ما مرض بوليميا العقل؟ إليك الأعراض والعلاجات
الوقائع الاخبارية : ما مرض بوليميا العقل؟
ويُعرِّف الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس المصرية والأمين العام للجمعية المصرية للطب النفسي، الذي التقته «سيدتي»؛ بوليميا العقل "Bulimia Nervosa" بأنه اضطراب نفسي خطير يسبب إصابة المريض بنوبات شراهة أو إفراط في تناول الطعام، ثم ينتابه شعور بالندم يدفعه للتخلص من كل ما تناوله من خلال عادات خطيرة صحياً مثل التقيؤ المتعمد أو الإفراط في ممارسة الرياضة أو استخدام الملينات دون وصفة طبية أو حاجة.
ينتمي هذا المرض إلى مجموعة الاضطرابات النفسية المرتبطة بالأكل مثل الأنوريكسيا "فقدان الشهية العصبي" واضطرابات الأكل القهري.
يتميز الأشخاص الذين يُصابون بهذا المرض بالتفكير المتكرر في شكل أجسامهم وأهمية أن تكون أوزانهم مناسبة، ولكنهم يعشقون الطعام.
أعراض بوليميا العقل
امرأة تشعر بالإحباط بعد تجربة الميزان -المصدر freepik
يجب الانتباه مبكراً إلى أعراض مرض بوليميا العقل؛ لأن إهماله يفاقم النتائج ويجعلها أكثر خطورة، وحسب الدكتور رامي، تشمل الأعراض الآتي:
نوبات الإفراط في الأكل
أشهر أعراض هذا الاضطراب هو نوبات من الشراهة الشديدة، حيث يكون الشخص جائعاً جداً؛ فيأكل كميات كبيرة غالباً ما تكون من النشويات أو الدهون في فترة قصيرة.
الشعور بالندم بعد الأكل
يتبع نوبات الشراهة الشديدة شعور بالندم أو عدم الراحة بعد أكل كميات كبيرة؛ ما يجعل المريض في حاجة ملحة إلى التخلص من هذا الطعام إما عن طريق التقيؤ المتعمد أو عن طريق تناول بعض الأدوية التي تساعد على التخلص منه مثل الأدوية الملينة.
الخجل الدائم
يشعر المصابون باضطراب بوليميا العقل بالخجل من أجسادهم أياً كان وزنهم، وهذا الأمر يصيبهم بالإحباط الدائم، ويشعرون بأن عليهم التحكم في أوزانهم؛ فينتهي الأمر بشعور سلبي مثل الفشل المتكرر.
مشكلات الجهاز الهضمي
سواء الإفراط في الطعام أو محاولات التقيؤ المتعمدة أو تناول الأدوية الملينة؛ جميعها أسباب تؤثر في الجهاز الهضمي، وتصيب المريض بحالات مثل الإمساك أو الإسهال.
ظهور اضطرابات نفسية أخرى
يقول الدكتور رامي إنه من المعروف علمياً أن هذا المرض غالباً ما يكون مصحوباً باضطرابات نفسية أخرى مثل الشخصية الحدية والشخصية الهستيرية. وقد وجدت الدراسات أن هذا المرض قد يكون أيضاً مصحوباً باضطراب الوسواس القهري.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض بوليميا العقل
كما سبق أن ذكر أستاذ الطب النفسي، يُعتبر بوليميا العقل أكثر شيوعاً بين النساء، خاصةً في فترة المراهقة وأوائل العشرينات، ومع ذلك، يمكن أن يُصاب به الأشخاص من جميع الأعمار ومن كلا الجنسين.
هذا، وهناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب، منها:
الضغوط المجتمعية
باتت المجتمعات تخلق صوراً ذهنية ونمطية عن الجمال والرشاقة، وقد ساهم في ذلك منصات التواصل الاجتماعي.
التنمر
انتشار سلوك التنمر حيث بات يتعرض أصحاب الأوزان الزائدة إلى التنمر من أصدقائهم أو المحيطين بهم.
العوامل النفسية
هناك عدة حالات نفسية قد تسبب الإصابة ببوليميا العقل مثل انخفاض تقدير الذات، القلق والاكتئاب، والتوتر العاطفي بسبب الانفصال أو المشكلات العائلية.
الوراثة
مثل أمراض نفسية وعضوية أخرى، العامل الوراثي يلعب دوراً بارزاً في الإصابة بمرض بوليميا العقل.
الصدمات النفسية
الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات نفسية أو إساءة في الطفولة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض بوليميا العقل بوصفه وسيلة للتعامل مع الألم النفسي.
النظام الغذائي الصارم
الالتزام بحميات غذائية صارمة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة باضطرابات الأكل بشكل عام. وينصح أستاذ الطب النفسي بضرورة الانتباه مبكراً إلى أعراض وعلامات اضطراب بوليميا العقل والتوجه إلى العلاج للسيطرة على المرض قبل أن تظهر المضاعفات، قائلاً: "قد تتطور الحالة لدى المريض وتظهر المضاعفات التي قد تشمل مشكلات من الناحية النفسية وأخرى جسدية مثل الاكتئاب والرغبة في الانتحار، كما أن اضطراب الأكل هذا يؤثر في الوزن وصحة الجهاز الهضمي".
علاج بوليميا العقل
حدد طبيب الأمراض النفسية عدة مسارات للعلاج وشملت الآتي:
العلاج المعرفي السلوكي
وهو طريقة تستهدف الحد من الشعور بالشراهة أو النهم العصبي، ويساعد في تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات غير الصحية المتعلقة بالأكل والجسم.
العقاقير
قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب للمساعدة في التحكم في الأعراض.
التغذية العلاجية
من مضاعفات مرض بوليميا العقل الحالات الجسدية مثل نقص الأملاح والمعادن الأساسية؛ لذلك تجب متابعة المريض من قبل اختصاصي تغذية لتطوير خطة غذائية صحية واستعادة عادات الأكل الطبيعية.
الدعم النفسي
مجموعات الدعم والعلاج الجماعي يمكن أن تكون مفيدة لتقديم الدعم والمساندة من أشخاص قد مروا أو يمرون بالتجربة نفسها.