي وقف إطلاق النار بسبب إصراره على عدم الانسحاب من ممر فيلادلفيا، فيما يرى بعضهم أن الانسحاب من هناك ضرورة لتنفيذ الاتفاق".
ويواجه نتنياهو ضغوطا من أعضاء بحكومته يرفضون تقديم أي تنازلات.
في الأثناء؛ يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، والذي أدى لاستشهاد 40 ألفا و334 شهيدا، وإصابة 93 ألفاً و356 آخرين، ونزوح 90 % من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.